أن تكون مصدر الإيجابية لمن حولك مهمة ليست سهلة، بل على العكس تماماً، فهي تتطلب مجهوداً في عدم إظهار الضيق والألم الذي تشعر به داخلك، وأن ترسم ابتسامة نقية لا تحمل أي إيحاء، لأن الطرف الآخر اعتبرك مصدر السعادة، وأصبحت تشكل له صمام الأمان، لا تحاول أن تتملّص.. فقد وضعت نفسك في هذه المكانة نتيجة لحديثك المستمر عن الأمل والتفاؤل وحب الحياة فجعلت من نفسك طوق نجاة للآخرين نظير ثرثرتك الزائدة فيما لا يعنيك.
أمر جيد.. بل هو من أجمل الأمور التي تصنع منك بطلاً يشهد له، إنما عليك أن تكون أكثر منطقية مع نفسك، وتنبه أولئك المتعلقين أنك من بني البشر، يحق لك أن تعيش كما يعيشون، وتخطئ كما يخطئون، وتبكي وتنتحب كما يفعلون، وإذا استغرب أحدهم من الأمر قائلاً ” أنت مثلنا.. !” ابتسم له وقل ” بل أنا أكثركم ضعفاً..”.
قد تتشكل أحياناً بعض الضغوط في هيئة بشر، فيصبح التخلص منها أمرا صعبا إلى حد ما، فليس من السهل أن تسيطر على أمر التحكم فيه ليس بيدك بل بيد شخص آخر، فيصبح البلاء في هذه الحالة مرتبطاً ارتباطاً قوياً بمدى تركيز ذاك الشخص عليك، وانشغاله عنك، مما يجعلك تدعو الله دائماً متوسلاً “اللهم أشغله في نفسه”، حتى تستطيع ممارسة حياتك اليومية بصورة جيدة، قد لا يكون هناك سبب محدد لهذه العداوة، فقط عدم احساسه بالراحة نحوك، فلم تأت على مزاجه كما يقولون وغير ذلك لا سبب، أو قد يكون الأمر يرجع لكونك كنت ومن سوء حظك في مكان ما ومع أشخاص هو لا يفضلهم، فأصبحت من ضمن فريق العدو، حتى لو حاولت أن ترسل له ابتساماتك الودودة باستمرار وتملأ مكانه بحديقة من الزهور، بل من الأفضل أن لا تفعل.. لأن نواياك ستظل في دائرة المشكوك فيها، وستبقى في قائمة المغضوب عليهم مهما حاولت إثبات أنك حمامة سلام، فقد يكون أخينا ممن لا يحبون الحمام، حتى لو كان “محشي بالفريك” على طريقة إخواننا المصريين.
إذاً ما الحل كيف تستطيع أن تكون بطلاً في عيون البعض، وعدواً في عيون أخرى..؟
ليس أمامك سوى أن تستلطف الله، وتدعوه باسمه الفتاح، أن يفتح قلوب العباد لك، وأن يفتح عليك أبواب رحمته لمن لم يفتح قلبهم لبطولاتك الخارقة، ولا تنسى أن تركز في دعائك أن تكون هذه الفئة – أقصد الثانية- هي الفئة الأقل حفاظاً على شعبيتك بين البقية.
للتواصل على تويتر وفيس بوك
eman yahya bajunaid