اجتماعية المرأه

هاتشيكو

هاتشيكو أو هاتشى الكلب اليابانى الأشهر على الإطلاق من فصيلة أكيتا والذى ضرب مثلاً رائعاً فى الإنسانية التى أصبحت نادرة الوجود فى هذا الزمان ، هاتشيكو الذى إنتظر صاحبه طيلة 10 أعوام دون كلل أو ملل على أمل العودة القريبة واللقاء مرة أخرى حتى تداركه الموت ليرحل عن عالمنا تاركاً رسالة للعالم فى واحدة من أروع الرسالات الإنسانية على الإطلاق عنوانها الوفاء
هاتشيكو خلده اليابانيون وصنعوا له تمثالاً يجسده فى نفس محطة الإنتظار التى كان يقف عندها ، ومن لا يعرف قصة هاتشيكو أو هاتشى الإنسانية فهى بإختصار قصة كلب إنتظر صاحبه الذى توفى فى العمل لمدة 10 سنوات كاملة بعد رحيلة

هاتشيكو كان يذهب يومياً مع صاحبه لمحطة القطار فى الصباح حتى يوصله للقطار ثم يأتى فى المساء ليقابله ويعود معه للمنزل من جديد لكن كان للقدر كلمة أخرى عندما أصيب صاحبه البروفسور هيده-سابورو بنزيف دماغى أثناء عمله كأستاذٍ بجامعة طوكيو ليتوفى فى الحال ويعود هاتشيكو وحيداً من دونه ، هاتشيكو لم يفقد الأمل وتردد بشكل يومى دون إنقطاع على محطة القطار عله يجد فى يوم سيده يعود للحياة من جديد
إنتظر هاتشيكو وطالت الرحلة لمدة عشر سنوات حتى أنهكه المرض ليتوفى ويترك عالمنا عام 1935 ، رحل هاتشيكو وترك خلفه مثالاً لم يعد موجود بين بنىّ الإنسان الأن فهذا الكلب الذى لفت نظر المارة يوم لم يكن ينتظر صاحبه من أجل قضاء مصلحةٍ ما أو من أجل الحصول على بعض الطعام أو حفنة من الأموال

بالنظر لحالات أخرى ضرب فيها الحيوانات أروع الأمثلة فى الإنسانية التى إنقرضت بين البشر نجد مثالاً أخر لطائر الغراب الذى علم الإنسان كيف يوارى أخيه الثراء بعد طعنة الغدر النافذة ، هاتشيكو وغراب قابيل وهابيل وغيرهم من الفيديوهات المنتشرة على المواقع المختلفة تحمل دروساً فى الإنسانية للبشر من الحيوانات
فإن ظن الإنسان يوما أنه أرقى المخلوقات فلينظر لطائرٍ لايتعدى حجمه كف اليد علمه كيف يخلع عباءة الوحشية من فوق إنسانيته ، أو ينظر لكلبٍ يحمل وفاءاً عظيماً لا يحمله الكثيرن من أقرب الأقربين لنا ، إكتفينا بصنع تمثال لهاتشيكو وخجلنا من أن نواجه انفسنا بالتقصير تجاه إنسانيتنا ، أتحدى كل من يشاهد فيلم هاتشيكو بأن يستطيع حبس دموعه فما بالك بالحقيقة ومن عاين هذا الكلب فبين نظرات الإعجاب بهاتشيكو والحزن على حاله تقبع حقيقة داخلنا نخفيها حتى عن أنفسنا حقيقة نخجل يوماً من أن نواجه أنفسنا بها

فكم مرة شعرنا بأننا لم نوفىّ المقربين لنا حقهم ولم نرقىّ حتى لمستوى وفاء كلب ، ما أسهل الطعن من الخلف والكذب والخداع والإستغناء وما أصعب الحب والوفاء والعطاء فكلها أمور تغيرت بتغير نظرتنا للأشياء فى زمن تعلوه المصالح وأصبح للرماديون فيه الكلمة ، كم مثالاً فى الغدر نحتاج حتى نفيق على الحقيقة المؤلمة
لكل من يقرأ كلماتى الأن إسأل نفسك سؤال ،، كم مرة تركت من إحتاج وقوفك بجانبه ؟؟ كم مرة رحلت وتركت خلفك من يعانى من الحرمان ويتألم لغيابك بدلاً من البقاء ؟؟ كم من السنوات نحتاج حتى نشعر أخيراً بالملل ونترك من لا ياتى وننطلق للحياة ؟؟ لا أستطيع أن أُجزِم بالأمر لكننى على يقين بأن النفس البشرية لا تقوى على الإستمرار فى العطاء لثلات أو أربع سنوات متتالية فما بالك بعشر سنوات خالية من أى مصالح !! فقط كل الدافع هو الحب والوفاء ،، لنصمت قليلاً ونشاهد مثالاً عظيماً فى الوفاء يضربه لنا كلب أو لنبكى كثيراً على إنسانيتنا المفقودة بين الصراعات والأنانية ورائحة القتلى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *