ملامح صبح

الكرسي المهجور

شعر: ابراهيم السمحان
رؤية: خلف القرشي

المبدع يعيد ترتيب العلاقات، ويبني أواصر جديدة بين الأشياء والشخوص والمواقف والمشاعر. (السمحان) يتجاوز بنا كل هذا، ويهدم العلاقات المألوفة، ويضع لكل ” شيء/ شخص/ شعور/ موقف/ كلام” حيزا مكانيا وزمانيا متداخلا ومتقاطعا مع (من) و(ما) حوله، دونما اعتبار لعرف أو منطق سوى تشكيل لوحة فريدة، تكفر بكل مدارس الفن التشكيلي، وتتوكأ على عمود الشعور، وعكاز التأمل، ودهشة انتظار ما قد يلده أو يسقطه رحم تلك التوليفة الغرائبية التي ابتدأت بعناق وانتهت بهروب. لنتحلى بوقار السكينة، وهيبة الصمت وجلال اللذة ونحن:(نستدرج الكرسي المهجور لمعانقة دفء الطاولة)، وبدء حكاية صامتة موغلة في زوبعة ضجيج، حكاية استثنائية لا تجيد حبكها أي (شهرزاد).

دفا الطاولة يستدرج الكرسي المهجور
ونثار الحكايا يعبث بشفة الوردة
وقلب معلق ، كنه المعطف المزرور
وعلى ضفة الما يبتسم واحد لوحدة

تنفض شجر ، طار الهوى ، خايف مذعور
تعالى هدير الموج ، صوت له بحدة
من اللي يصحي بالمدينة سبات الدور
من اللي ينازع سيفي المنكسر غمده

تنحى ، جلس ،واسترسل الماضي المظفور
بالالام ، واتشحت بثوب الوله وقدة
تهجى زمان في جدار الوهم محفور
بدت له حروفه مبهمه ، باهتة ، سهدة

وعلى الغصن وقع واستهل الغنا عصفور
وبالاشغاف يولد حس ويموت في مهده
والى ان الحياة افراح ،حزن،وظلام ، ونور
وضحك ، وبكا ، مرخية حبال ، منشدة

تغمرك سعادة ، تصطفيك بهنا وسرور
والى امنتها وارتحت تظهر لك بضده
تنبه . وعاين كف تستنهضه بزهور
تلثم ، هرب ، عن رفضه يلوح بيده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *