ملامح صبح

(اصفعني وخذ دينارا)

حنان العوفي

هذه العبارة جاءت في مسلسل قديم وهي لرجل أعمى يسير في الطرقات ويرددها على مسامع الناس ، يعاقب نفسه لأنه أخل بوعد تسبب في فقدان بصره في الوقت الذي ربح فيها أموالا طائلة أو شيء من هذا القبيل ،

وفي الواقع أن جلد الذات صفة قبيحة موجودة لدى طبقة كبيرة ، محاسبة النفس ومراجعة أخطائها من نبل وشرف الأخلاق لكن ما أن يتجاوز الأمر هذا الحد يصبح نقيض ذلك تماما ، فليس من الشرف أن نساند الناس على أنفسنا ونبالغ في محاسبتها في الوقت الذي نجد فيه شريحة أخرى أكبر من شريحة جلد الذات، تقدس نفسها وتعيش جنون العظمة وأنا ومن بعدي الطوفان،

هذه الطبقة تترعرع وتكبر على حساب أولئك الذي يرون أنفسهم أقل في كل شي حتى في إنسانيتهم ، لا تكن مع الآخرين ضد نفسك ليس رغبة في إصلاحهم كي لا يتجبروا أكثر،إنما المقصود أن تنصف نفسك لا الآخرين ، التصالح مع الذات فعل راقٍ يعيد صياغة الحياة في عينيك ، يجعلها أكثر إنسانية وأصدق إحساس ، لا شيء يستحق أن تكره نفسك من أجله ، ولا أحد كذلك ،

ولابد ألا يكون ذلك انتقاصا من الآخر إنما اقتصاصا لنفسك من كل ما يكدرها ، أعجبني شطر من قصيدة للشاعر فهد المساعد:” عزة ظما ولا مذلة سحابة” . له علاقة أو ليس علاقة فيما أقول لا يهم ، المهم أن ذلك تكريم للنفس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *