الدولية

المملكة تطمئن أسواق الطاقة وحماية منتظرة للناقلات

جدة – البلاد / عواصم – وكالات

تجددت المخاطر الإرهابية بشدة في منطقة الخليج العربي، باستهداف ناقلتي نفط بمنطقة بحر عمان، الذي يمر عبره أكثر من 30 % من حجم تجارة النفط الخام عبر البحر عالمياً، لا سيما مع تهديد إيران أكثر من مرة بسعيها إلى إغلاق المضيق الحيوي، مما يعد دليلا مباشرا على نوايا قيامها بجرائم استهداف ناقلات النفط كما حدث أول أمس ، وما سبقه من تخريب 4 ناقلات قبالة الفجيرة بدولة الإمارات العربية قبل نحو شهر.

تصاعد المخاوف

وعلى وقع التوتر بالمنطقة الأهم لإمدادات الطاقة في العالم، وتصاعد المخاوف على استقرار الإمدادات ، حرصت المملكة على طمأنة الأسواق العالمية بالتأكيد على أنها ستتخذ الإجراءات لحماية موانئها ومياهها الإقليمية، داعية المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته لحماية الملاحة البحرية الدولية.

وقال وزير الطاقة المهندس خالد الفالح: إن وزارة الطاقة وشركة أرامكو قد رفعت درجة الجاهزية للتعامل مع مثل هذه الأعمال العدائية والإرهابية”، مجدِّداً التزام المملكة بتوفير إمدادات موثوقة من النفط إلى الأسواق العالمية.

في هذا الصدد يرى خبراء ومحللون، أن تلك الحوادث الإرهابية على خطورتها لن تؤثر على جاذبية دول منطقة الخليج للاستثمارات الأجنبية؛ باعتبارها منطقة حيوية عالمياً، ولكنها قد تحتاج إلى إجراءات احترازية وتحوّطية أكبر، على اعتبار أن الانتاج النفطي من المنطقة سيظل أساسيا كميزان لاستقرار الإمدادات والاقتصاد العالمي ، لكنها سترفع مستويات المخاطر الاقتصادية ، وستفرض شركات التأمين تكاليف إضافية إلى جانب زيادة أجور النقل.

وأوضحوا أن معظم الصادرات النفطية بمنطقة الخليج العربي تمر عبر مضيق هرمز ، من المملكة والكويت والإمارات والعراق وإيران ، لكن المملكة لديها البديل عبر خط أنابيب بقيق – ينبع الذي ينقل نحو 5 ملايين برميل يوميا ، كذلك البديل الإماراتي المتمثل في خط أنابيب حبشان – الفجيرة بسعة 1.8 مليون برميل يوميا. وكان وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، قد أكد أن إيران هي من ارتكبت الهجوم ضد ناقلتي النفط في خليج عمان. وتابع: “سندافع عن مصالحنا وحلفائنا وعن التجارة الدولية من خطر إيران”.

تعريض الإمدادات للخطر

وكانت المملكة والإمارات والنرويج؛ باعتبارها الدول المتضررة من الاعتداء على 4 سفن تجارية بالقرب من المياه الإقليمية بالإمارات خلال الشهر الماضي، قد تقدمت بطلبات إحاطة إلى أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول النتائج الأولية للتحقيق.

وأكد تقرير المندوبين الدائمين الثلاث لدى الأمم المتحدة، أن هذه الهجمات الإرهابية عرّضت الملاحة التجارية الدولية وأمن إمدادات الطاقة العالمية للخطر، فضلا عن تهديدها للسلم والأمن الدوليين. ووجهت الدول الثلاث، الشكر إلى أعضاء مجلس الأمن الذين قدموا دعمهم بالفعل للتحقيق في هذه الهجمات الإرهابية، كما دعت جميع أعضاء المجلس للاطلاع على الأدلة التي حصلت عليها السلطات الإماراتية. وقال مسؤول في شركتي إدارة أصول وصناديق استثمار: إن الهجمات الإرهابية التي تستهدف ناقلات النفط في منطقة خليج عمان من شأنها التأثير بشكل مباشر على الاقتصاد العالمي من خلال الضغط على أسهم وسندات الشركات الصناعية وأسواق المال بشكل عام.

وقال أيمن أبوهند، الشريك المؤسس بشركة advisable wealth engines لإدارة الثروات بأسواق المال العالمية: إن العمليات العدائية ضد ناقلات النفط ترفع تكاليف الأنشطة الصناعية وتهدد استقرار عمليات الإنتاج، ما ينعكس سلبًا على أداء أسهم شركات الصناعة في أسواق المال العالمية. وأوضح أبوهند في تصريحات صحفية، أن عمليات إرهابية كتلك التي استهدفت ناقلتي نفط في خليج عمان، تقلق الاقتصاد العالمي وتهدد تأمين احتياجات المنشآت الصناعية من الوقود، نظرا لاستحواذ المنطقة على 40% من تجارة النفط الدولية. ومع تصاعد استهداف ناقلات النفط من جانب إيران، يتوقع الخبراء أن تتخذ دول المنطقة والولايات المتحدة إجراءات تأمين لتعزيز الحماية للناقلات من خلال قطع بحرية، ترافقها في رحلاتها بالخليج العربي، وحتى عبور مضيق هرمز وبحر عمان.

النفط يواصل مكاسبه

ودفع الهجوم أسعار النفط للصعود 4%، قبل أن تتراجع لاحقا، خاصة أن الهجوم يأتي بعد شهر من تضرر 4 ناقلات أخرى.
واصل خام برنت، أمس “الجمعة” مكاسبه القوية التي سجلها الخميس، عقب هجمات تعرضت لها ناقلتا نفط في خليج عمان، ما أثار مخاوف بشأن تقلص تدفقات الخام عبر أحد مسارات الشحن الرئيسة في العالم.

وارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 23 سنتا، أو 0.4% إلى 61.54 دولار للأوقية، بعد أن صعدت 2.2% عند التسوية لكن عقود برنت تتجه صوب تسجيل انخفاض أسبوعي بنحو 3% متراجعة بذلك للأسبوع الرابع.

ونقلت وكالة “بلومبرج” الأمريكية عن جوس ماثيو، رئيس قطاع أبحاث الأسهم بشركة يونايتد سيكيوريتيز في مسقط، أن هذا الهجوم هو الثاني خلال شهر، ما يثير القلق بشأن تداعيات الحادث على الاقتصاد العالمي.

وتابع: “الاستهداف يعكس حساسية تأثير أي اضطراب في المنطقة على رؤية المستثمرين إزاء حركة أسواق المال”.

لا تسرب من “ألتير”

قالت شركة فرنتلاين النرويجية: إنه تم خلال الليل إخماد الحريق في الناقلة فرنت ألتير التي تعرضت أمس الأول لهجوم في خليج عمان. وأضافت الشركة المالكة للناقلة في بيان: “عمليات تبريد الناقلة مستمرة والناقلة مستقرة”. ومضت قائلة: “لم يتم تسجيل حدوث تسرب أو تلوث بسبب الناقلة في الوقت الحالي”.

إلى ذلك، أشار رئيس الشركة المشغلة لناقلة النفط اليابانية، كوكوكا كاريدجس، إلى أن الناقلة تضررت من أشياء طائرة.
كما استبعد رئيس الشركة المشغلة لناقلة النفط تعرض الناقلة لهجوم بطوربيد، وأكدت الشركة المشغلة لناقلة النفط اليابانية، أن الطاقم شاهد سفينة للجيش الإيراني في الليلة الماضية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *