الدولية

حصاد عام .. بانوراما لتسعة أحداث رسمت معالم 2018

جدة ـ البلاد

شهد العام 2018 العديد من الأحداث المهمة، التي هزت العالم على مدار الشهور الماضية، ولا تزال تداعياتها مستمرة حتى الساعة، كانت غالبيتها محملة بقرارات “حارة” أعادت تشكيل المائدة السياسية عالميا وإقليميا، وإن ظل للشرق الأوسط نصيب الأسد فيه.

ثمة 9 أحداث فرضت نفسها بقوة على الساحة الدولية، حتى باتت هي الأبرز خلال الشهور الماضية، فيما يتوقع أن يمتد تأثيرها إلى العام 2019، نرصدها في التقرير التالي :

غصن الزيتون :
في العشرين من شهر يناير الماضي شنت القوات التركية هجوما عسكريا في عفرين بشمال سوريا، في عملية أطلق عليها “غصن الزيتون”، بهدف إجهاض قيام دولة كردية على حدودها الجنوبية، وسط اعتراضات دولية، بما عدوه اعتداء غير مقبول على السيادة السورية.

وتسببت هذه العملية التركية في نزوح سكان عشرات القرى؛ هربا من الغارات الجوية والقصف العشوائي العنيف، رغم تحذيرات التقارير العالمية من وجود حوالي 324 ألف مدني، من بينهم 126 ألف نازح من المدن والمناطق المجاورة لعفرين.
ونفت قوات سوريا الديمقراطية، التي تمثل وحدات حماية الشعب الكردية المكون الرئيس لها، والمدعومة من الولايات المتحدة، مرارا وتكرارا، ادعاءات الجيش التركي بوجود داعش في عفرين.

عودة العلاقات بين الكوريتين :
مثل السابع والعشرين من شهر أبريل علامة فارغة في عرف الكوريتين؛ إذ أبرمت بيونج يانج وسول، اتفاقا للسلام بعد قمة تاريخية لزعيم كوريا الشمالي كيم جونغ أون، ونظيره الجنوبي مون جاي إن.

وعقب هذا الاتفاق، أجرى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، محادثات وصفت بـ”الجيدة”، مع زعيم كوريا الشمالية خلال زيارته السرية إلى بيونج يانج، حيث أبدى “كيم” استعداده لوضع خريطة من شأنها المساعدة في نزع السلاح النووي.
وشمل الاتفاق الإعلان عن تعهدات بالحد من التسلح ووقف “الأعمال العدائية” وتحويل الحدود المحصنة بين البلدين إلى “منطقة سلام”، والسعي من أجل إجراء محادثات متعددة الأطراف مع دول أخرى مثل الولايات المتحدة.

الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي:
حل الثامن من مايو حاملا معه قرارا قويا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بانسحاب أحادي لواشنطن من الاتفاق النووي مع طهران، المبرم عام 2015، مع فرض عقوبات اقتصادية موسعة على النظام الإيراني.

وشملت العقوبات الاقتصادية قطاعات النفط والبنوك والنقل، حيث أعلن برايان هوك، مبعوث الولايات المتحدة الخاص بإيران، نوفمبر الماضي، أن طهران فقدت إيرادات نفطية بحوالي ملياري دولار منذ مايو، ومع الشريحة الثانية من العقوبات، التي تم الإعلان عنها في نوفمبر الماضي، انضمت قطاعات النفط والبنوك والطيران والشحن بشكل موسع للعقوبات؛ حيث تم استهداف 50 بنكا ونحو 200 شخص وشركة.

نقل السفارة الأمريكية للقدس :
وفى مايو أيضا، وتحديدًا في الثالث عشر من هذا الشهر، أعلنت واشنطن نقل سفارتها في تل أبيب إلى القدس المحتلة، وسط رفض عالمي لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وتلقت محكمة العدل الدولية، شكوى من فلسطين ضد الولايات المتحدة، تقول: إن وضع واشنطن سفارتها لدى إسرائيل بالقدس ينتهك اتفاقية دولية، وأنه ينبغي نقلها.

عربيًا، كلفت الجامعة العربية، الأمانة العامة لها بإعداد خطة تحرك عربية للتعامل مع القرار الأمريكي ونقل سفارة واشنطن بالقدس، وما تضمنه من الاعتراف بالمدينة المحتلة عاصمة لإسرائيل.

قمة ترامب- كيم :
ثمة انفراجة جديدة، شهدها ملف شبه الجزيرة الكورية، حملها شهر يوليو وتحديداً في الثاني عشر منه، عند ما التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزعيم كوريا الشمالية، في قمة سنغافورة التاريخية .

وخلال تلك القمة، وقع الجانبان وثيقة تؤكد تقدم المباحثات بين الطرفين، حيث اعتبر ترامب، بعد القمة التاريخية مع كيم، أن بيونج يانج اتخذت خطوات محددة، صوب نزع السلاح النووي، رغم شكوك واسعة النطاق في استعداد كيم للتخلي عن ترسانته.
يهودية إسرائيل:

بعد مداولات استمرت ساعات طويلة، صادق الكنيست الإسرائيلي، في التاسع عشر من يوليو ،على ما يسمى بـ”قانون القومية”، الذي يوصف بأنه الأخطر في تاريخ برلمان الاحتلال.

القانون الذي قوبل برفض عربي ودولي واسع نص على أن “دولة إسرائيل هي الوطن القومي للشعب اليهودي، يحقق فيها تطلعاته بتقرير مصيره وفقا للتقاليد الثقافية والتاريخية”، وأن “حق تقرير المصير الوطني في دولة إسرائيل يعود حصرا للشعب اليهودي”، و”القدس هي عاصمة إسرائيل، واللغة العبرية هي اللغة الرسمية، وأن اللغة العربية لها وضع خاص”.
المصالحة الإثيوبية الإرتيرية :

في السادس عشر من شهر نوفمبر، احتضنت مدينة جدة حفل توقيع المصالحة التاريخية بين رئيس إريتريا أسياس أفورقي، ورئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
وحضر مراسم التوقيع أنطونيو جوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة، والشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي.
السترات الصفراء :
ومع حلول السابع عشر من نوفمبر انطلقت شرارة احتجاجات حركة “السترات الصفراء” في فرنسا، قبل أن تمتد إلى عددٍ من دول أوروبا الرافضة لإجراءات التقشف الاقتصادي.
وظلت المدن الفرنسية، تشهد يوم السبت من كل أسبوع، موجة جديدة من احتجاجات “السترات الصفراء”، وسط دعوات من الحكومة الفرنسية إلى ضرورة التهدئة.

وفي محاولة جديدة لاحتواء الأزمة، دعت الحكومة الفرنسية محتجي “السترات الصفراء” إلى إخلاء الميادين والتقاطعات والانسحاب من الطرق، فيما تعهد رئيس الوزراء بتنفيذ التدابير الاجتماعية التي أعلنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أقرب الآجال لاحتواء الاضطرابات التي يصفها مراقبون بأنها الأسوأ في فرنسا منذ أعمال الشغب الطلابية عام 1968.
وبمظاهرات مماثلة، نظم المئات من محتجي “السترات الصفراء” في بلجيكا، وخصوصا في المناطق الناطقة بالفرنسية، وقفات احتجاجية في الحي الأوروبي من العاصمة بروكسل.
مشاورات السويد:

وتحت صقيع ستوكهولم، انطلقت في الخامس من شهر ديسمبر الحالي مشاورات السويد حول السلام في اليمن، في محاولة لإيجاد حل سياسي لبلد يئن تحت انقلاب المليشيا التابعة لإيران منذ ما يزيد على 4 أعوام.
وبحثت المشاورات، التي امتدت لنحو أسبوع، ملفات يشمل أبرزها إطلاق سراح الأسرى، والقتال في الحديدة، وحصار مدينة تعز، فضلا عن إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين، ومطار صنعاء.
وفيما يخص اتفاق الحديدة، فكانت أبرز النتائج إعادة انتشار للقوات من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى ومدينة الحديدة، إلى مواقع متفق عليها خارج المدينة والموانئ، وإزالة جميع المظاهر العسكرية المسلحة في المدينة، وإنشاء لجنة تنسيق إعادة انتشار مشتركة ومتفق عليها برئاسة الأمم المتحدة، لمراقبة وقف إطلاق النار وإعادة الانتشار.
إلا أن العقيد ركن تركي المالكي المتحدث باسم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، أكد في أحدث تقرير له، أن انتهاكات مليشيا الحوثي بلغت 138 خرقا منذ وقف إطلاق النار.
وأوضح أن الأسلحة المصادرة من المليشيا الحوثية “إيرانية الصنع”، مما يدل على دعم نظام طهران لهؤلاء الانقلابيين.
الانسحاب الأمريكي من سوريا :
وقبل أن يغلق العام 2018 أبوابه، أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التاسع عشر من ديسمبر الحالي أوامره بانسحاب قوات بلاده من سوريا، منهيًا 4 سنوات من التواجد في هذا البلد لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي.
وأمام ذلك، عبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن “أسف شديد”، تعليقاً على القرار الأمريكي، مضيفا أنه ينتظر من “الحليف أن يكون محل ثقة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *