الدولية

حقوق الإنسان في قطر .. سجل حافل وجرائم تلاحق الحمدين

جدة ــ وكالات

تملك الدوحة سجلا حافلا من الانتهاكات لحقوق الانسان، تبرز ملامحه مجتمعياً بسحب جنسية اكثر من 6 آلاف قطري وحرمان من سحبت جنسياتهم من الحقوق الأساسية، وأما على الصعيد العمالي فبات واضحاً تردي أوضاع العمالة الوافدة، ووفاة ألفي عامل نتيجة إنشاءات كأس العالم 2022 فضلاً عن تكدس أعداد كبيرة بسجن الإبعاد دون مسوغ قانوني وسط ظروف سيئة.

فالسجل الحقوقي للدوحة مسطور بقصص انتهاكات جسيمة في حق شعبها، وقصة قبيلة الغفران شاهد حقيقي على هذه الانتهاكات الممنهجة التي مارسها النظام القطري منذ عام 1996، ووثق حقيقة ارتكابه لمثل تلك الأعمال، أزمة العمال الوافدين الذين استعانت بهم قطر لبناء ملاعب كأس العالم 2022.

وكان أبناء الغفران قد تحدثوا خلال مؤتمر في سبتمبر الماضي، عن الانتهاكات التي قام بها النظام القطري ضدهم، بدءاً من طردهم من أعمالهم وأطفالهم من المدارس وحرمانهم من التعليم، مروراً بمنعهم من ممارسة حقوقهم المدنية والحصول على تعليم أو رعاية صحية، انتهاء بإسقاط الجنسية عن كل أبناء القبيلة البالغ عددهم 6 آلاف نسمة وطردهم قسرياً خارج البلاد.

وقال القيادي بالقبيلة واحد المسقطة عنهم الجنسية جابر صالح الغفراني، إنه لم يسلم أحد من الظلم الذي أوقعته السلطات القطرية على أبناء قبيلته.

وتضمنت الانتهاكات ضدهم منعهم من كل سبل العناية الصحية والتعليم والعيش الكريم، بداية من عام 1996 عندما تم القبض على 21 ضابطاً من أبناء القبيلة، بتهمة المشاركة في عدد من المحاولات لاسترجاع شرعية الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني بعد الانقلاب الشهير الذي قام به والد تميم الشيخ حمد بن خليفة.

وأوضح جابر أنه رغم أن قبيلة الغفران لم تكن وحدها في هذه المحاولات، أفرج النظام القطري عن أكثر من 100 شخص من قبائل وخلفيات أخرى، وبقيت قبيلتهم وحدها تعاني من عدد كبير من انتهاكات حقوق الإنسان والمرأة والطفل، مضيفاً: “ما فعلته السلطات القطرية بحق أبناء قبيلة الغفران هو أمر لم نشهده من قبل، ولم نسمع عن حدوثه في أي بلد في العالم”.

وعرض أحد أطفال قبيلة الغفران مأساته بعد سحب الجنسية منه، قائلًا إن قطر أسقطت عنه الجنسية وعمره أقل من عام، وعاش 14 عاماً بدون هوية “وحرمت من العيش ببلادي، وأتمنى العودة إلى وطني والتمتع بجميع حقوقي”.

هذا عن قبيلة الغفران اما عن الانتهاكات التي يتعرض لها العمال، فكل يوم تخرج قضية ورواية من العمال أنفسهم تنقلها الصحف العالمية ليتكشف بها مدى الإجحاف الذي تمارسه الدوحة في حق هؤلاء الأشخاص.

ويواجه العمال الوافدون المشاركون في أعمال بناء ملاعب كأس العالم 2022، انتهاكات لا تنقطع تمثل صفحة شديدة السواد في سجل قطر الحقوقي، في ظل عدم اتخاذ إجراءات فعلية تحفظ لهم حقوقهم.

عمال من بلاد مختلفة؛ نيبال والهند والفلبين وغيرها، جميعهم يعملون في ظروف غير إنسانية لتحقيق حلم تنظيم الحمدين في تنظيم مونديال 2022، فهم عادة ما يعملون تحت وهج الشمس في درجة حرارة شديدة وأجورهم حوالي 6 دولارات يومياً.

وفي تحقيق لمراسل صحيفة “جارديان” البريطانية ديفيد كون، أطلق صرخة مكتومة للعمال انتقدوا خلالها الظروف البائسة والصعاب التي يواجهونها داخل معسكرات العمال في قطر، حيث لا توجد مياه أو كهرباء، وقد أُصيب العديد منهم بالأمراض.

وقال إنه تحدث مع بعض العاملين في بناء ملعب “الريان”، أثناء تناولهم الغداء في معسكر “اللجنة العليا للمشاريع والإرث”، المنظمة للبطولة، حول ظروف حياتهم كعمال مهاجرين في الدوحة، وكيف سقطوا ضحايا وكلاء عمل جشعين استغلوا عوزهم لصالح الدوحة.

وذكر العمال أنهم جاؤوا من غانا، حيث تبث الإذاعة المحلية إعلانات عن وظائف لعمال بناء في قطر، وأن نحو 300 منهم قرروا اغتنام الفرصة ودفعوا (رشاوى) لوكلاء عمال؛ وهو استغلال محظور رسمياً، ولكنه منتشر في عمليات توظيف ملايين العمال من البلدان الفقيرة.

وقال أربعة من العمال إن الوكيل أخبرهم: “قطر هي أغنى بلد في العالم.. يمكنكم البحث عنها في جوجل، ستحصلون على راتب كبير؛ لكن عندما جئنا إلى هنا، وجدنا أن الأمر كان عكس ذلك”.

ومن أجل بناء أحد الملاعب المصممة حتى تنظم بها قطر مونديال 2022، يعمل المهاجرون 8 ساعات يومياً، 6 أيام أسبوعياً، مقابل 180.48 دولار في الشهر، أي نحو 45 دولاراً في الأسبوع 6 دولارات في اليوم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *