اجتماعية المرأه

رسالة لكل من عرفنى

أحمل رسالة لكل من مر عبر صفحات حياتى يوم، فالكتاب الذى يحمل تلك الصفحات يمتلئ بالكثير من الأشخاص الذين مروا عابثين بالمشاعر، وأخرين سارقين للحظات السعادة، وهؤلاء الذين تقاسموا الحزن، وأصحاب العيون المتربصة لمعرفة المصير والنهاية !!

أنا حواء التى أتحدث، أخاطب من كل دخل حياتى وترك بها علامة، حتى وإن لم يكن بعضها عميقاً، يكفى أنه ترك ما يذكرنى بشئ قد جمعنى معه..

إتسع قلبى الجميع.. حتى أعدائى، أعطيت الماء للكل فإرتوى أخرين من دمى، أحببت أُناسٍ قلوبهم خالية من الحب، أحسنت إلى المُبغظين وقد أساءوا الظن، فتحت الأبواب للطارقين فإستغنى من كنت يوماً لا أقوى على فراقه

إلى سكان المدينة الفاضلة.. مدينة قلبى، وإلى الراحلون منها المهاجرون بلا عودة، تمتعت مع بعضكم برائحة السلام وعانيت مع أخرين براثن الحرب، منحتونى عطراً جذاب كعطر وردةٍ أقتطفتها من بستان، وجدت أحياناً بعض الأشواك التى جرحت يداىّ، لكنها حتماً أشواك بلغتنى رسالة أن لا أقترب لزهور مثلها تحمل فى ظاهرها الجمال وعبيراً يفوح بكل المكان، لكن عند الإقتراب منها تتحول إلى أشواك مؤلمة، بغيظة، لا تزورها الشمس

رسالتى لكل من جحدونى وأنكرونى.. إتسع قلبى لكم فتألمتم لفرحى وسعدتكم فى جرحى، علمتونى أن النهر لا يروى كل من أراد أن يشرب منه، فأحياناً غرق البعض به إحساس بالإنتصار، معكم أدركت معنى الظلم والألم، عاونتونى على بر الظالمين وطرد الصالحين، لم أبادل أحداً الحب كما بادلتكم، ولم يبادلنى أحداً الكراهية والحقد كما فعلتم

رسالتى الأخرى لمن لم أكترث يوماً لهم.. رفعت يداىّ للسماء أسأل الله المغفرة، فالجروح التى عبثت بها فى قلوبكم النقية لم أدرك يوماً حجم فداحتها وأوجاعها إلا عندما تألمت، إلتمسوا لى الأعذار بعدما أغلقت أبوابى أمامكم، سامحونى عندما إحترقتكم من أجلى وتعمدت أن لا أرى الضوء، إغفروا لى عندما ظننت بكم السوء ووثقت بمن عدانى ضدكم..

أعتراف أننى أحبتكم بالكلمات وليس الفعل.. لقد زيفت الحقائق وتحدثت معكم بقلبٍ خالى من البذل، لم أبالى يوماً بمشاعر غضبكم أو محبتكم، كنت أتعالى أمامكم وأتضاعى أمام سُلطة أعدائى، أعطيتمونى حباً طاهراً فأغلقت قلبى وأنا أدرك جيداً حجم أنانيتى

إلى كل إنسان مر عبر تلك الصفحات تسببت له فى ظلامٍ أو نورٍ فى لحظة من لحظات حياته.. تأكد رغم حزنك الشديد الذى أقدره الأن أن هناك لى بعض النقاط البيضاء فى ثوبى الأسود تستحق منك المغفرة..

وأنتم يا من تركتم لى جرحاً لا يُنسى.. سأغفر لكم القليل فقط، لأنى ما زلت أتمتع ببعض المشاعر النبيلة البعيدة عن الظلم والإستهزاء والمقدرة، لا أريد منكم أى مقابل سوى فقط أن تتركوا لى ما تبقى من نقائى.

 

نيفين عباس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *