الإقتصاد

إصدار سندات اليورو دليل احترافية المنظومة الاقتصادية السعودية

القاهرة – محمد عمر

أصدرت المملكة لأول مرة في تاريخها سندات مقومة بعملة اليورو، وذلك بعد تعيين كل من بنك «غولدمان ساكس»، وبنك «سوسايتي جينيرال» كمنسقين عالميين، وبنك «بي إن بي باريبا»، وبنك «مورغان ستانلي» و «سامبا كابيتال» كمديري إصدار.

وحصلت السعودية على تصنيف (A+ مستقر) من وكالة موديز، ومصنفة (A1 مستقر) من وكالة فيتش، ويأتي إصدار السعودية لسندات مقومة بعملة اليورو بشريحتين 8 و20 سنة (وفقا لظروف السوق).

يذكر أن سوق سندات اليورو يتميز بـ “تنوع المستثمرين” (مؤسسات ومحافظ جديدة، مقدرة المملكة على الدخول في أي وقت أسواقا مختلفة، إمكانية الدخول لسوق اليورو، تنوع فترات الاستحقاقات أكثر من سوق الدولار، وكذلك تنوع مصادر التمويل – مقارنة بسعر المملكة حاليا بسوق الدولار، ولكن لا يعتبر سوق اليورو بشكل عام كبيرًا بحجم سوق الدولار، فتح الباب لمصدرين سعوديين من القطاع الخاص).

” البلاد ” استطلعت آراء خبراء اقتصاديين حول أهمية إصدار مقومة بعملة اليورو :

ثقة دولية

ففي البداية، قال محمود ياسين خبير الاقتصاد وأسواق المال : إن المملكة أصدرت لأول مرة في تاريخها سندات مقومة بعملة اليورو، وذلك بعد تعيين كل من بنك غولدمان ساكس، وبنك سوسايتي جنرال؛ كمنسقين عالميين، وبنك بي إن بي باريبا، وبنك مورغان ستانلي، وسامبا كابيتال كمديري إصدار.

يأتي إصدار السعودية لسندات مقومة باليورو بشريحتين 8، و20 سنة (وفقاً لظروف السوق) في وقت سبق حصول السعودية على تصنيف «A1» من وكالة موديز، ومصنفة «A+» من وكالة فيتش، وبدأت السعودية توجهها للأسواق العالمية بإصدار السندات والصكوك في وقت سابق بعملة الدولار؛ حيث تسعى السعودية من خلال إصدار سندات اليورو إلى تنويع الإصدارات بالعملات، وتقليل التكلفة وفتح أسواق جديدة.

حيث سيكون فيه ابتعاد نسبي عن عملة الدولار، بهدف تنويع العملة بعيداً عن الدولار؛ حيث يتمتع اليورو بميزة نسبية؛ لأن أسعار الفائدة علي اليورو أقل بكثير من أسعار الفائدة على الدولار، حيث تبلغ قيمة تكلفة الفائدة لليورو بـ75 نقطة أساس، أقل من 1% في حين تبلغ قيمة الفائدة على الدولار نحو 2 %.

ومن الملاحظ علي السوق السعودي تسابق الدول والمؤسسات على الاستثمار في السوق السعودي والاقتصاد السعودي بشكل عام، خاصة في ظل سياسات اقتصادية واضحة تتجه لتنويع مصادر الدخل السعودي؛ وفق رؤية المملكة 2030، بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان- حفظهما الله- وتتضح أهمية اقتصاد المملكة في التسابق على دخول السوق السعودية، ما يعطي مؤشرات ثقة كبيرة للشركات الكبرى والمستثمرين بهذا الاقتصاد الواعد.


من جهته، قال الدكتور حسام الغايش خبير أسواق المال : إنه مع الإعلان عن إصدار المملكة لأول مرة ، لسندات مقومة بعملة اليورو بشريحتين 8 سنوات و20 سنة ، حيث حصلت المملكة على تصنيف A + (مستقر) من وكالة موديز، ومصنفة A1 (مستقر) من وكالة فيتش

حيث إنه سيتم تعيين كل من بنك جولدمان ساكس وبنك سوسايتي جنرال كمنسقين عالميين، وبنك بي إن بي باريبا وبنك مورغان ستانلي وسامبا كابيتال كمديري إصدار.

ومن المعروف أن سوق سندات اليورو يتميّز بـتنوع المستثمرين (مؤسسات ومحافظ جديدة)، مع مقدرة المملكة على الدخول في أي وقت لأسواق مختلفة، كذلك إمكانية الدخول إلى سوق اليورو، وتنوع فترات الاستحقاقات أكثر من سوق الدولار، و تنوع مصادر التمويل.

ومن أهم مزايا التعامل بالسندات الدولية هو تعدد عملات الإصدار حيث تصدر السندات الدولية بعملات مختلفة، ويبقى الدولار هو العملة المفضلة لإصدار هذه السندات، يليه اليورو الأوربي، ويهتم كل من المقرضين والمقترضين في هذه السوق عند اختيارهم لعملة القرض على توقعاتهم المستقبلية لأسعار صرف إحدى العملات الدولية، فالمقترض يتجنب الإقراض بعملات قوية أما المقرضون فالعكس.

أيضا من مزايا الإصدار بعملات أجنبية، جمع المدخرات وإعادة توزيعها على نطاق دولي؛ بحيث يقوم سوق السندات الدولية بتجميع المدخرات على اختلاف أحجامها وإعادة توزيعها على نطاق دولي واسع بين مختلف فئات المقترضين الذين يفضلون هذا النوع من الاقتراض، أو الذين تجبرهم السياسة النقدية السائدة على اللجوء إلى الاقتراض من هذا السوق

وفي مثل هذه الحالة تمثل سوق السندات الدولية حلقة وصل بين المدخرات المتوفرة عالميا والاحتياجات إلى مصادر تمويل طويلة الأجل؛ سواء لتمويل خططها- أي خطط التنمية في الدول النامية – أو لتمويل العجز في ميزان المدفوعات لدول أخرى.

كما أن من مزايا هذه الإصدارات هو توافر السيولة النقدية العالية؛ لأنها تمتاز بالسيولة العالية، نظرا لإمكانية تحويلها إلى نقود عن طريق بيعها عند الحاجة، وتكون السندات مكفولة ومضمونة من قبل الجهة التي أصدرتها؛ سواء كانت المصارف أو الحكومات.

تنويع الاستثمارات وتقليل المخاطر
بدوره.. قال أحمد معطي المحلل الاقتصادي : إن إصدار المملكة سندات مقومة باليورو لأجل 8 و20 عاما، أمر هام للغاية لأنه يتيح تنويع الاستثمارات، وسيساعد على إدخال فئة مستثمرين جدد للسوق السعودي من أوروبا وغيرها، كما أن هذا الإصدار سيساعد على تنويع المحافظ؛ خاصة مع اختيار وتكليف بنكين عالميين هما غولدمان ساكس، وسوسيتيه جنرال كمنسقين للترتيب والتنسيق مع المستثمرين بالعالم، كما أنها خطوة مهمة للغاية لإيجاد مصادر تمويل جديدة؛ لتحقيق رؤية المملكة 2030 وتنفيذ المشروعات التي تقام حاليا ومستقبلا .

وتوقع أحمد معطي، أنه سيكون هناك إقبال شديد على هذه السندات؛ خاصة بعد ما حصلت المملكة العربية السعودية على تصنيف (A+ مستقر) من وكالة موديز، كما أنها حصلت على تصنيف (A1 مستقر) من وكالة فيتش، وذلك يدل على قوة واستقرار النظام المصرفي والاقتصادي في المملكة، ويعطي حالة من الاطمئنان والتفاؤل بين المستثمرين بكل أنحاء العالم بالاستثمار في السندات المقومة باليورو، التي أصدرتها المملكة وأي استثمارات أخرى، وأيضا تخفيض المخاطر بالتنويع؛ حيث إن مصدري السندات يفضلون أن يكون لديهم محفظة استثمار متنوعة؛ لتقليل نسبة المخاطر، وتتكون هذه المحفظة من سندات بعملات مختلفة وبنسب مئوية متفاوتة، وذلك طبقا للظروف والأهداف المختلفة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *