ملامح صبح

ترجل فارس أم راحة محارب؟..

يكتبها : أحمد الويمني مثلما هناك نقطة بداية في كثير من الأمور فهناك خط نهاية.الا مسألة التفكير فهو الشيء الوحيد الذي لا أعتقد انه يفارق الانسان حتى عند الاحتضار.لكن اختفاء بعض من أثروا ثقافتنا واشبعوا ذوائقنا. امر يدعو للدراسة.لنتساءل ببعض من الحيرة.هل الانسان يصل لمرحلة يتشبع فيها من ممارسة هوايته.بغض النظر عن السبب العارض؟.وهل عولمة الكون أثّرت سلباً على المثقف العتيق؟.وهل الأدوات لدى الانسان لها سن معين.؟ ربما هناك فلسفة خاصة لدى البعض في التنقل بين مراحل الحياة.

فنجد كثيرا من نجوم الفن والأدب.أما اعتزلوا وأما توقفوا.قد لا استطيع التطرق الى عرض كل الحالات على مستوى وطني العظيم الشاسع لكني سأكتفي بنقل تجارب من المحيط الذي اعيش فيه. في منطقة عسير. هنا وفي المكان الذي يستهوي كل ريشة وقلم.للتدفق والانصهار كما يستهوي الراعي عزف الناي. برز في الشعر الشعبي في التسعينات ومابعدها خاصة في كتابة القصيدة. عدة اسماء. كان ابرزهم.(عبدالله الشريف واحمد شامي وناصر الشعبي وعلي حسن ال حويس. وعلي فايز.. وعلي عسيري.. وعلي عبدالله ابوجهفا) بالاضافة للراحلين: يحيى بن عشقة والشاعر محمد حسن رحمهما الله.والمعاصر لتلك الحقبة يتساءل عنهم وعن عدم استمرارية الحيين منهم؛ على الأقل إقليمياً. ولعلنا نأخذ منهم بعض النماذج..أحمد شامي.ابن جبال تهلل وسحايب السودة الذي اجزم انه لو استمر لكان ظاهرة هذا الزمن من حيث الفكر والمفردة.يقول شامي:

أسدل عليّه ستار الليل في حسرة:
يقول وشفيك مالك بالهوى طاري
ما يدري أن الكبر والشيب له عذره:
نبض الفؤاد العتيق محمل اعذاري

وفي مكانٍ آخر من سفوح تهامة وانحدارات الطور الأخضر سطع الاسم الاكثر ترديداً لدى عشاق الشعر وكاتبيه وشاهديه حتى أولئك الذين واصلو المسيرة لازالو يدينون ل(علي حسن) بالفضل الكبير بعد الله فهو بمثابة مرجعية لكل قلم ابداعي في المنطقة.بكل تداعيات الألق وما يتمتع به من حذاقة يقول على باب احد المواعيد:

فيني من الشوق ما يحرق سنين الجفاف:
اللي طوت فرحتي وايام عمري طوي
قولو لها اني بعدها عشت عيشة كفاف:
ماني بمجنون . بس اكيد ماني سوي..

يسترسل فيعترف عشقاً وشعرا ً:
دخلتني في متاهة وتركتني:
لاقدرت ارجع ولاعينت خير
ضيعتني والله انها ضيعتني:
صرت في جدة وانا اصلاً من عسير.

ومن ذكرياته مع العشب والمطر يأخذه الحنين ليقف على الاطلال فيقول: تجتاحني موجة الذكرى ويطغى الحنين:وتوجه البوصلة لابها وليامها.
يا اجمل الذكريات وياحصاد السنين:
اللي تلاشت ولكن باقي هيامها.

وفي تنافس لم يخطط له يظهر الجميل علي عبدالله ابو جهفا. في أكثر من قمة من قمم عسير يبرهن ان الابداع يولد من رحم المعاناة. يكتب القصيدة تارةً كالطل على ورق التوت وتارةً كالدمع في محاجر الأطفال.يرسمها أحياناً. لوحة ويزخرفها بعض المرات بجماليات الخط العربي فهو الرسام والخطاط بالفطرة. كل ذلك وعلي يرى ان المكان لابد ان يكون ارحب مماهو عليه. يتمثل ذلك في قوله:

أنا سجين الهم في قبضة الياس:
والموعد اللي عفت طول انتظاره.
فيما يهتم ويتهم الشعر بهذا البيت الفاخر:
ياسيدي شاب راسي والشعر لايزال:
يغريني ارسم جماله بين دمع وسطر.

وفي مكان آخر يتصافح ناصر الشعبي كل صباح مع (عصابة البرك؛ وغرارة الشيح وسكب الوادي) في رجال المع وتتمايل حقول الذرة وسنابل الدخن المسرحي. ويرتع الظبا (ووشح امغنم) فيغنيها (ناصر) شاعر الغزل والوصف.معزوفة على تلويحة الحبيبة:
عاشت تمد كفوفها حتى وصلت المستحيل:
فعلاً وصلت اخر مدى لكن ماكانت معاي.

وفي احدى رحلات الابحار يخاطب العقل ببعض ماأوتي من جنون:
يامقلقك وش صار وش صار بالعقل
من شاطي اول بحر لآخر سفينه
في ذمتك من علم عيونك القتل
حتى وهي تقتل تظاهر حزينه
نماذج قيّمة تستحق التذكاروالبحث.فلهم الابداع ولنا التساؤل هل هناك من عودة؟..

نبض/ هم..
أنا مثلك.
أنا إنسان …. هم أنسى
مثل السفن…
لا شافت المرسى
يا مخدوع في فرحي:
أنا في ضحكتي جرحي
وأمامك كلمتي خرسا.
‎فايق عبدالجليل. رحمه الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *