سؤال نبدأ به يومنا ونبادر بطرحه عندما نقابل الآخرين، بل لعلنا نسأله أنفسنا “على الريق “، قبل أن يدخل جوفنا أي أمر نسند عليه مسببات تعكير المزاج، فنظلم (قطعة الساندوتش) أو كوب العصير أو القهوة فنقول ” كيف مزاجك اليوم..؟”
( أجاب وقد بانت على ملامحه آثار الانزعاج الشديد) أنا كنت صاحي آخر تمام.. لولا أن الرغيف كان بارد وعكر مزاجي..
ثم يتبع ذلك زمجرة من نوع مألوف، وأصوات أبواب تقفل وتفتح في صراع متناغم، ليكتمل النص المكتوب في ذهن كل واحد منّا مع إخواننا المتعكرين، أو المتحولين إن صح التعبير.
سامح الله من قام بتسخين الخبز ونسي إشعال الفرن مما تسبب في تعكيرك، وكان الله في عون البقية، الذين سيجبرون على تحملك لباقي اليوم، دون ذنب لهم سوى أنهم لم يقوموا بدورهم في الوقوف على أمر تسخين ذلك الرغيف، وأمر من قام بتسخينه، وهذا يوضع في دائرة الإهمال المتعمّد من قبلهم.
سؤال آخر قد يجعلنا نتفهم موضوع تلك التعكيرة ونوجد لها مخرج أقوى، ألا وهو.. ألسنا جميعنا معرضين لموقف الخبز البارد ذاك، والعصير الساخن، والثوب الغير مجهز، والعباءة التي لم تكوى، والسيارة التي لم يدور محركها، وزحمة السير، وحرارة الجو، وانقطاع الماء، و..و..و..، فما هو المطلوب منّا..؟ هل المطلوب أن نتجاوز كل أمر يمر بنا في سبيل أن نكون على أهبة الاستعداد لملاقاتك وأنت تتشكى من سوء الحال والأحوال.. محركين رؤوسنا متفاعلين معك إلى أن تنهي حديثك وتمضي،
وأن نحاول جاهدين في التماس الأعذار لك كلما سنحت الفرصة، أو حاول أحد ما التشكيك في أمر يأسك الجلي..؟ صدقني لن تحتاج أكثر من التجول ببصيرتك قبل بصرك حتى تدرك أننا جميعنا مررنا بذلك الرغيف، والذي قد لا تعرفه أن البعض من بيننا تناوله بعد أن اكتسب لونه الأسود عند خروجه من الفرن، إنما من باب إكرام النعمة ورأفة بحال القطط قام بأكله مع كوب من الماء وليس العصير ثم ودع من بالمنزل حامداً شاكراً بما أنعم الله عليه تصحبه أمنيات مبتسمة بالوفرة والكثرة.
أخبرني.. ما الذي صاحبك عند خروجك غير “رزع الباب”.
للتواصل على تويتر وفيس بوك
eman yahya bajunaid