ملامح صبح

مدد.. رمضان والسعادة

حنان العوفي

السعادة التي تتسلل لقلوبنا عندما يأتي رمضان هي شعور صادق لا إرادي ، تود من خلالها أن تحتضن الحياة وتحبها أكثر ، تجعلك تجدد علاقتك مع الله – عز وجل – وتقرر أن تصحح أخطاء الماضي ، سعادة تفتح لك منافذ كثيرة تطل على الأمل ، تحب وقت المغرب ليس لأنك ستُفطِر فيه بعد يوم متعب وشاق فحسب ، ولكن لأنك تدرك أن كثيرا من الناس يشاركونك ذات الشيء وذات اللحظة ،

وفي الوقت الذي تتحسس فيه قلبك الذي لا يخدعك بشعور الفرحة في شهر فُرِضَ عليك ألا تأكل ولا تشرب في نهاره ، تستغرب من بعض الناس الذين يستكثرون عليك زينة رمضانية لا تُمثل معتقدًا بل تعكس شعورًا صادقًا ، ويطلبون منك أن تعتزل الحياة والناس وتتفرغ للعبادة ، وكأن العبادة لا تكون إلا بالقطيعة مع الآخر ، وأنا هنا أتساءل لا أتكلم باسم الدين ، فلا أحد مُفَوَّض أن يتكلم باسم الدين إلا الأنبياء والرسل ، لماذا وسعوا دائرة البدع وجعلوا كل ما يُسْعِد القلب هو بدعة لا أصل لها في الدين ؟! للروائح أثر عميق في النفوس وترتبط روائح بعض الأطعمة في رمضان حتى ولو شممناها في غيره من الأيام هل هذه بدعة ؟! وبعض العادات التي لا تحلو إلا فيه والتي لا تتعارض مع روحانيته وقدسيته هل هي الأخرى بدعة ؟!

هل المسحراتي الذي كان موجودًا ببعض الدول العربية والإسلامية يُعتبر بدعة ؟! لاأعرف ما الذي جعل فانوس رمضان بدعة لا أصل لها في الدين ، هل يخافون أن نعبد الفانوس يوما ما مثلا ، أم هل يظن أولئك الناس أننا نعتقد أن صيامنا لا يصح إلا بوضع الفانوس ؟! كنا ونحن صغارًا لا نفطر – على الرغم أنه لم يُفْرَض علينا الصيام ولكننا صمنا حبا حقيقيا للعبادة – إلا عند سماع المدفع ، صوته يُشعرنا بسعادة غامرة والأسباب كثيرة نحب رمضان ورائحة أطعمة رمضان وعادات رمضان حتى ولو طالت

ساعات نهاره وازداد حرا ، هذا الشعور الصادق بحد ذاته عبادة عظيمة لا يعرفها إلا الله ، قد نكذب على الناس ، لكن الله يعرف بما نشعر ، اتركونا نعبد الله فيه كما نستطيع لا كما ترون ، الصيام واجب في رمضان ، والصلاة واجبة فيه وفي غيره من الأيام ، أما بقية العبادات التي تُشْرَع فيه هي نوافل وكل واحد يُقدم ما يستطيع من تراويح أو قيام أو صدقة أو غيرها ، وهذا لا يمنع أن نُذكِّر ونحث بعضنا على فعل الخير ، وكل رمضان وقلوبنا إلى الله أقرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *