Page 8
P. 8




08 املوافق/25 اأغ�سط�س2017/م ال�سنة88 العدد22031 احلج
اجلمعة/3 ذو احلجة1438/هـ



احلج نزهة اآمنة بعد اأن كان رحلة حمفوفة باملخاطر
































































مركز املعلومات- عبداهلل� صقر على ظهر كل جمل�( سرج خ�سبي) حم�سو ب�سعف
من م�سقة يف ال�سفر وخماطر مهلكة يف الطريق، النخيل يعرف ب( ���ال�����س ُ�� ق��دف) حتى ميكنه حمل
وطبيعة قا�سية يف" حرها وبردها" و�سح يف حاجني على اجلهتني، لت�ستمر الرحلة اإىل مكان
املاء والزاد وخدمات� سبه معدومة ، اإىل� سهولة يعرف با�سم( بحرة) يق�سي فيه احلجاج راحتهم
وي�سر يف الرتحال ، واأم��ان يف ال�سري والتنقل يف طريقهم اإىل مكة املكرمة.
، وم�ساكن وخيام مكيفة ، وخدمات بال حدود واأ�ساف" زي���ن الدين"، اأن رح��ل��ة ال�سفر من
للرفاهية ؛ تطور احل��ج ع��ر الع�سور ، و�سار مكة املكرمة اإىل املدينة املنورة بعد اأداء احلج،
رحلة� سهلة وي�سرية واآم��ن��ة وممتعة يف الوقت ت�ستغرق12 ليلة، متر بع�سرة مواقف خمتلفة،
نف�سه، خا�سة منذ تاأ�سي�س ال��دول��ة ال�سعودية هي: وادي فاطمة، ع�سفان و� سرفو القديد و
، ور���س��دت كُ��ت��ب" اأدب الرحالت" انطباعات رابغ وم�ستورة و بئر ال�سيخ و بئر ح�سن و بئر
لرحالة اأجانب ومفكرين العرب عن رحالت احلج خري�س و بئر دروي�س، مو�سحاً اأن رحلة احلج
قبل اأكرث من ثمانية عقود م�ست ، واأوردت يف يف ذلك الزمان كانت خطرية ومهلكة.
م�سامينها احلديث عن� سخ�سية امللك عبدالعزيز• غياب االأمن
بن عبدالرحمن اآل� سعود- تغمده الله بوا�سع ويذكر" اإبراهيم رفعت� "ساحب كتاب« م��راآة
رحمته- واهتمامه باحلج واحل��ج��اج، وو�سفًا احلرمني» ، اأن على من يريد زي��ارة جبل النور،
دقيقًا ملكة املكرمة وامل�ساعر املقد�سة واملدينة امل��وج��ود ب��ه" غار حراء" ق��رب امل�سجد احل��رام
امل��ن��ورة ق��دمي��اً ، بينما ت�سهد خ��دم��ات احل��ج يف ، اأن ي��ح��م��ل م��ع��ه امل����اء ال���ك���ايف ، و اأن ي��ك��ون
ال�����س��ن��وات الأخ����رية ت��ط��وراً وت��ق��دم��ا ملمو�ساً ، احل��ج��اج على� سكل جماعات يحملون ال�سالح
حيث� سخرت اململكة ما حباها الله من امكانات حتى يدافعون عن اأنف�سهم من الل�سو�س الذين
ل�سمان جودة اخلدمات املقدمة ل�سيوف الرحمن يرتب�سون بهم ل�سلب اأمتعتهم، ويقول رفعت اإن
، وتتزايد اخلدمات( كماً وكيفاً) يف عهد خادم� سلطات ذلك الزمان كانت تقف موقف املتفرج من
احلرمني ال�سريفني امللك� سلمان بن عبد العزيز. هذه الفو�سى واإيذاء النا�س و احلجاج حتى اإنه
و املقارنة بني احلج قدميا واحل��ج يف عهد امللك" ليلة اأن و�سلنا من منى اإىل مكة ح�سل قتال بني
عبد العزيز ؛ هي املقارنة نف�سها بني زمن الفو�سى
الأعراب اأمام ديوان احلكومة دون اأن يبالوا بها،
وع�سر النظام وال��ق��ان��ون واملوؤ�س�سات ، بينما• قتال داخل احلرم رحلة خماطر واأهوال حتولت لأمن واأمان
وقد قتل فيها ثمانية.»
املقارنة بني احلج يف عهد امللك املوؤ�س�س واحلج
اليوم ، ت�سري اإىل توافر المكانات والتقنيات
و تاأكيداً ملا ذكره� ساحب كتاب" مراآة احلرمني"
اليوم اأكرث من ال�سابق ؛ من و�سائل نقل وخدمات ، يورد" حممد طاهر الكردي" يف كتابه« التاريخ
مل تكن متوافرة يف ذاك الزمان ، غري اأن ال�سيء القومي ملكة وبيت الله الكرمي»، ا�ستعال عدد من الرية يف اجلزيرة العربية ، و رغم م�سقة ال�سفر يف رحلة ت�ستغرق� سهرين على اجلمال وم�سياً• مو�صم1927 ال�سحية للحجاج وتفقد مقارهم اأث��ن��اء احل��ج ،
امل�سرتك يف احلج يف عهد املوؤ�س�س وابنائه هو الفنت و القتال داخل حدود احلرم خالل مو�سم عن طريق البحر، حتى اإنهم كانوا ي�سافرون اإىل على الأق���دام، و كان بع�سهم ميوت يف الطريق اهتم امللك عبدالعزيز بعد دخ��ول احلجاز حتت ومن ذلك اأنه اأمر عام1344 ه� بتخ�سي�س طبيب
خدمتهم ل�سيوف الرحمن وتوفري المن والراحة احلج ، ويذكر اأنه يف� سهر احلج من عام1326 بومبي(بومباي) ومنها اإىل جدة مروراً بالبحرين قبل الو�سول اإىل امل�ساعر ب�سبب املر�س اأو لدغ حكمه عام1925 باحلفاظ على اأمن احلجيج، و لكل مقر بعثة حجاج ملعاينة املحتاج منهم ، كما
لهم ، وفق المكانات املتاحة. ه��� ا�ستعلت فتنة ب��ني ال�سفا و ب��اب ال���وداع ، و و قطر و دبي و بندر عبا�س وم�سقط وكرات�سي، الثعابني، و كانوا مي�سون يف جماعات خوفاً من واتخذ اإج��راءات عدة لتحقيق ذلك منها ؛ اإن�ساء اأمر باإن�ساء مدر�سة لتعليم املطوفني ونوابهم عام
• الرحلة قدمياً ترامى الطرفان بالر�سا�س ، و نتج عنها قتل عدة ثم تبحر ال�سفينة من بومبي اإىل عمان ثم املكال قطاع الطرق. فرق ع�سكرية واأمنية تعمل على ا�ستتباب الأمن1347 ه� ح�سن الوفادة ل�سيوف بيت الله احلرام
كانت رحلة احل��ج قدميا حمفوفة باملهالك، فقد" اأنفار" من الع�سكر و املدنيني. وع���دن و ب��رب��رة حتى ت�سل اإىل ج���دة، و كانوا• امللك املوؤ�ص�س.. وحال احلج وتاأمني حياة احلجاج خالل اأدائهم منا�سك احلج م��ن احل��ج��اج وامل��ع��ت��م��ري��ن ، اإىل ج��ان��ب تلقيهم
انت�سرت ع�سابات قطع الطرق على احلجاج ،• الكويت– بومباي– جدة" يتج�سمون هذه امل�سقة و ملدة حوايل ال�سهر جتنباً مع تويل امللك عبدالعزيز اآل� سعود- رحمه الله حتى يعودوا اإىل بلدانهم� ساملني، ما جعل مرا�سل درو�س ً ا يف علوم التوحيد والفقه والعقيدة.
وكان احلجاج ل مي�سون اإل يف جماعة ، ل�سوء ومل ت��ك��ن خم��اط��ر احل���ج وق��ف��اً ع��ل��ى الل�سو�س ملخاطر ال�سفر بالر- . ال�سلطة يف اململكة ، تغري رّ ح��ال رحلة احل��ج ،� سحيفة( مان�سي�سرت جاردين يف بغداد) ي�سيد�" • صك�صبري" يلتقي امللك املوؤ�ص�س
اأح��وال الأم��ن وا�سطرابه ، وعندما كان الرجل و ق���ط���اع ال���ط���رق ف��ح�����س��ب ، ب���ل ك���ان���ت ال��ط��رق• معاناة اأهل اجلزيرة العربية وحت�سنت على مر ال�سنني و�سائل النقل ، فاخت�سر يف تقرير ن�سرته ال�سحيفة بنجاح مو�سم حج وم���ن ب���ني م���ا ذك����ره ال���رح���ال���ة، م���ا اأورده ول��ي��م
ينوي احل��ج ك��ان اأق��رب��اوؤه واأ���س��دق��اوؤه يودعونه التي ي�سلكها احل��ج��اج حمفوفة بخطر ال�سيول و مثل احلجيج من خارج اجلزيرة العربية، كان زم��ن الرحلة م��ن ال�سهور والأي���ام اإىل ال�ساعات ع��ام1927 ، واأب����رز يف م�سامينه ج��ه��ود امللك� سك�سبري يف رحلته التي اأب��رز فيها ما دار يف
وداع الفراق ، وكانوا يقولون" الذاهب للحج والأم��ط��ار ،��� س��واء م��ن داخ���ل اجل��زي��رة العربية من ينوي احل��ج من اأه��ل اجل��زي��رة يعانون اأ�سد والدقائق، ونُظمت اإدارة� سوؤون احل��ج ، باإعادة عبدالعزيز يف خدمة احلجاج. لقائه بامللك عبدالعزيز ع��ام1911 ، وم��ا كتبه
مفقود والعائد منه مولود"، فاحلاج جتتمع عليه اأو خ��ارج��ه��ا ، حتى اإن بع�س ح��ج��اج الكويت املعاناة عند توجههم للحج ، ويغادرون مناطقهم بلورة تنظيم عمل املطوفني، والزمازمة من اأجل• خدمات ال�صحة والطوافة الإجن��ل��ي��زي ج��ريال��د اإيفلني ليت�سمان ع��ن رحلته
املخاطر من كل جانب ، وكانت اجلزيرة العربية يف�سلون ال�سفر بحراً ، لنعدام الأمن يف الطرق� سواء من اجلنوب اأو ال�سرق عقب عيد الفطر خدمة حجاج بيت الله احلرام على اأكمل وجه. كان امللك عبدالعزيز حري�س ً ا على تتبع الأحول ل��ل��ج��زي��رة ال��ع��رب��ي��ة ع���ام1909 ث���م اإىل مدينة
متوج يف الفو�سى وعدم ال�ستقرار، فقد كانت
عبارة عن اإم��ارات وم�سيخات� سغرية، يتعر�س
م��ن يق�سدها اأو ي��غ��ادره��ا اىل ال�سلب والنهب،
وكانت قوافل احلجيج هي اأكرث املت�سررين من
هذه الفو�سى العارمة، فقطاع الطرق ل يراعون
فيهم ذمة، حتى اإنهم كانوا يقتلون جميع من يف
قافلة احلجاج يف بع�س الأحيان ، فكانت اأحوال
احلجاج قبل العهد ال�سعودي خوفاً وهلعاً معظم
اأوق���ات رحلتهم ، اإ�سافة اىل املر�س والإج��ه��اد
ال��ب��دين ، حتى و���س��ل ال�سلب وال�����س��رق��ة ح��دود
احلرم.
� •صهادة ماالوية
"احلاج عبداملاجد زين الدين� "سابط� سوؤون
احل��ج��اج امل��الي��وي��ني يف ال��رب��ع الأول م��ن القرن
الع�سرين، و���س��ف معاناة رح��ل��ة احل��ج يف ذلك
ال���زم���ن ،��� س��م��ن م��و���س��وع��ة" احلج واحل��رم��ني
ال�سريفني" املوجودة ب"�دارة امللك عبدالعزيز"
: اإن رحلة احل��ج يف ذل��ك العهد ت��ب��داأ م��ن حلظة
املغادرة من ميناء جدة اإىل مكة املكرمة يف رحلة
ت�ستغرق ليلتني عن طريق قوافل الإبل، ويو�سع اجلمال و�صلية تنقل احلجاج قدمياً خميمات احلجاج يف امل�صاعر املقد�صة قدمياً
   3   4   5   6   7   8   9   10   11   12   13