ملامح صبح

(بيّاع الخبل عباته)

 حنان العوفي

لا يشغل بالي ” الخبل ” الذي شعر بدفء قليل وعلى إثره باع عباءته ظنا منه أن الشتاء قد انتهى ، ولا تشغلني التقلبات المناخية التي تتكرر كل عام والتي تباغتنا وكأننا نعيش هذه الأجواء لأول مرة ، ولا أربطها بالحياة التي كثيرا ما نقول إنها لا تسير على وتيرة واحدة ، إن ما يشغل بالي المشتري الذي استغل جهل ” الخبل ” وابتاع الرداء بثمن بخس ، استغلال حاجات الناس والمتاجرة بها جرم لا تُعاقِب عليه القوانين ، لأن هذه الجريمة البشعة بلا قرائن مادية محسوسة ، الوسطية هي الأساس الذي ترتكز عليه آدميتنا ، حاجتك أولى من حاجة الآخرين ،

لكن لا يكون ذلك انتهاكا لحقوقهم ، أو استغلالا لحاجاتهم ، ما أتت كلمة ” موسم ” في المناسبات المختلفة والتي ترتفع فيها الأسعار أو تنخفض إلا من وحي ” بيّاع الخبل عباته ” فالعروس التي تضع نفس المساحيق التي تضعها امرأة أخرى تدفع مبلغا فلكيا مقارنة بالثانية ، ذلك فقط لأنها عروس ليس لأنهم قدموا لها ملامح جديدة ، وهي تفعل ذلك لأنها ” خبل ” وجد مشتريا يعرف متى يخرج موسم الشتاء ، هذا مثل بسيط على ما يحدث في حياتنا ،

وفي الواقع أن الخبول لدينا كُثر لأن المشترين أكثر ولا يكفيهم العدد ، وأنت قد تكون ” الخبل ” الذي يبيع أو يشتري ، أما بائع بثمن بخس ، أو مشترٍ بثمن باهظ، تعددت الأسباب ” والخبالة” واحدة ، عموما مع قرب فصل الصيف الذي يأتيني مشتاقا مزاحما فصل الربيع أقول ما قاله مساعد الرشيدي- رحمه الله- :

” عذب السجايا وعوده بأول الكنة
متى تزين السوالف وآخذ علومه “

الصيف بالنسبة لي فصل الحرية وإن كانت الشمس تقول كلاما آخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *