كيف تستطيع أن تتخلّص من شخصك ومن كينونتك.. بمعنى كيف تستطيع أن تتخلّص من كونك ابنا، أو أخا، أو أبا، ليس تخلّصا بسبب عدم المقدرة، ولكن بالدور الذي تمارسه.. فأنا عن نفسي كلما حاولت أن أخرج من دور الأم أجدني أخفقت وتهت، ولعل هذا الأمر أصبح مزعجاً نوعاً ما لأبنائي، أحاول أن أمثل الهدوء في مواقف معينة بغرض عدم تعكير صفو استمتاعهم، وأن أبدو أما “ستايل جديد” كما يريدون، إنما دون جدوى
إحساسي بيقول المكان غير مريح
ياماما إيش دخّل إحساسك دحين
تبغى تروح روح.. بس أنا غير مرتاحة
أمارس هذا التصرف مع الكبار من أبنائي.. فقط لأن جزءا من القرار قد أصبح بأيديهم، وإن كان حوار من هذا النوع يكفي لقلب الخطط والتركيز في خطط بديلة، على الأقل عند ابني الأكبر والذي يليه، فهم على يقين أن إحساس ماما يصيب على الغالب.. لعلي نجحت في نصب سياج الحماية هذا إلى الآن، ولا أعلم ما سيحل به مستقبلاً عندما يكبر الصغار أصحاب الجيل الجديد، فمع الكبار منهم تعلمت فن مصادقتهم ونجحت فيه، على حد علمي..! فوصلنا معاً إلى درجة جيدة من المصارحة، ما يزعجهم مني سيظهرونه، وما لا يرضيني سأعبر عنه فوراً، إنما لم يكن ذلك مدعاة للراحة، على العكس تماماً، فقد أضاف في جانب المسؤولية مرحلة جديدة، وهي كيف أوازن بين تلك الصداقة والوصول إلى مرفأ الآمان..؟ ليست جميع الاتفاقات ترضي جميع الأطراف، فأحياناً أحد أطراف الاتفاقية يرضخ على مضض مسايراً للبقية خاصة تلك التي أخذت مني انعكاسي.
هل المطلوب الوصول بهم إلى مرفأ الأمان.. أم يكفي فقط أن نريهم الطريق..؟ عندما كنت في سنهم كان والدي يطلعنا على الطريقين، ويشير مجازياً بأن هذا طريق متعرج وذاك طريق مستقيم، وأنت لك الخيار أن تختار أيهما لتسير فيه.. تعثرنا.. بعضنا تعثر قليلاً وبعضنا أكثر، لكننا وقفنا من جديد، وبالرغم من يقيني أن تلك الطريقة هي الأنجح في مرحلة من مراحل حياتهم، إلا أني لم أتعلم أن أترك زمام الأمركله في أيدي أبنائي كما فعل والدي، – فذلك كان والدي ومن ممكن أن يكون مثله- بقيت أمارس دور السلطة قليلاً أو ربما كثيراً، إنما بدوافع مختلفة هذه المرة، مشاعر نتشاركها جميعنا، وهي ” الخوف” سبب مثله قد يعكّر صفو أي محاولة للاستمتاع بالحياة.. نعم نخاف عليهم وليس منهم إنما هل يدركون الفرق..؟
للتواصل على تويتر وفيس بوك
eman yahya bajunaid