جدة – ليلى باعطية
خلال الأيام الاولى من شهر رمضان الجاري اكتشفت حصة 27 سنة أن وزنها زاد عدة كيلوجرامات، لاعتمادها على الوجبات الدسمة والحلويات ،
ويبدو أن سيناريو حصة يطارد الكثيرين خلال شهر رمضان ، إذ أن هناك ثمة إحصائيات طبية تشير إلى أن زيادة الوزن هاجس يطارد الكثير من المواطنين السعوديين خلال أيام الشهر المبارك والذي تتنوع فيه السفرة الرمضانية وتصبح عامرة بـ ” المفطحات” والعصائر الملونة والحلويات الشرقية وهو الأمر الذي يحذر منه اطباء القلب ، وفي المقابل نجد فئة تعتبر شهر رمضان فرصة مناسبة ” للريجيم ” وكشفت دراسة إحصائية أن معدل زيادة الوزن لدى السعوديات في شهر رمضان يبلغ نحو 3 كيلوجرامات .
وبين هذا وذاك توجهت ” البلاد ” إلى عينة من المواطنين والمواطنات لمعرفة مدى تأثير شهر رمضان على عاداتهم الغذائية، وهل زادت أوزانهم أم نقصت.
في البداية تقول رحاب السلمي أن وزنها ازداد منذ بداية رمضان، لكنها قررت أخيرا التركيز على التمارين الرياضية والحرص على نوعية الأكل لكي يعود جسمها متناسقا قبل العيد. أما خبيرة الشعر سامية خماش فقد أوضحت أنها قطعت علاقتها بالميزان منذ دخول شهر رمضان وذلك خشيةً من رؤية نتائج تزعجها وتصيبها بالإحباط. ومن جانبه يقول طبيب الأطفال فايز الشبيلي بأنه زاد 3 كيلوجرامات منذ دخول شهر رمضان المبارك ، موضحا أن نسبة زيادة الوزن عند معظم الصائمين تتراوح بين 3 إلى 5 كيلوجرامات وهي تعد زيادة مفرطة بسبب كثرة الدعوات على الإفطار والسحور وتناول الوجبات الدسمة والحلويات الشرقية.
غير أن المهندسة منال عباس استطاعت أن تحافظ على وزنها رغم المغريات الغذائية التي تسود خلال هذا الشهر، لافتة إلى أنها تلقت الكثير من الدعوات على مائدتي الفطور والسحور ولكنها استطاعت أن تكبح شهيتها الغذائية خوفا من زيادة الوزن.
وبينت خبيرة المكياج أمل الحسن أنها إستطاعت أن تخسر نحو 3 كيلوجرامات منذ بداية شهر رمضان، وذلك بابتعادها عن الدسم والحلويات والرياضة بعد الإفطار وأضافت أن البسطات الرمضانية وقلة الحركة ونوعية المأكولات الدسمة التي يتم تحضيرها تعد سببا رئيسيا لزيادة الوزن.
وقال الشاب عابد حافظ ، احاول قدر المستطاع هذه الأيام الخروج من ” فخ ” الأكلات الدسمة والاعتماد على التمارين الرياضية حتى لا يزداد وزني ، مؤكدا أن 80% من أصدقائه يزداد وزنهم خلال شهر رمضان لعدم انتظامهم في التمارين الرياضية وتلبية الدعوات المليئة بالدسم.
عادات خاطئة
وقالت أخصائية التغذية رند بدوي أن الصائمين قد يتشابهون بعاداتهم الخاطئة ومفاهيمهم المغلوطة حول شهر رمضان والصيام، واغلب العادات الخاطئة تتشارك بها البلدان العربية فيما يتعلق بالكميات غير الاعتيادية من الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية التي تقدم من وقت الفطور الى وقت السحور والتي تعتبر احدى مسببات الوزن الزائد بعد انقضاء الشهر الفضيل. كما أن المناخ العربي الحار والرطوبة العالية في منطقة الخليج عامة والسعودية خاصة يعد غير مساعد على اداء تغيرات حياتية تساهم في انقاص الوزن او المحافظة عليه.
جهود المملكة للقضاء على السمنة
أبانت رند أن هناك حزمة من السيناريوهات لمنع ازدياد عدد المصابين بالسمنة في وطننا العربي عامة والمملكة العربية السعودية خاصة ومنها ارتياد الممشى والمرافق الرياضية ونشر الحملات التوعوية التي ساهمت الدولة بإنشائها لتغيير ثقافة الرياضة أو الحركة عند المجتمع لتمنع من انتشار الامراض المزمنة كالسمنة وامراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم.
وأضافت رند أن على العاملين بمجال الصحة السعودية من اطباء واخصائيي التغذية محاربة العادات الخاطئة والمفاهيم المغلوطة حول الصيام والافطار بشهر رمضان المبارك لنقلل نسبة المصابين بالسمنة في المملكة.
السعودية الثالثة عربياً
بحسب منظمة الصحة العالمية والدراسة التي اجرتها قبل ثلاث سنوات منظمة World Journal Of Diabetes احتلت دولة الكويت المرتبة الاولى عربيا، من ناحية البدانة حيث بلغت نسبة السمنة بين سكانها ٣٧،٩٪ وجاءت السعودية في المرتبة الثالثة عربياً بنسبة ٣٥.٤٪ وقد تزداد هذه النسبة خلال السنوات القادمة وتصبح أعلى من المتوقع، ويرافق ذلك من امراض السكري وارتفاع ضغط الدم وانسداد الشرايين وامراض القلب المزمنة.
عادات خاطئة تقود إلى السمنة
تناول كمية كبيرة من المياه اثناء الافطار مباشرة والتي لها دور بامتلاء المعدة والشعور بعدم القدرة على تنظيم وجبة الافطار مما يؤدي إلى تناول كمية كبيرة من الاطعمة اثناء الفطور وعدم تقسيم وجبات الافطار في فترة الافطار الى السحور، وتناول كمية عالية من الحلويات بعد الافطار مباشرة مما يؤدي الى التخمة وعدم القدرة على الحركة بعد وجبة الافطار ، عدم ممارسة الرياضة بشهر رمضان بحجة انه لا يوجد وقت كافٍ، التغيرات في ساعات النوم والتي تلعب دورا اساسيا في زيادة الوزن والسمنة عند بعض الاشخاص الذين تتأثر اجسامهم بزيادة الوزن نظرا لعدم استقرار عدد ساعات النوم،قلة شرب المياه وذلك لأن الصائم يأخذ كمية كبيرة من الماء دفعة واحدة وينسى أن يشرب كل ساعة ما يؤدي الى زيادة الوزن واحتباس السوائل في الجسم.
أشهر حالات البدانة في السعودية
في عام 2013 اشتهرت حالة الشاب السعودي خالد شاعري الذي يعاني من السمنة المفرطة حيث بلغ وزنه 610 كيلوغرامات، وقد استلزم الأمر نقله من منزله بجازان إلى سيارة خاصة ثم إلى الطائرة ومنها الى الرياض وتطلب الأمر وجود فرقة إنقاذ مختصة من الدفاع المدني يقارب عددها الـ46، وسيارة إسعاف، إضافة الى رافعة قادرة على حمل ستين طناً ورافعتين تستخدمان في المعامل.
وفي عام 2017 تم تسليط الضوء على حالة الطفلة صافية ذات الـ 5 سنوات حيث كانت تعاني من أغرب الحالات المرضية في السعودية كونها لا تتوقف عن الأكل مما أدى إلى وصول وزنها إلى 85 كيلوجراماً وإصابتها بأمراض متراكمة ووصول صحتها إلى مرحلة خطرة.
