كلنا نتفق على أن شعوراً ترك أثراً جيداً في نفوس من حولك أمر جميل جداً، وربما هو غاية من غاياتنا التي نطمح لها، فمن المؤكد أن هذا الأثر يجعل لنا رصيداً كبيراً عند الآخرين، وبالتالي يترك لنا مساحة لا بأس بها للتصرف بأريحية، فنحن نعلم أن الخطأ مغفور لنا من قِبلهم وأن التماس العذر أكثر مرونة..
إنما كيف نصنع هذا الأثر.. وهل عندما نحاول التحايل والوصول إلى نفوس الآخرين بما يخالف مشاعرنا الحقيقية هل سنصل حقاً لما نخطط له..؟ هنا يظهر الفرق، فقد تجد التمجيد للكثيرين من الناس وبعد فترة وجيزة ينقلب ذاك التمجيد إلى صفات أخرى منبوذة لم تكن ظاهرة في اللقاءات الأولى..
تعلمنا قاعدة في مهارات الاتصال تقول:” إن كنت تريد أن تعرف أن ما تقوم به تجاه الآخرين يرضيك.. ما عليك سوى أن تعكس المرآة”، وربما هذه القاعدة لا نحتاجها فقط في مهاراتنا للتواصل فقط ، إنما قد نحتاجها لنعرف لماذا نريد أن نترك أثراً لا يمحى فالأهداف عديدة لذلك الآثر، بل أن هناك من تركوا خلفهم آثار أودت بحياة أناس، وصنعت منهم أشخاص معدومي الثقة في أنفسهم ومن حولهم، فهل هذا هو الأثر الذي نريد أن نتركه.. وهل أولئيك الذين أتعبونا في حياتنا كانوا يتعمّدون ذلك فعلاً..؟
لا أعتقد فالثابت والمطلوب أن نحسن الظن، وأن نتعامل بما يرضي ضمائرنا عندما نضع رؤسنا المنهكة على وساداتنا، وأن نخرج من لحظات حسابنا مع أنفسنا على تلك الوسادة ونحن راضين تمام الرضا عما اقترفناه، مهم جداً أن نكون على يقين أنه لا توجد وسادة أخرى أصبناها بالأرق، وجعلنا صاحبها يرفع نظره للسماء حتى دمعت عيناه.
لذا من المهم أن أعرف على أي أرض أقف.. قبل أن أحاول أن أكون ذلك المؤثّر الذي سيدوّن اسمه بين أصحاب المآثر العظيمة في التاريخ، فللمآثر أيضاً وجهان، ولا أعلم على أي وجه منهم سيدّون أسمي، سأقف قبل أن أبعثر حبات الرمل وأنا أسير، وأتأكد أولاً إن كانت قدماي لا تحمل شعثاً.
للتواصل على تويتر وفيس بوك
eman yahya bajunaid