Page 64 IBRAHIM OGAILY
P. 64
64
/ الكاتب
إبراهيم العقيلي
في مقبرة استغاثة
25/01/2021
أكتب اليوم عن معاناة أجزم أن معظمكم مر ّ ويمر بها كلما قرر أن يذهب إلحدى
مملكة.. المعاناة هي أن من يذهب للمقبرة مقابر مدينة الرياض والمدن الكبرى في ال
للمشاركة في تشييع ومواراة المتوفى يجد نفسه في حيرة كبيرة، وفي حركة دائبة بين
..القبور يبحث عن قبر من ذهب لتشييعه
ولكي ال يقال إن هذا بسبب كــورونـا، فإنه كان هذا يحدث قبل جائحة كــورونـا
ً منا يدور بين القبور ينظر في الوجوه لعله يجد وجها ومازال إلى اليوم.. يظل الواحد
نت يعرفه ليهتدي لقبر من ذهب لتشييعه.. ويظل يتنقل بين القبور.. بخاصة إن كا
الجثامين كثيرة، وهنا تكون المهمة معقدة، فبين حرج سؤال الناس: هل هذا قبر فالن
لدفن، وقد يغادر الناس أو فالنة، ويستمر في السؤال إلى أن تنتهي مهمة المواراة وا
المقبرة وهو لم يهتد لضالته، أو قد يتسلل الملل والحرج إلى داخله فيغادر المقبرة دون
والعزاء.. وزادت هذه اإلشكالية مع جائحة كــورونـا وارتداء شييعأن يؤدي واجب الت
الناس كِمامات غطت وجوههم، فصار من شبه المستحيل أن تعرف حتى أخاك أو ابن
.. ما يحدث في المقابر إرباك وارتباك ال حدود له، وحرج وإحراج ال نظير له.. عمك
ع وظل سنوات وسنوات دون أن يجد من يتصدى لتنظيمه، م
أن التنظيم سهل للغاية
وال يكلف شيئا.. مجرد لوحات خشبية تعد أول مرة ويلصق عليها اسم المتوفى وتوضع
ً
ها من يتجمعون في المقبرة للمشاركة في واقفة بشكل واضح بجانب كل قبر يستدل ب
   59   60   61   62   63   64   65   66   67   68   69