اجتماعية مقالات الكتاب

الماء بين الهدر والإسراف والترشيد

احتفل العالم يوم الجمعة 15 رجب الماضي 1440هـ الموافق 22 مارس 2019م باليوم العالمي للمياه تحت شعار (المياه للجميع) والذي يقام سنوياً في معظم دول العالم اعترافاً بقيمة هذه النعمة العظيمة ويدرك الجميع أن الماء نعمة من نعم الله على الإنسان، وسائر المخلوقات في الأرض، وثروة من الثروات الندرة التي وهبنا الله إياها في حياتنا.

قال تعالى: { وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ } آية (30) سورة الأنبياء. والآيات والأحاديث والدراسات في تأكيد أهمية ونعمة هذه الثروة أكثر من أن تحصى؟

لذا يتحتم علينا أن نهتم بها وبمصادرها (عناية وترشيداً) وأن نحميها من آفات التبذير الذي قد يصاحب استعمالها، للمحافظة على مستقبلها واستمراريتها في حياتنا.

بعض البيوت والمرافق تقدر هذه النعمة حق قدرها وتعمل على ترشيدها وحمايتها من التبذير.. والبعض الآخر لا يقيم لها أدنى أهمية فشوارعها وطرقاتها كونت أنهاراً من المياه الجارية، نتيجة للتنظيف بالماء أو وجود خلل في تمديدات المياه لديها أو الصرف الصحي،.. والبعض الآخر حوّل عمالها النظافة العادية إلى النظافة بالماء وهي طريقة تمثل أعلى درجات (إهدار المياه).

ومما لاحظته أيضاً وأنا أؤدي العمرة وبعض أفراد أسرتي أن بعض الذين يرتادون دورات المياه في الحرم المكي من رجال ونساء، يسرفون إسرافاً ملحوظاً في استعمال المياه، فما يصرفه الفرد الواحد يكفي عشرة أفراد.

وكنت أتمنى على إدارة شؤون الحرمين الشريفين المشهود لها بالإخلاص والتفاني في خدمة مرتادي الحرمين الشريفين من المواطنين والوافدين، إيجاد رقابة على هذه الدورات إضافة إلى وضع وسائل إرشادية تحثّ مرتاديها على ترشيد استعمال الماء، وبحث إمكانية وضع أجهزة فنية في مصادر ضخ هذه المياه، بحيث تخفف ضخها إلى نسبة تقلل من قوة ضغطها العالي، مساهمة في عملية الترشيد وتوفيراً للأموال التي تنفق في هذا المجال.

ذلك ما أحببت الإشارة إليه في هذه العجالة بالنسبة لاستعمال المياه وترشيدها في جميع أمور حياتنا باعتبارها من النعم التي لا تقدر بثمن، وإهدارها والإسراف في استعمالها يعود علينا بنتائج غير حميدة، قال تعالى: { وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِين} [الأعراف:31]

وختام القول؛ أرجو من وسائل الإعلام المقروء والمسموعة أن يجد هذا الجانب ضمن برامجها ما يستحق من أهمية وعناية، فالإعلام هو مشعل الأمة الساطع ومنار تقدمها ونهوضها في حياتنا.

ولا أنسى أن أشيد بالدور الذي قامت وتقوم به بعض الدوريات والمجلات في هذه الناحية وفي طليعتها مجلة قافلة الزيت التي قد لا تخلو إعدادها من دراسة أو استطلاع عن أهمية الماء ودوره في حياة الإنسان والحث على ترشيده وعدم الإسراف فيه .
خاتمة : الماء نعمة أنعم الله بها على خلقه، لا تقدر بثمن، وقد جعل منه جل وعلا (كل شيء حي) فيجب علينا ونحن نحتفي بيومه في كل عام أن تظل عنايتنا به مستمرة (حفاظاً وترشيداً ودون هدرٍ أو إسرافٍ) .
Ali.kodran7007@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *