الدولية

إعدامات بالجملة في إيران ونظام الملالي يعترف بالخناق الاقتصادي

باريس – طهران – وكالات

انتقد المحامي الحقوقي الإيراني البارز عبدالكريم لاهيجي، أوضاع حقوق الإنسان داخل إيران بشدة دون أدنى أمل في انفراجة قادمة.

وأوضح لاهيجي (المقيم في فرنسا) الذي يترأس الشبكة الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، أن نظام ولاية الفقيه يحرم الإيرانيين من الحق في الحياة بسبب ارتفاع حالات الإعدام التي ألقت الرعب بين الايرانيين ، خاصة بحق القاصرين ، كما تشمل الانتهاكات اعترافات إجبارية متلفزة لمعتقلين تعرضوا للتعذيب البدني والنفسي على أيدي محققين بالسجون.

وتقول التقارير إن طهران تدهس حقوق مواطنيها في الوقت الذي تسخر منهم حيال تغيير سجلها السيء للغاية منذ سنوات من خلال لجنة الموت التي أصدرت أحكاما بإعدام 30 ألف سجين سياسي بناءً على أوامر من المرشد السابق الخميني.

على الصعيد الداخلي أيضا يواجه الاقتصاد الإيراني انهيارات حادة خاصة في قطاع النفط الذي أصبح متهالكا بعد هروب الاستثمارات الدولية إلى جانب صعوبة تسويق الإنتاج في ظل مخاوف المشترين من العقوبات الأمريكية التي على الأرجح ستطبق بشكل صارم اعتبارا من مايو المقبل بعد انتهاء فترة التنازلات التي منحت لثماني دول مشترية للخام الإيراني.

وبدأ زبائن النفط الإيراني الكبار خاصة الصين والهند في تقليص حجم مشترياتهم على نحو واسع مع قرب انتهاء موعد المهلة وهو ما أدى إلى تفاقم الوضع السيئ للقطاع النفطي وتعثر الإنتاج في ضوء صعوبات تسويقه.

ويقول تقرير “إكسبريس” الاقتصادي الدولي إن أزمة النفط الإيرانية تتفاقم بشكل سريع وحاد لافتا إلى أن الزبائن يقفزون من السفينة مدللا على ذلك بأن اليابان والهند قلصتا على نحو كبير شراء النفط من إيران وقد بدأ ذلك حتى قبل فرض العقوبات الأمريكية.

وحول ذلك أفاد تقرير “فورين بوليسي” الأمريكي أن الولايات المتحدة تكثف الضغوط الاقتصادية على إيران وتخطط لمضاعفة الألم في وقت لاحق من هذا العام بفرض عقوبات أشد، مشيرا إلى أن هذا الاختناق النفطي قد يكون كافيا لخنق الاقتصاد الإيراني.

ونقل التقرير عن محللين دوليين أن الأمور في إيران سيئة وستزداد سوءا، كما أن النظام الإيراني ليس بعيدا عن الانهيار، لافتين إلى أن العقوبات الأمريكية تسبب اختناقا حقيقيا للاقتصاد الإيراني أكثر بكثير ما يتوقع الكثيرون ، رغم محاولات النظام التحايل على العقوبات بتهريب النفط.

وكشف اعتراف نظام طهران بشدة الأزمة والمصاعب الاقتصادية وهبوط العملة ، حيث قال المرشد خامنئي في خطاب بثه التلفزيون الرسمي إن إيران تواجه مشكلات اقتصادية منذ انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من اتفاق نووي متعدد الأطراف العام الماضي، ومعاودته فرض عقوبات على طهران.وتابع أن المصاعب الاقتصادية وهبوط العملة المحلية لا تزال على رأس المشكلات التي تعاني منها البلاد. كما اعترف الرئيس الإيراني بأن المشكلات الاقتصادية التي تعاني منها إيران ترجع لعوامل خارجية خاصة العقوبات الأميركية.

ورغم المصاعب المعيشية والاقتصادية التي يعانيها ملايين الإيرانيين منذ عدة أشهر، طبقت حكومة طهران رفع الأسعار، مع حلول السنة الفارسية الجديدة التي بدأت أول أمس 21 مارس الجاري ، مما يثير حفيظةالإيرانيين المتذمرين من سوء الوضع الاقتصادي المتدهور على مدار عدة أشهر مضت، تبعاً لانخفاض الطلب العالمي على شراء النفط الخام ومكثفات الغاز التي تؤمن رصيداً من العملة الصعبة لطهران في المقام الأول، بينما تلهث حكومة روحاني للبحث عن بدائل نقدية جديدة.

وتبدو الحكومة الإيرانية على وشك الدخول في أزمة جديدة بسبب فشلها المتلاحق في الحد من آثار المعضلة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها البلاد، وسط غياب آليتها تجاه مشكلات الأسر محدودة الدخل التي بالكاد تؤمن نفقات المعيشة.

وكانت الحكومة الإيرانية قد اتخذت خلال الصيف الماضي إلى اتخاذ تدابير وقائية لمواجهة نقص في التغذية الكهربائية، ودعت الناس إلى توفير الطاقة، بعد تعديل ساعات العمل في الإدارات وتقنين التيار الكهربائي عبر الأحياء، ونشرت وسائل إعلام رسمية حينها جداول تتضمن مواعيد لقطع التيار الكهربائي يومياً؛ فيما أصدرت دواوين العمل الحكومية في البلاد قرارات بتغيير مواعيد الدوام بسبب أزمة الكهرباء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *