الأولى

كلمة البلاد

شعار صحيفة البلاد

أعداء المملكة، أعداء الحكمة والاتزان والعقلانية، لا يفوتون فرصة سانحة لمحاولة الإضرار بالسعودية وشعبها، من باب حقد دفين، مدعوم برغبة متأصلة للنيل من حرياتها، وحرف مسيرتها الثابتة على مر الزمن، إلا أن تلك الأحلام تتساقط كالذباب أمام حقائق مروءة السعودية، ومواقفها المشرفة، فتشمخ وهي مهبط الوحي،

وترتقي وتثبت مصداقيتها. ليس هناك ما تخفيه المملكة فيما يتعلق بعلاقاتها الدولية مع القيادات والشعوب على حد سواء، فالمبدأ ثابت لا يهتز ولا يتبدل على الإطلاق، والأهداف واضحة، تصب في مجملها لرقي العالم الإسلامي، ورفعة شأن المسلمين، فلم يُعرف عن المملكة التدخل في شئون الغير، بل تتساقط الاتهامات ذات المقاصد المعلومة بمجرد المعرفة، وتتجلى الحقائق.

فالمكاسب الحقيقية تتجسد بتلاحم المسلمين وتعاضدهم، ولهذا جاءت دعوة خادم الحرمين الشريفين، للتئام قادة الأمة في رحاب مكة المكرمة أواخر شهر رمضان المبارك، فعُقدت ثلاث قمم، خرجت بمواقف موحدة، تطبيقها يؤدي لرفع شأن الإسلام والمسلمين دون شك.

المملكة من أوائل الدول التي حذرت مما سُمي زورًا بالربيع العربي، لأنها تمقت الفوضى، وتؤمن بأن الأمن والطمأنينة رأس المال الحقيقي لكافة شعوب الأرض، خاصة في منطقة ساخنة مستهدفة، يتكاثر فيها المتربصون الحزبيون من ذوي الأهداف التدميرية، بل محاطة بدول إقليمية ذات أطماع معروفة للقاصي والداني؛ ولهذا حرصت المملكة على حل المشكلات الناشئة بالحكمة، عبر طاولة المفاوضات، وحذرت من الاحتكام للسلاح والفوضى، التي تتيح الفرصة للمتربصين من المرتزقة الحسدة، للنيل من استقرار الشعوب، وكثيرًا ما نصحت الأشقاء بالروية، واقفة على مسافة واحدة بين الفرقاء، في إطار سياسة راسخة حكيمة،

فهي ليست معنية بلي عنق الحقيقة، ولا تلتفت للتفسيرات والتأويلات التحريضية ذات الأهداف المكشوفة، ودومًا تكشف تبعات الأحداث عن تلك الحقائق الناصعة الشفافة، النابعة من حرص صادق ونوايا طيبة ومبتغى إصلاحي، يحقق المكانة المأمولة للإسلام، والمسلمين.

ليس للأشقاء السودانيين مخرج سوى الالتفاف حول الوطن، ونبذ الخلافات واستئناف الحوار بين القوى المختلفة، وفي هذا- دون شك – حقن للدماء وتجنب للفوضى، التي تعيشها عواصم عربية، مع شديد الأسف، حتى باتت مرتعًا للعصابات القادمة، من كل فج وصوب، فالأمن مطلب الشعوب الأول والأخير، ولهذا جاء بيان المملكة مكتنزًا بالحكمة والعقلانية، متطابقًا مع مبادئها الراسخة، واقفًا كالمعتاد على مسافة واحدة من الأشقاء المختلفين. جمع الله شملهم، وحفظ السودان وشعبها الشقيق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *