المحليات

المملكة قدمت الكثير من الخدمات للعناية بحالات التوحد

جدة – إبراهيم بركات – نورة العمودي

تشارك المملكة العربية السعودية العالم في التعاطف الإنساني مع مصابي التوحد الذي يوافق اليوم ، حيث أقرت له الأمم المتحدة يوم 2 أبريل 2009م ليكون يوماً عالمياً؛ نظراً لتزايد عدد المصابين به سنوياً حيث بلغت نسبة الإصابة به من كل 140 طفلاً.

وقد نصت قرارات الأمم المتحدة في الجلسة العامة 76 في 18 ديسمبر 2007م على تحديد يوم 2 نيسان – أبريل بوصفه اليوم العالمي للتوعية بمرض الانطواء التوحد يحتفل به كل سنة ابتداءً من عام 2008م ودعت جميع الدول الأعضاء ومؤسسات منظومة الأمم المتحدة ذات الصلة والمنظمات الدولية الأخرى والمجتمع المدني بما في ذلك المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص إلى الاحتفال باليوم العالمي للتوعية بمرض الانطواء بالإسلوب اللائق من أجل إذكاء الوعي العام بمرض الانطواء.

كما دعت إلى تشجع الدول الأعضاء على اتخاذ تدابير تهدف إلى إذكاء الوعي لدى جميع فئات المجتمع بما في ذلك على مستوى الأسر فيما يتعلق بالأطفال المصابين بمرض الانطواء.

وطلبيت من الأمين العالمي للتوعية بمرض التوحد التابع للأمم المتحدة (waad) في 2 أبريل 2009م اتخاذ عدة تدابير تشمل العمل على زيادة درجة التوعية بمرض التوحد لدى فئات المجتمع وتشجيع التشخيص والتدخل المبكر والاحتفال بالقدرات والمهارات الفريدة للأشخاص المصابين بمرض التوحد وتكريم واحتضان الأشخاص المصابين بمرض التوحد في المناسبات الاجتماعية في مختلف دول العالم.

وتولي المملكة العربية السعودية المرض اهتمامها، وقد تجلى ذلك في مبادرة صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بإنشاء برنامج الأمير محمد بن سلمان للتوحد، وافتتاح ٧ مراكز تابعة لمستشفيات القوات المسلحة موزعة جغرافيًا حول المملكة لعلاجه، تمثلت في كل من: الرياض، جدة، الطائف، تبوك، حفر الباطن، خميس مشيط، الظهران.

وبحسب تقرير البرنامج فإن عدد الأطفال المصابين بالتوحد في السعودية يتراوح ما بين ٤٨-٥٠ ألف طفل، واستقبل البرنامج منذ تأسيسه ما يقارب ٢٤٤٦ طفلًا مصابًا بالتوحد.

وقد أوضحت د. أشجان العبسي -أخصائية علم نفس اكلينكي- أن التوحد هو اضطراب نمائي عصبي يؤثر على التواصل والمهارات الاجتماعية، السلوك، ولغة الطفل.

وأكدت على أهمية التشخيص، وأن معرفة الصعوبات التي يعاني منها الطفل المصاب باضطراب التوحد والتدخل المبكر عاملان مهمان جدًا لدعم الطفل وتطوير مهاراته.

كما أولت المملكة اهتماماً مميزاً بشأن مرضى التوحد بتعاون وتضافر جهود المؤسسات الاجتماعية مع أفراد المجتمع من الأسرة والمدرسة واختصاصيي العلاج والمتابعة إلى جانب تبني دعم العمل على قيام جمعيات تخدم هذه الفئة من أبناء المملكة، حيث تم إنشاء الجمعية السعودية الخيرية للتوحد في مدينة الرياض عام 1424هـ بهدف نشر الوعي حول إعاقة التوحد في المجتمع وبما يعد عملاً رائداً في المنطقة العربية،

فكان له انعكاس إيجابي على المساهمة في التشخيص والتدخل المبكر والعلاج والتأهيل ثم جرى إنشاء عدة مراكز متخصصة لرعاية هذه الفئة في مختلف مناطق المملكة وتشجيع ودعم الدراسات والأبحاث المتعلقة بمسميات التوحد وأساليب العلاج والرعاية والتأهيل. وكذلك تم تأسيس مركز جدة للتوحد بالجمعية الفيصلية النسوية بجدة كأول مركز للتوحد في المنطقة الغربية بالمملكة العربية السعودية يقدم الخدمات الأكاديمية والتأهيلية والعلاج الوظيفي والعلاج الطبيعي لأطفال التوحد.

كما تنشط المملكة العربية السعودية مع دول العالم في هذا الشأن الاجتماعية لهذه الفئة من خلال تنظيم الجمعية ليوم توعوي عالمي للتوحد في شهر أبريل من كل عام يوافق الثاني من شهر أبريل كما تنظم الجمعية زيارات للمدارس واجتماعات لأولياء الأمور ودورات تدريبية لتعزيز الوعي في بلادنا بموضوع التوحد وتحقيق أعلى معدلات التكافل والعمل الاجتماعي المنظم لخدمة هذه الفئة انطلاقاً من المسؤولية الاجتماعية وديننا الإسلامي الحنيف.

كما تم تأسيس مركز عزام عام 1427هـ تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية وأنشأته والدة الطفل عزام بناءً على تجربتها الناجحة معه في تأهيله وتعليمه وبذلك أرادت أن تكون أماً لأطفال التوحد تحتويهم تحت سقف وتهدف منه إقامة الاحتفال لأطفال التوحد هو لدمجهم مع أفراد المجتمع ليكونوا أعضاء فعالين ولهم بصمات في مجتمعهم. إن للمركز عدة برامج منها؛ برنامج – تيتش – التواصل، فبعد دراسة حالة الطفل واحتياجاته يتم وضع خطة فردية شاملة لجميع المجالات والتي تتناسب مع إمكانيات الطفل وتكون الخطة قابلة للتطوير مع تقدم الطفل، هذا إلى أنه يتم تخصيص معلمة لكل طفل وممرضة لمتابعة الحالات الصحية للأطفال وأخصائية للنطق والتخاطب.

وقال المدير التنفيذي لجمعية التوحد الأمريكية الدكتور سكوت باديسش إن المملكة تملك رؤية تنموية شاملة وواضحة هي رؤية 2030، والتي تضع ضمن بنودها الكثير من البرامج والمبادرات التي تهتم بالمعوقين، وتنمية قدراتهم على المستوى الصحي والتعليمي والاجتماعي، مشيراً إلى أن نظام التعامل مع علاج ذوي الإعاقة في الولايات المتحدة يقتصر فقط على القطاع الخاص.
وأضاف “سكوت”، أن القطاع الخاص يقدم مساهمات كبيرة في القطاعات الصحية وفي مجالات ذوي الإعاقة بشكل عام، وتجاه مرض التوحد بصفة خاصة، موضحاً أن كثيراً من المؤسسات تقوم بتقديم الدعم البحثي والعلمي مثل مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة.

وأشاد بالاهتمام الكبير الذي توليه مؤسسات القطاع الخاص في المملكة لتقديم الخدمات لذوي الإعاقة، في إطار دورها المجتمعي، بالتعاون مع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية الداعمة للأفراد والأسر المصاب أحد أفرادها بمرض التوحد.

وشدد على ضروة تعاون الحكومات في كل دول العالم والقطاع الخاص بها، وتكوين شراكة تسهم في توفير التمويل للازم لأطفال التوحد، فالأمر مهم ويستوجب تعاضد الجميع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *