تقرير – مصباح معتوق
أبدى الشارع المغربي الرياضي امتعاضه الكبير من حالة “الفوضى” الذي يعيشها منتخب “أسود الأطلس” عقب الأزمة الكبيرة التي حدثت بين المهاجم عبدالرزاق حمدالله وزميله فيصل فجر؛ بسبب رغبة كل واحد منهما لتنفيذ الركلة الجزائية أمام منتخب جامبيا في اللقاء الودي الدولي بين المنتخبين، حيث أراد حمدالله تنفيذها لكن فجر رفض ذلك وقام بإهدارها الأخير لتخسر المغرب المواجهة الودية بهدف دون مقابل.
بعدها غادر فوراً المهاجم الدولي “السابق” عبدالرزاق حمدالله معسكر المنتخب، بعد هذه الأزمة التي ادعى من خلالها أنه تعرض لإصابة في “الظهر” حسب البيان الرسمي الصادر، والذي نشر في موقع الاتحاد المغربي لكرة القدم، لكن الحقيقة ليست كذلك؛ كون طبيب “أسود الأطلس” عبد الرزاق هيفتي، طلب من المهاجم المستبعد التواجد أمس الأول (الجمعة) لفحصه طبياً، ومعرفة مدى إصابته التي يعاني منها، لكن اللاعب لم يتواجد في الموعد المتفق عليه.
“البلاد” بدورها قامت بمتابعة قضية اللاعبين حمدالله، وفجر التي أثارت جدلاً واسعاً داخل الوسط الرياضي المغربي، وامتدت إلى وقوف كافة الجماهير النصراوية مع نجم فريقها وهداف الدوري السعودي للمحترفين.. إليكم التفاصيل:
مغادرة المعسكر
كان المهاجم عبدالرزاق حمدالله، قد غادر معسكر المنتخب المغربي، قبل أيام من انطلاق منافسات كأس أمم إفريقيا؛ بسبب تعرضه للإصابة حسب ما نشره اتحاد القدم المغربي، إلا أن كافة وسائل الإعلام المغربية أكدت أن البيان غير صحيح تماماً من جميع النواحي، والحقيقة هي نشوب خلاف بينه وبين زميله لاعب كان الفرنسي فيصل فجر؛ بسبب ركلة الجزاء المهدرة، إضافة الى طريقة التعامل مع حمدالله من قبل زملائه داخل صفوف المنتخب، مما أجبر هداف الدوري السعودي لمغادرة معسكر “أسود الأطلس”، ورغم محاولات الجهازين الفني والإداري بثنيه عن قراره، إلا أنه رفض ذلك جملة وتفصيلاً.
وأشارت المصادر الإعلامية المغربية إلى أن سلوكيات بعض اللاعبيت تجاه مهاجم النصر حمدالله لم تناسبه؛ إذ جعلته ينتفض غاضباً في وجه الجميع، ويقرر الانسحاب، خاصة أن الأجواء لم تكن إيجابية من جميع النواحي، والتي تسببت في إلحاق ضرر نفسي به.
بيان رسمي
بدوره، أصدر الاتحاد المغربي لكرة القدم بياناً رسمياً على لسان المدير الفني الفرنسي هيرفي رونار، بالاستغناء عن المهاجم عبدالرزاق حمدالله، وضم زميله المدافع الشاب عبدالكريم باعدي لقائمة الـ”23 لاعباً” الذين سيشاركون في النسخة الثانية والثلاثين لنهائيات كأس إفريقيا للأمم بمصر من 21 يونيو إلى 19 يوليوز 2019.
ويأتي قرار دعوة باعدي لتعويض غياب اللاعب عبد الرزاق حمد الله المصاب في الظهر، والذي تبين للطاقم الطبي، وحسب الطبيب عبدالرزاق هيفتي، فإن اللاعب حمد الله سيخضع لفحوصات دقيقة.
غير مرتاح
وقال طبيب المنتخب المغربي عبدالرزاق هيتفي في تصريح إذاعي: المهاجم حمدالله لم يحضر أمس الأول (الجمعة) من أجل الخضوع للفحوصات الطبية المدققة، إذ أوضح هيفتي أن المهاجم المستعبد أكد له أنه غادر معسكر المنتخب لعدم إحساسه بالارتياح، ولن يكون في مقدوره تقديم الإضافة للمنتخب الوطني، وأضاف الطبيب: اتفقت مع حمدالله من أجل الخضوع لفحوصات طبية مدققة، للوقوف على طبيعة إصابته بعد الآلام التي أحس بها في الظهر قبل مقابلة غامبيا، غير أنه لم يحضر وتخلف عن الموعد.
باي باي
في المقابل وفي أول ردة فعل تم ربطها بعد مغادرة المهاجم حمدالله معسكر “أسود الأطلس”، ظهر لاعب المنتخب المغربي فيصل فجر في مقطع فيديو من داخل إحدى صالات الرياضة رفقة زميله في المنتخب نبيل درار، حيث نشر فجر مقطع الفيديو عبر حسابه الشخصي على “انستغرام”، يظهر فيه إلى جانبه درار، وهما يرقصان على أغنية عنوانها “باي باي”، حينها فسر العديد من المتابعين للشأن الرياضي بأن مقطع الفيديو هو رسالة موجهة للاعب المستعبد حمد الله، الذي غادر معسكر الأسود.
انقسام جماهيري
تسببت الأزمة التي قد تبعثر أوراق المنتخب المغربي من الناحية الفنية خلال المشاركة في بطولة كأس الأمم الإفريقية 2019، إلى انقسام الشارع الرياضي المحلي في المملكة المغربية لقسمين؛ ما بين مؤيد لإبعاد حمدالله، ومعارض، فقد عبرت الجماهير المعارضة لقرار إبعاد حمدالله عن غضبها من اللاعب فيصل فجر، وأكدت أن تصرفه مع زميله المهاجم عبدالرزاق حمدالله غير لائق تماماً، ولا يمت لروح العائلة الواحدة بصلة، مطالبين اتحاد القدم بفتح تحقيق عاجل يتم توضيح كافة الملابسات بكل شفافية مطلقة، دون أي مراوغة عليهم كجماهير.
في المقابل طالبت الجماهير المؤيدة لاستبعاد هداف الدوري السعودي حمدالله بإيقاع عقوبة إدارية قاسية؛ ليكون عبرة له ولزملائه اللاعبين في المستقبل، لعدم تكرار ذلك واحترام قميص “أسود الأطلس”، كما انهالت عليه سيوف النقد من حدب وصوب، فمنهم من جرّده من وطنيته، ومنهم من وصف عقليته بـ”الهاوية”.
منتخب التكتلات
فيما وصفت عدد من الصحف المغربية منتخب بلادها بـ”التكتلات والأحزاب”، ما بين “أولاد فرنسا، وهولندا، والمغرب”، حيث أكدت المصادرة الإعلامية المحلية أن اللاعبين الذين يحملون الجنسية الفرنسية تحديداً هم الذين تآمروا على حمدالله برفقة المدرب هيرفي رونار، مما تسبب في اتخاذ حمدالله قراراً بالخروج من قائمة المنتخب عاجلاً وليس آجلاً، كون الأخير شعر بأن هناك “تكتلاً” من قبل المغاربة الذين يحملون الجواز الفرنسي.
السر بوطيب
وأفصحت الصحف المغربية أن سر التكتل من قبل اللاعبين المغربيين الذين يحملون الجنسية الفرنسية؛ بسبب أن المستويات الفنية العالية التي قدمها المهاجم عبدالرزاق حمدالله نجم النصر وهداف الدوري السعودي للمحترفين، سيضع “ابن جلدته” المهاجم المحترف في صفوف الزمالك خالد بوطيب “مغربي – فرنسي” احتياطياً له،
وأشارت الصحف إلى أن هذا المخطط أبدع في إخراجه “المشكلجي” فيصل فجر، وشخص فصوله بعض “أولاد فرنسا”، وأن هذا جاء دفاعا عن صديقهم بوطيب الذي استشعر أنه لن يكون أساسياً؛ عطفاً على المستوى العالي الذي بصم عليه حمدالله، ودليل ذلك بحسب مصادر الإعلام المحلي أن رونار فور رحيل حمدالله استبدله بالمدافع الأيسر “باعدي”، في الوقت الذي كان من الأجدر أن يقوم باستدعاء المهاجم أيوب الكعبي، لكن لعيون بوطيب تم نجاح المسلسل، ليبقى الأخير مهاجماً صريحاً.
انقطاع التواصل
كما ذكرت تقارير مغربية أن المهاجم المستعبد عبدالرزاق حمدالله تعرض لأسبوع كامل من الاضطهاد والاستفزاز خلال التدريبات، في ظل انقطاع التواصل بينه وبين مجموعة، يقودها المهدي بنعطية، وتضم كلاً من مبارك بوصوفة، ونبيل درار، وفيصل فجر، ويونس بلهندة، حيث أكدت أن الأزمة بدأت باحتكاك بين حمدالله وبلهندة، قبل أن يتم احتواء الأمر، إلا أن الأمر انفجر برفض فيصل فجر السماح لحمدالله بتسديد ركلة الجزاء.
وذكر التقرير المغربي أن حمدالله لم يكن أول لاعب يتعرض لتلك المؤامرة، بل يعود الأمر أيضاً إلى وليد أزارو، مهاجم الأهلي المصري، الذي تعرض لاستفزاز متعمد من مبارك بوصوفة.
كشف الحقيقة
نشرت عدد من وسائل الإعلام المغربية ومواقع التواصل الاجتماعي عقب نشر التصريح “المقتضب” على لسان اللاعب المستبعد عبدالرزاق حمدالله بعد رحيله من معسكر “أسود الأطلس” حيث قال: بكل أسف الجو العام داخل معسكر المنتخب غير صحي تماماً من جميع النواحي، وعقب نهاية بطولة كأس الأمم الإفريقية سوف أفصح عن الحقيقة الكاملة، التي ينتظرها الشارع الرياضي المغربي على وجه التحديد والجماهير الرياضية بشكل عام؛ كوني الآن لا أرغب في تشتيت المنتخب.
حرقوا التيشيرت
قام مشجع مغربي بـ”حرق” تيشيرت لاعب خط وسط “أسود الأطلس” فيصل فجر، وذلك بعد الأزمة الكبيرة التي حدثت بينه وبين المهاجم حمدالله، وقام المشجع بنشر صورة التيشيرت وعليه آثار النار، وذلك تعاطفاً مع هداف الدوري السعودي، الذي أوضح المشجع بأن منتخب “التكتلات” لن يواصل مسيرته في البطولة، بل من المتوقع أن يودع مبكراً؛ كون اتحاد القدم والمدرب واللاعبون الذين يحملون جنسية فرنسية “ظلموا” عبدالرزاق.