الدولية

روسيا: لا مبرر لوجود إيران بسوريا .. والأزمات تحاصر الملالي في الداخل

موسكو ــ وكالات

قال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ميخائيل بوجدانوف إن القوات الإيرانية والمليشيات الموالية لها ستنسحب من سوريا بعد إعادة وحدة أراضيها.

ونقلت وكالة “بلومبيرج” الأمريكية، عن بوجدانوف، أنه لا يوجد أي مبرر لبقاء القوات الإيرانية في الأراضي السورية حال إعادة سيادتها ووحدة أراضي البلاد.

وكان وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الدكتور أنور بن محمد قرقاش قد أكد أن الدور العربي في سوريا أصبح أكثر ضرورة تجاه التغول الإقليمي الإيراني والتركي، مؤكداً أن قرار دولة الإمارات العربية المتحدة بعودة عملها السياسي والدبلوماسي في دمشق يسعى إلى تعزيز هذا الدور.

وأعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة في وقت سابق عودة العمل بسفارتها في دمشق، وذكرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية أن القائم بالأعمال بالنيابة باشر مهام عمله من مقر السفارة في سوريا

هذا فيما لم تتوقف تبعات إعلان الولايات المتحدة الأمريكية، الشهر الماضي، فرض حزمة عقوبات اقتصادية ثانية على طهران، تمس بشكل رئيسي صناعة وصادرات النفط الخام، والتحويلات النقدية خارج الحدود.
وأعلنت إيران الأربعاء الماضي، زيادة كمية النفط المباعة عبر البورصة المحلية للطاقة من مليوني برميل إلى 3 ملايين بالعملة الإيرانية.

وتعد الخطوة التي بدأت قبل شهرين، وتم تعزيزها مؤخرا محاولة للالتفاف على العقوبات الأمريكية، والتحايل على بنودها، عبر وضع القطاع الخاص في مرمى الإجراءات الأمريكية.
وفي سياق متصل دفع إعلان موازنة إيران، الأسبوع الجاري، إلى هبوط سعر صرف الريال الإيراني مقابل الدولار، وخسر 18% من قيمته في غضون يومين.

ومنذ مطلع العام، خسر الريال نحو ثلثي قيمته، وبلغ سعر الدولار 119 ألف ريال في السوق الموازية، امس “الجمعة” بالمقارنة مع يوم الأحد الماضي، عندما كان سعر صرف الدولار 100 ألف ريال إيراني.
واعترف الرئيس الإيراني حسن روحاني بتدهور أوضاع بلاده الاقتصادية خلال تقديمه للبرلمان مشروع أول موازنة سنوية بعد عودة العقوبات الأمريكية، والتي سيدققها مجلس الشورى ويصوت عليها.

من جهة أخرى، تعتزم الخطوط الجوية الإيطالية “أليطاليا” وقف رحلاتها المباشرة إلى إيران بداية من مطلع 2019، لانعدام الجدوى الاقتصادية، في الوقت الذي يواجه قطاع الطيران المدني لطهران أزمات متفاقمة مؤخرا

وفي شهادة من قلب النظام الإيراني، توضح الحال الذي وصل له، قالت المعارضة الإصلاحية البارزة في إيران فائزة رفسنجاني، إن النظام في بلادها “ينهار من الداخل”، مؤكدة أن المشاكل الاجتماعية والاقتصادية تتفاقم دون إيجاد حلول لها.
وأوضحت البرلمانية السابقة رفسنجاني في تصريحات صحيفة أن الحكومة الإيرانية “لم تقدم حلولا” للمشاكل التي تعاني منها البلاد، ونوهت إلى: “النظام الإيراني بدأ بالانهيار من الداخل، لكن لم يحدث انهيار كامل للنظام، وأعتقد أن هناك احتمال كبير بشأن حدوث ذلك”.

وقالت ابنة الرئيس الإيراني الراحل علي أكبر هاشمي رفسنجاني، إن بعض الذين وضعوا ما أسمته “أسس الثورة في إيران” إما قتلوا وإما تم نفيهم.
وشددت على ضرورة أن تقوم الحكومة الإيرانية بإصلاح النظام السياسي والإداري في البلاد، كما أكدت أيضا على ضرورة “إجراء إصلاحات في القوانين والقواعد التي صيغت بشكل خاطئ”، وذلك وفقا لصحيفة “مستقل” المحلية التي أجرت معها الحوار.

وأشارت رفسنجاني إلى أن غلب المواقع داخل النظام الإيراني باتت تفتقد التدبير وحسن الإدارة، مطالبة الرئيس الإيراني حسن روحاني بالخروج علنا وإعلان تخليه عن انتمائه لتيار الإصلاحيين في البلاد، والانخراط بدلا عن ذلك في صفوف تيار الأصوليين. الذي بات يهيمن على المشهد السياسي في تركيبة نظام ولاية الفقيه الحاكم منذ قرابة أربعة عقود.

وتعيش إيران منذ أشهر على وقع احتجاجات على النظام الحاكم، وكانت قوات الأمن الإيرانية قد شنت امس الأول هجوما بقنابل الغاز المسيل للدموع ضد محتجين في محافظة أصفهان وسط البلاد.
وقال ناشطون إيرانيون إن العناصر الأمنية استخدمت قنابل الغاز وعبوات رذاذ الفلفل، بعدما انطلقت مسيرة سلمية لعشرات المعلّمين الإيرانيين المحتجين، أمام مبنى حكومي في أصفهان، بسبب تدني أجورهم الشهرية.

ونفذت السلطات في إيران مؤخرا جملة من الإعدامات بحق معتقلين على خلفية جرائم اقتصادية.
كما كثفت السلطات من حملة الاعتقالات وخصوصا في شهر نوفمبر، بدعوى مكافحة جرائم الفساد والاختلاس والتجارة في السوق السوداء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *