المحليات

أن يستطيع طالب الابتدائي كتابة رسالة خالية من الأخطاء كما كنا نفعل من قبل

البلاد – مهند قحطان ـ مرعي عسيري

الدكتور حمد بن محمد ال الشيخ وزير التعليم أكد ذات يوم على اهمية تقييم المعلم وفقا لمستوى تحصيل طلابه فلخص الرؤية الحقيقية الصادقة والشفافة والمفهومة ملمحا الى الأهمية البالغة لدور المعلم والمعلمة في ايصال المعلومات وتثبيتها عبر الترغيب والتشويق والحرص على رفع مستوى الطالبات والطلاب.

العبارة اعلاه منهج لتقييم حقيقي متفرد فيما يتعلق بالتعليم تحديدا في اعقاب فشل الاجتهادات المتتالية القادمة من خلف المكاتب الفارهة عبر تعاميم نصفها متناقض وجلها ترجمة لتجارب آنية لا تمثل استراتيجية واضحة يمكن الركون اليها ولهذا وجد المعلمون والمعلمات انفسهم امام املاءات لا يملكون امامها سوى التنفيذ بغض النظر عن القناعة والنتيجة عوضا عن اعتماد عبارة الوزير السابقة ” مستوى الطالب يحدد مستوى المعلم “.

نذكر ان احد اولياء الامور اصطحب ابنه في ذات اليوم الذي فشل من خلاله باجتياز اختبار مادة التوحيد بالصف الثاني الابتدائي قبل سنوات عديدة مطالبا مدير التعليم باختباره في منهج لا يتجاوز صفحة ونصف الصحفة فقط بعد أن استطاع والده منفردا افهامه بمضامين المطلوب وحفظ المبتغى خلال ساعتين فقط بينما عجز المعلم طوال اربع اشهر من تحقيق تلك النتيجة ولهذا نعود الى عبارة وزير التعليم الجديد ” مستوى الطالب يحدد مستوى المعلم “.

لا شك ان وزارة التعليم تحظى باهتمام كبير من قبل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين شأنها شأن جميع الوزارات التي تقدم خدمات مباشرة للمواطن والمقيم الا ان تلك الوزارة ذات اثر وقيمة فعالة وهامة وحساسة للغاية فلا شيء يعدل قيمة ومكانة العلم على الاطلاق لبناء الاوطان ورفعتها والشواهد تعج في فضاء الكرة الارضية غربا وشرقا وقد ادركت الدولة مبكرا تلك القيمة فسخرت الغالي والنفيس وحققت التطلعات بعد ان شهد التعليم بالمملكة قفزات رائدة بزمن قياسي قصير اضحت محل التقدير والاحترام الا ان الطموح يدعو لمزيد من العمل الجاد فيما يمكننا من تحقيق احلامنا خاصة في اعقاب الشروع بتحقيق رؤية 2030 التي تتطلب استراتيجيات ثابته راسخة تؤدي لنجاح يليق بالرؤية لهذا جاز لنا السؤال ماذا يريد المعلمون والمعلمات واولياء الامور والطلاب والطالبات من وزير التعليم الجديد الدكتور حمد ال الشيخ.

تفريغ المعلم لأداء الرسالة
يقول في البدء علي السعد مدير مدرسة سابق لا يختلف اثنان على ما نشهده من تطور في كافة مجالات الحياة ويندرج تحت هذا التعليم الا ان معضلة المدارس تكمن في تحميل المعلم والمعلمة اعباء ادارية كتابية ليست ذات اثر على مستوى الطلاب فالتحضير على سبيل المثال ينبغي ان يتوقف بعد مرور خمس سنوات من الخدمة كحد اقصى وهناك معلمون لمواد بعينها لازالوا يحضرون دروسا كرروا تدريسها على امتداد 20 عاما متوالية ” نفس الدرس ونفس التحضير ” وهو الامر الذي يشعر المعلم بعدم الثقة لهذا فأنني اتمنى من معالي وزير التعليم تفريغ المعلم كليا لإيصال المعلومات لطلابه بالطريقة التي يختارها وفقا لرؤية مجلس ادارة المدرسة لتجنب تناقضات رؤى الموجهين فهناك من يقر طريقة واسلوبا تعليميا وهناك من ينقض تلك الطريقة على ان الحاجة ماسة لتشكيل فرق مهنية تعليمية مهمتها قياس مستوى الطلاب عن طريق المسابقات والانشطة بين المدارس كما كنا نفعل قبل نحو 30 عاما عندما كان طالب الصف الخامس قادر على كتابة رسالة خالية من الاخطاء الاملائية واللغوية.

تأمين حارسات للأمن
وتقول ندى الغامدي مديرة ثانوية للبنات بجدة متفائلون بمستقبل مشرق للتعليم يليق بالتطور الذي نعيش تفاصيله ونتمنى من معالي الوزير النظر للجوانب الأمنية في العملية التعليمية خاصة في مدارس البنات فالحاجة قائمة لوجود حارسات امن مهمتهن محصورة في التأكد من خلو المدرسة من الطالبات بعد نهاية الدوام خاصة اننا نعتمد حاليا على معلمات عن طريق المناوبات اليومية معتقدة بأن هذا الاجراء سيوفر الوظائف للمحتاجات اضافة الى حماية الطالبات اثناء الدخول والخروج.

تحسين البيئة المدرسية
فيما قالت المعلمة مرام الحربي والمعلمة سمر ميشو الحاجة الماسة لتحسين البيئة المدرسية مطلب اساس خاصة فيما يتعلق بتكييف فناء المدرسة وتوفير حاجات الهيئة التعليمية والطالبات كي تصبح المدارس مشوقة متمنين الالتفات لتوفير نوادي رياضية ضمن اطار المبنى المدرسي.

توفير مدارس شمال جدة
وقالت المعلمة منى الغامدي كثافة اعداد الطالبات وسوء توزيع المدارس في جدة تدعو للسؤال عن مشاريع مدارس شمال جدة فالزحام المروري اليومي في اوقات الذروة يؤكد حاجة شمال جدة للمدارس في ظل الغياب المستغل من قبل تجار المدارس الخاصة لهذا فنحن نطالب بافتتاح مدارس شمال مدينة جدة.

حقوق معلمات البند
اما المعلمة هدى سندي فقد اثارت حقوق معلمات البند 105 بضم سنوات الخدمة متطلعة الى التفات معالي الوزير فيما يحقق مطلبهن.

فيما قالت المعلمتان حنان المساوة و نوف القحطاني هناك من يتربص بالمعلمين والمعلمات فيما يتعلق بالإجازة المدرسية ولهذا كما يبدو تضاربت القرارات بشأن الاجازة حتى بلغت تكليف المعلمات بالمباشرة لمجرد الحضور وفي ظل عدم وجود طالبات علما بأن المعلمة والمعلم لا يستطيعون التمتع بإجازتهم في الاوقات التي يحددون كما يفعل بقية الموظفيون لهذا فإننا نتطلع بتقييم تلك المسألة والعودة للعرف السابق بحيث نستطيع التمتع بإجازتنا في ظل عدم وجود طالبات.

توظيف مساعدات اداريات
وتقول المعلمة عزة الشهري التوسع في توظيف مساعدات اداريات امر هام وحيوي يخدم مهام المعلمة فالإداريات متخصصات وقادرات على النهوض بالمهام المتعلقة بالأنشطة لتتفرغ المعلمة لأعمالها الفنية المهنية التعليمية المحضنة ونجني نتائج ايجابية تتجسد في مخرجات التعليم دون شك.

فك اشتباك المدارس المشتركة
وتقول المعلمة عبطا الجهني لا شك ان التعليم في المملكة يحظى باهتمام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده حفظهما الله ويستحوذ على ميزانية عالية تجسد الرغبة بالتطوير لإبراز قدرات ابنائنا وبناتنا الذين اثبتوا للعالم في المحافل الدولية قدرتهم على خوض معارك التنافس الشريف فيما يعود بالخير للإنسانية بالخير فالعلم اساس تطور الدولة ومعيار نجاحها الا ان الحاجة الحالية ملحة لفك الاشتباك القائم على برامج دمج المدارس بما سمي ” شراكة ” للاستفادة من مبنى واحد ومكان واحد لأكثر من مؤسسة تعليمية وفي هذا ارباك للهيئات التعليمية والطالبات خاصة مع اختلاف المستويات والاعمار ولهذا فأننا نرى اهمية تدخل الوزارة العاجل لتأمين مباني مدرسية متهيئة لاستخدام مدرسة واحدة عن طريق استثمار واجهات المدارس خاصة الواقعة على شوارع تجارية هامة وتلك الواقعة وسط الاحياء ذلك ان امكانية تأجير المسارح والملاعب خارج اوقات الدوام امر ممكن بآلية ومعايير منضبطة.

تطوير أداء المعلمين
ويرى المدير العام للتعليم بمنطقة عسير الأستاذ جلوي آل كركمان ، أن العديد من الملفات والمشاريع المهمة ستكون أمام وزير التعليم ، ومنها استكمال تطوير المناهج والبيئة المدرسية والتخلص من المدارس المستأجرة والعمل على تطوير أداء المعلمين وطرق التدريس خصوصاً في مواد الرياضيات والعلوم التطبيقية، ومن أهم الملفات أيضا أمام الدكتور حمد تطوير المناهج الدراسية وخلق بيئة مدرسية متكاملة من مبانٍ ومرافق تعليمية داخل المدرسة ومعالجة تعثر بعض مشاريع المباني الجديدة”، وأضاف: من المهم إجراء عملية تدريب حقيقية وشاملة لكافة المعنيين بالشأن التربوي من معلمين ومشرفين وإداريين لتطوير مهارات التدريس لدى المعلمين واطلاعهم على كيفية تنمية مهارات التفكير المتنوعة لدى الطلاب والطالبات ، وتهيئة للأجيال المقبلة وفق أحدث الطرق التربوية والتدريبية والتعليمية.

المخرجات وسوق العمل
ويتفق كل من الدكتور فهيد السليعي أستاذ التاريخ سابقاً بجامعة الملك خالد ، والدكتور إبراهيم بن عبدالله الزعيبر أستاذ الإدارة التربوية والتخطيط ، والأستاذ عبد العزيز آل مداوي، على أهمية توحيد جهود التعليم العالي والعام في المرحلة القادمة نحو ردم الفجوة بين مخرجات التعليم في القطاعين العام والعالي، ووضع معايير عالية لجودة المخرجات وعمليات التوظيف والاستقطاب ، كذلك تحقيق بنية تحتية للتعليم العام والعالي خصوصاً إزاء التوسع الكبير في الجامعات الناشئة، لتحقيق مستويات تعليمية أفضل بما يتوافق مع التطور النوعي والأساليب الحديثة في التدريس والبحث العلمي وربط ذلك بواقع وطموحات خطط التنمية في المناطق وخدمة المجتمع، وأيضا نتطلع إلى استمرار تطوير عملية التحويل أو الانتقال للطلاب والطالبات بين الجامعات ، وتحديث الإجراءات أو الآلية المعمول بها في الوقت الحاضر، للمحافظة على استقرار الدارسين من الطلاب والطالبات، وكذلك وسائل النقل خاصة للذين يضطرون للسفر مسافات طويلة وبذلك نقلل من الحوادث المرورية التي تحدث بين فترة وأخرى.

مراجعة اللوائح والأنظمة
كما أجمع المتحدثون على أن المرحلة القادمة تحتاج إلى مراجعة دقيقة لجميع اللوائح والأنظمة التي تحدد علاقة الطالب بالمعلم وعلاقة كل منهم بالمجتمع ، ومواكبة البرامج والأنشطة التعليمية والأكاديمية التي تخدم المجتمع مع التركيز على النهج التربوي السلوكي، وتوسيع برامج الإبداع والابتكار في جميع المؤسسات التعليمية، وعقد اللقاءات والندوات العلمية بصورة دورية للتركيز على القضايا المهمة كنبذ العنف والمخدرات والتدخين وغيرها، والاهتمام بالتحصيل العلمي، والمحافظة على الممتلكات العامة، والمساهمة في بناء البرامج المهمة لخدمة المجتمع، والتحصين الفكري لأبنائنا من التيارات المنحرفة والأفكار المضللة.

التطوير والتحفيز
ويقول المعلم ناصر ال عواض ، إن أمام الوزير الجديد تركة بشرية ومالية وإدارية ليست باليسيرة خاصة بعد الدمج للوزارتين وما حصل للتعليم العالي من توسع وطفرة في افتتاح الكليات والجامعات . وكذلك سلم رواتب المعلمين الذي لم يتغير منذ سنوات طويلة ، لذا من الضروري تحقيق التحفيز والإنجاز للميدان التربوي.

وقال مدير الإعلام التربوي بعسير محمد مانع ، أن هناك نظرة تفاؤلية باستشراف مستقبل مشرق وواعد ببناء خطة استراتيجية موحدة للتعليم تسهم في تحقيق أهداف خطط التنمية للدولة، تجويد وتحسين مخرجات نظام التعليم ، فيما قال معلم الرياضات محمد العمري ،نأمل في علاج سد الاحتياج لمعلمي الرياضيات وغيرها من مواد ببعض المدارس.كما طالب المعلم محمد عائض باستعادة هيبة المُعلم وتطوير سبل التعليم وتدريب المُعلمين والإشراف والمتابعة الدقيقة للتدريس ، فيما يتمنى المعلم المتقاعد سعيد عكشه الاهتمام بموضوع التأمين الصحي للمعلمين والمعلمات.

محمد ظافر الشهري: لابد من توسيع خدمة النقل المريح والآمن للمعلمات خاصة في القرى والهجر للحد من حوادث السير، كذلك التخلص من المباني المستأجرة ومراجعة مواصفات المباني المقامة والتي ستنشأ لاحقا لتفي باحتياجات المدرسة العصرية، أما في مجال السلوكيات فنأمل معالجة الكثير من السلوكيات غير اللائقة لبعض طلابنا من خلال مراجعة اللوائح والقواعد المعدة مسبقا بما يحقق الانضباط السلوكي.
وتؤكد المعلمة لطيفه احمد على إعداد المعلم والمعلمة ، وتفعيل كتاب النشاط الذي يهدف أساسا لتدريب الطالب على أساليب البحث العلمي، وتوفير المعامل المناسبة والاداريات المساعدات ، مطالبة بعدم تصميم المدارس المستنسخة في جميع مناطق المملكة على اختلاف اجوائها، وأن تتناسب تصميمات المدارس مع المنطقة الجغرافية بما يساعد ويسهل عملية الصيانة ويوفر الراحة للطلاب والمعلمين.

من جانبها طالبت أم ناصر العاصمي بأهمية تصحيح السلوكيات لدى طلبة المدارس ووضع سياسة واضحة للحد من السلوكيات غير المرغوبة ، فيما يطالب احمد على ال عايض بالاهتمام بعملية النقل، وعلاج الفجوة بين التعليم الجامعي النظري وسوق العمل.
وقال عبدالله العطاس: نتمنى كأولياء للطلاب أن يضيف معالي الوزير إلى ما سبقه وأن يوضع منهج جديد لطلاب مثل الرواية او كتابة القصة خلال المرحلة الابتدائية لتحسن خطوط الكتابة لديهم لتكون بشكل أنيق وليتمكنوا من التعبير بشكل افضل عند السنوات القادمة.

فيما قال بسام فتيني: اتمنى أن تخرج الوزارة من الفكر التقليدي للإدارة الثقيلة، وإعادة فصل التعليم العالي والجامعات عن التعليم ، وفكرة استقلالية أكثر للجامعات مثلها مثل الهيئة الملكية في ينبع او أي هيئة اخرى ن كذلك ان يتم تشغيل الاسر المنتجة في المقاصف ، وأيضا مراجعة رسوم المدارس الاهلية وتحديد السقف.
ويقول د. محمد اورفلي: أتمنى إعادة البطولات الرياضية في المدارس وتبني الوزارة مواهب يرفعوا راية الوطن الغالي ، كذلك توفير اكبر عدد ممكن من حافلات النقل المدرسي ليصبح اكثر راحة. فيما قال عزوز الحسامي: كأولياء أمور نطلب اعادة سلطة المعلم للمدرسة وانتقاء الاكفاء لمهنة التعليم ،وإعادة الوهج والنور لدور المعلّم الحقيقي ورسالة التعليم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *