Page 8
P. 8
08 املوافق/9 اأكتوبر2017/م ال�سنة88 العدد22069 جدة
االثنني/19 حمرم1439/هـ
املقعد خم�شة اأيام للب�شكة
( احللقة العا�سرة)
وتتو�سع جدة كغريها من مدن اململكة امل�ست�سار
احلبيبة واأخذ ال�سمال ن�سيبه االأكرب
يف ات�ساع مدينة جدة مما ا�سطررنا مروان عبدالفتاح عبدربه
لنقل مقعدنا اىل� سمال جدة.
فكرنا انا و�سقيقي جمدي يف و�سع حارة اليمن
البديل ملقعدنا يف طريق مكة وا�ستقر مبوية البحر.
ال������راأي ال���س��ت��ئ��ج��ار��� س��ال��ي��ه يف اح��د
بالتاأكيد بعد االنتقال من جنوب جده� سليمان بن ظافر واالبن الوليد خالد
منتجعات ابحر ال�سمالية،،،، اىل� سمالها ان تتغري االأ�سماء ويزيد القحطاين واالب��ن عمرو عبدالرحمن
ومت نقل املقعد بحيث ا�سبح مقعدنا� سي ال يُ��ط��اق مم��ا� ساهم يف انتقال الراحة النف�سية. ع���دد اع�����س��اء الب�سكه لتميز امل��ك��ان حبيب
ّ
خم�سة اي���ام للب�سكه وي��وم��ني جلمعة مقعدنا اىل ابحر.... ال�����س��ي ال��وح��ي��د ال����ذي اف��ت��ق��دن��اه يف واجللو�س داميا حتت الهواء الطلق ه���وؤالء االأب��ن��اء ب���داأوا ي�سقوا طريقهم
ال��ع��ائ��ل��ة ب�����س��ب��ب ن��ق��ل م��ع��ظ��م اع�����س��اء ب��داأت الب�سكه يف التاأقلم يف مقعدنا مقعدنا يف البحر ه��و ممار�سة لعبة و َ مم ِ��� ا ميز االنتقال اىل البحر ال��ذي يف م��ع��رتك احل��ي��اه م��ع اأم��ن��ي��ات��ن��ا لهم
َّ
الب�سكه لل�سكن� سمال ج��دة واي�ساً اجل����دي����د واال����س���ت���م���ت���اع ب���ربن���ام���ج البلوت التي كانت اأ�سا�س اجتماعنا� ساهم يف التعرف على اجليل الثاين مب�����س��ت��ق��ب��ل واع������د وك���ل���ي ت���اك���ي���د ان
انتقال كل االخوان واالخوات لل�سكن ال��ري��ا���س��ة ال��ت��ي تتنا�سب م��ع اع��م��ار حينما بدانا املقعد،،،، من اأبناء اأ�سدقاء العمر مب�ساحبتهم جل�ساتهم مع من يكربونهم� سنا� سوف
يف احياء� سمال جدة،،، اع�ساء الب�سكه والتمتع مبنظر البحر كل ذلك يهون حينما ت�ستمتع مبنظر الآب���ائ���ه���م اأم���ث���ال االب�����ن ع��ب��دال��وه��اب تلقي بالذكريات اجلميله م�ستقبال
اأم الكوارث طبعا كلنا نعرف ان ازدحام ال�سوارع واأ�سوات االمواج التي ت�سفي عليك البحر واجلل�سة يف ال�سقاله حماطا وج�����دي ب�������س���اوري واالب������ن ع��ب��دال��ل��ه واىل لقاء قادم بذكريات اجمل
يف ج��دة يف اأوق���ات ال���ذروة وغريها
تاريخ� شور جدة..
م� /ساهر حممد رقام د. عدنان عبدالبديع اليايف
ام�����ت�����داداً مل���ق���ال���� س���اب���ق" زمن الف�سيف�ساء" وحت���دث اب���ن امل��ج��اور ع��ن��� س��ور ج���ده ال��ق��دمي وق����ال: اأن وزي��ادة و�سائل الدفاع وقد حُفر خندق� سيق على طول
اط��ل��ع��ت ع��ل��ى م��ق��ط��ع م���اأخ���وذ م���ن اإح�����دى ال��ه��ف��وات ال�سحابي اجلليل� سلمان الفار�سي- ر�سي الله عنه- هو اإم��ت��داد ال�سور. وهكذا ، تتمتع ج��ده ب�سهرة يف جزيرة
واأهله كانوا قد بنوا هذا ال�سور حول جده عندما� سكنوا العرب باأنها قلعة ح�سينة منيعة. ويقف احلائط القدمي
الف�سائية. يف ذلك املقطع كانت املذيعة ت�ساأل� سيفتها جده. ولكن ابن املجاور مل يذكر اأن��ه� ساهد� سوراً حول على ال�ساطيء مبواجهة املدينة لكنه يف حالة متداعية.
عن� ساأن من� سوؤوننا العامة والتي هي حديث ال�ساعة منذ االأزل اأح���اط االإن�����س��ان االأول م�ساكنه ب��اأ���س��وار حتميه من جده يف وقت زيارته لها يف القرن ال�سابع الهجري مما ويقع ق�سر احلاكم عند الطرف ال�سمايل ، ق��رب النقطة
اأال وهو" قيادة املراأة" ورمبا كان املقطع قدمياً و�سابقاً يوؤ�سر اإىل اأن و�سع ال�سور املتهدم مل يتغري منذ زمن ابن التي يتالقى فيها احلائط اجلديد مع البحر ، وعند الطرف
للأمر ال�سامي ال اأدري ولكن لي�س ه��ذا مو�سوعنا. احليوانات املفرت�سة ومن هجمات الغرباء الطامعني يف ممتلكاته. جبري يف القرن ال�ساد�س الهجري وحتى زمن زيارة ابن اجلنوبي قلعة� سغرية جمهزة بثماين اأو ع�سر بندقيات.
واالأ�������س������وار ح�����ول ال����ق����رى وامل�������دن ق���دمي���ة ق�����دم ال���ت���اري���خ, املجاور جلده بعد ذلك مبائة عام تقريباً. ف�سالً ع��ن ذل��ك ، ه��ن��اك ب��ط��اري��ة مدفعية حل��را���س��ة مدخل
كانت ال�سيفة متحم�سة جداً يف ردها وتردد" اأبداً، ال اأوافق. اإال واحل���اج���ة اإل��ي��ه��ا ك���ان���ت دوم������اً م��ا���س��ة, خ��ا���س��ة ق��ب��ل اإخ�����رتاع وال��و���س��ع نف�سه ينطبق على م��ا ق��ال��ه اب��ن بطوطه اأ�سهر امل��دي��ن��ة وحمايته م��ن جهة البحر ولل�سيطرة على امليناء
ال�سعودية، اإذا� ساقت املراأة هناك� ستح�سل كوارث. هذه كارثة. امل���داف���ع وال���ط���ائ���رات وغ���ره���ا م���ن اأدوات احل�����رب احل��دي��ث��ة. الرحالة الذي زار جده عدة مرات احداها عام727 ه� يف باأ�سره ، وهنا اأي�ساً نُ�س ِ ب َ مدفع قدمي� سخم عليه" ك ُ لَّيه"
بالد احلرمني وتقود فيها امل��راأة؟ يف مكة؟ ثم انتبهت، وحاولت القرن ال�سابع الهجري ومل ياأت بذكر ل�سور يحيط باملدينة تزن خم�سمائة باوند ، وهي من ال�سهرة مبكان يف منطقة
تلطيف اجلو بقولها. اأنا ل�ست� سد قيادة املراأة ال�سعودية. بالعك�س، بالرغم من اأنه قال: اأنه اأقام بجده " نحو اأربعني يوم)5(" البحر االأحمر كلها بحيث اإن� سهرتها هذه فقط تُعد حماية
. مما ي�سري اإىل اأن اأهل جده مل يعيدوا بناء� سورها حتى ملدينة جده.
اأنا اأفرح عندما اأرى� سعوديات يقدن� سيارتهن يف بالدي. اخلوف زمن تلك الزيارة على اأقل تقدير. ويبني بريكهارت اأنه كان جلده من جهة الرب بوابتان وهما
لي�س من ال�سعوديات ولكن من دخيالت قد يقدن� سيارات يف مكة. ويبدو اأن مدينة ج��ده بقيت دون� سور يحيط بها لفرتة باب مكة يف اجلنوب ال�سرقي وباب" املدينة" يف اجلانب
ثم ختمت بقولها" اأنا عندي غرية على ديني واأرى اأن هذا االأمر طويلة. فعندما ج��اء االإي��ط��ايل لودفيكو دى فاريتما بعد ال�سمايل. وق��د اأغلقت م��وؤخ��راً بوابة� سغرية يف احلائط
كارثة" ابن بطوطه باأكرث من مائتي عام وزار جده عام1503( م) اجلنوبي. كما اأن املنطقة املحاطة باحلائط اجلديد( ويبلغ
املوافق908( ه)� مل يكن هناك� سوراً حول جده. حميطها نحو ثالثة االف خ��ط��وه) وبالبحر ال تكرث فيها
هذا تقريباً ملخ�س لذلك املقطع العجيب الغريب. ولي�س الغريب راأي وقد قال دي فاريتما عن هذه املدينة وا�سفاً اإياها: االأبنية. )10(
ال�سيفة فهي ممن اعتلى موجة الفو�سى الف�سائية وقُدمت لنا على" ال يحيط بجده� سور ، واإمنا هي حماطة مبنازل يف غاية ويف عام1834( م) قدم الرحالة موري�س تاميزييه والذي
ِّ ْ
اأنها مطربة ولو اأن ظهورها كان يف عهد العمالقة لظلت تغني على اجلمال ، كاملعتاد يف اإيطاليا. )6( " يعتقد انه كان اأول فرن�سي يزورها ، وقدم لنا تاميزييه يف
ويكاد يكون لودفيكو دى فاريتما اآخر من ذكر من الرحالة كتابه( رحلة يف بالد العرب) و�سفا دقيقا ومف�سال جلده
طريقة املثل ال�سعبي" من داري عنك يللي يف الظالم تغمز" ولكن( ح�سب تاريخ الو�سول اإىل جده) اأنه ال يوجد حول املدينة كما� ساهدها ول�سورها الذي راآه.
خدعوها بقولهم ح�سناء واجلاهالت يغرهن الثناء��� .س��ور. ويتطابق ذل��ك م��ع ال��زم��ن امل��ع��روف لبناء ال�سور يقول تاميزيية وا�سفا� سور جده والتح�سينات التي كانت
غريب مريب اأم��ر هذا االإع��الم ال��ذي اأ�سبح ي�سدر لنا كل من هب االأخري حول جده ، اإذ ت�سري امل�سادر التاريخية اإىل اأن هذا به:
ودب لينظر لنا ويقنن حياتنا وهو لي�س موؤهالً وال كفوؤاً لذلك. ولقد قام ال�سينيون قدمياً بالبدء يف ت�سييد ال�سور العظيم واإمنا هو بنات اأوبر الأن اأوبر معرفة. ال�سور مت بناوؤه يف عام915( ه�) املوافق1509( م)7( ) اأي" اما ال�سور الذي يحيط باملدينة ، فقد كانت تتخلله القالع
ال��ذي مت االنتهاء من بناء اأول اأج��زائ��ه اأثناء عهد حكام" وجمع� سور اأ���س��وار و�سريان ، و�سرت احلائط� سوراً ، حوايل� ستة� سنني بعد تاريخ زيارة لودفيكو دى فاريتما. ، التي تختلف حالتها من واح��ده الأخ��رى ، والتي كانت
وبغ�س النظر عن راأيي ال�سخ�سي يف قيادة امل��راأة، ال اأدري ماذا تريكو� سبحيو– ت�سانعو" مما مكنهم من حماية مملكتهم وت�سورته اإذا علوته ، وت�سور احلائط ت�سلقه. )1( و�سنفرد جزئاً كامالً اإن� ساء الله من هذا املقال للحديث االأجزاء الرئي�سية منها مدعومة وحم�سنة بقطع املدفعية.
ق�سدت بدخيالت؟ وماهو الفرق من ناحية املبداأ، اذا قادت امراأه من هجمات ال�سعوب ال�سمالية. ول��ق��د ذك���رت ك��ت��ب ال��ت��اري��خ��� " س��ور جده" مب��ا يف ذل��ك عن بناء� سور جده الذي� سيده االأمري ح�سني الكردي باأمر وقد� سيدت اإثنتان من القالع وكانتا� سبه جيدتني عموما ،
اإِفريقية اأو اآ�سيوية اأو� سعودية يف� سوارع مكة؟ ماهو الفرق يا ترى؟ وحمايه الأنف�سهم وم�ساكنهم وممتلكاتهم قام� سكان مدينة امل�سادر التاريخية القدمية واحلديثة اإ�سافة اإىل ما كتبه من ال�سلطان اململوكي قان�سوه الغوري للدفاع عن جده من يف كل طرف من اطراف امليناء الرئي�س.
الكارثة، اأن يظهر اأمثال هذه ويت�سدرن ال�سا�سات لي�سمعننا كل غث ج���دة م��ن��ذ االأف ال�سنني ب��ب��ن��اء اأ����س���وار ح���ول ه���ذه املدينة بع�س الرحالة العرب وامل�سلمون والغربيون وغريهم عن الغزو الربتغايل الذي كان مرتقباً يف ذلك التاريخ. وقد� سيدتا خ�سي�سا بغر�س ا�ستغاللهما يف مراقبة اأمن
التاريخية واأح��اط��وا هذه االأ���س��وار بخنادق كانوا ميلوؤنها ه��ذا ال�سور عندما� ساهدوه خ��الل زيارتهم اإىل ج��دة يف والأن الرحالة الدمناركي كار�سنت نيبور جاء اإىل جده عام امليناء وحمايته و�سالمته وقد متت تعلية القلعة الواقعة يف
فال� سمني لديهم فما اأ�سبههم بطبل اأجوف� سوته عال وهو فارغ. مبياه البحر للزيادة يف االأمان ، كما كانوا ي�سيدون االأبراج فرتات زمنية خمتلفة1762 . م اأي بعد بناء ال�سور بحوايل قرنني ون�سف وقبل و�سطهما حديثا ويف الفرتة االأخرية ، كما اأن هناك� سورا
اأخرياً، اأحرتم غريتك على دينك ولكن األي�س االأوىل اأن تبدئي بنف�سك على اأطراف هذه االأ�سوار� . سور جدة يف امل�سادر التاريخية: هدمه بحوايل قرنني فاإنه� ساهده وحتدث عنه بل وقال اأنه عمليا يقوم على اإمتداد الر�سيف اخلا�س بامليناء ي�سل اىل
فتتحجبي وتكفي عن الغناء راأفة بنف�سك وبنا؟ ولقد مت جتديد بناء� سور جده عدة مرات على مر الع�سور اأوال: اأدبيات الرحالة وكتاباتهم: حدد موقعه. ذلك الواقع يف الناحية ال�سمالية.
من قبل اأجيال خمتلفة من اأهلها كان اآخرها عام915 ه- � لعل بع�س اأق��دم امل�سادر التي تناولت تاريخ� سور مدينة يقول نيبور عن ر�سمه خلريطة جده: وتتخلل هذا ال�سور اأربع بوابات تطل على البحر ، وهو
1909م . كان ما كتبه بع�س اأوائ��ل الرحالة قدوماً اإىل مدينة جدة" . ر�سمت خارطة هذه املدينة وحميطها على اللوحة)IV( بذلك يقوم بتكملة نظام التح�سينات اخلا�سة مبدينة جده
و�سنلقي نظرة� سريعة وخمت�سرة على تاريخ�" سور جده" فعلى� سبيل املثال جند ان الرحالة العربي حممد بن اأحمد لكن الب��د من االإ���س��ارة اإىل اأين مل اأق�س اإال اجل��زء الواقع كلها.)11( "
هذا ال�سور ال��ذي اأح��اط باملدينة اأوق��ات��اً ومل يكن له وجود املقد�سي ال��ذي زار جده يف القرن الرابع الهجري عندما من جهة البحر ، ومل يكن باإمكاين اأن اأج��ول يف املدينة اما الرحالة� سارل ديدييه ثاين الفرن�سيني قدوما اىل جده
اأحيانا اأخ��رى ، ثم اأعيد بناوؤه حلمايتها حتى ا�ستطاعت كان يف طريقه اإىل مكة املكرمة الأداء فري�سة احلج ي�سري كلها كما ذكرت� سابقاً. لكني حددت موقع جزء من ال�سور ، والذي زارها عام1854 م فقد راأى ال�سور املحيط بجدة
جده يف عام1367( ه1947 - �م) اأن ت�ستغني عن� سورها يف كتابه( رحلة املقد�سي) اإىل حت�سني جده فيقول:جده: ، وع���ددت م��ن بعيد خطى ع��رب��ي راأي��ت��ه مي�سي ق��رب هذا وحت���دث عنه وو�سفه ب��اإي��ج��از وحت���دث ع��ن بع�س اأع��م��ال
وتتمرد عليه وتتو�سع� سماالً ويف اجتاهات اأخ��رى عندما" مدينة على البحر ، منه اإ�ستق اإ�سمها ، حم�سنة عامرة اأهله ال�سور. )8(" ال�سيانة التي كانت جت ُ ري على ال�سور. يقول ديدييه:
بعد اأن اأراد ال��ل��ه� سبحانه وت��ع��اىل اأن ي�ستتب االأم���ن يف ، اأهل جتارات وي�سار ، خزانة مكة ومطرح اليمن وم�سر وعندما و�سل اأول اأ�سباين يزور جده وهو الرحالة دمنجو" واملدينة حم��اط��ة م��ن اجل��ه��ة االخ���رى ب�سور� سميك ،
جزيرة العرب بعد تاأ�سي�س اململكة العربية ال�سعودية هذا.)2( " باديا ال��ذي� سمي نف�سه( علي بك العبا�سي) عام1806 م مرتفع مبا يكفي ، م�سان� سيانه جيدة ، م�سبوق بحفرة
الكيان الكبري ال��ذي اأ�س�سه واأم��ن طرقه جاللة املغفور له وبعد املقد�سي ب��ح��وايل مئة ع��ام جن��د ان الرحالة امل�سلم اإىل هذا امليناء البحري العريق يف طريقه اإىل مكة املكرمة عميقة ، وعليه اأبراج يف حاله جيدة. )12("
امللك عبدالعزيز بن عبدالرحمن اآل� سعود– رحمه الله- نا�سر خ�سرو علوي ال��ذي ق��دم الأداء فري�سة احل��ج ومر الأداء منا�سك احلج اأقام يف جده فرتة من الزمن وذكر اأنه وبعد رحلة ديدييه قدم اىل جده فرن�سي اآخر ، حيث زارها
فاأ�ستغنت ج��ده عن� سورها واأ�سبحت اآمنة مطمئنه ولله مبدينة ج��ده441( ه)���� يف القرن اخلام�س الهجري اأوائ��ل ك��ان يقطن يف ه��ذه املدينة( م��دة زي��ارت��ه) ح��وايل خم�سة الرحالة جيل– جرفيه كورتلمون عام1890( م) وترك لنا
احلمد. القرن العا�سر امليالدي1050( م) وو�سفها وذكر� سورها اآالف ن�سمة. وو�سف املدينة واأ�سواقها وحتدث عن اأهلها يف كتاب عن رحلته اأحد اأو�سع االو�ساف للمدينة ور�سم
وقبل اأن نلقي ال�سوء على تاريخ� سور مدينة جده قد يكون فقال: وم�ساكنهم وطباعهم وغري ذلك متحدثاً عن املدينة داخل ج��زئ��ا م��ن ال�����س��ور املحيط بها و�سمن ه��ذه ال�����س��ورة يف
من املنا�سب اأن نبداأ بتعريف ال�سور يف اللغة" . جده: وجده مدينة كبرية لها� سور ح�سني وخارج ال�سور. يقول باديا" : يوجد خارج اأ�سوار املدينة كتابه وقال عن جده":اإنها حماطة ب�سور قوي"ولكنه قال
يقول اإبن منظور يف ل�سان العرب: تقع على� ساطئ البحر ، وبها خم�سة االآف رج��ل ، وهي من ناحية الياب�سة جتمع كثري من االأكواخ املاأهولة بال�سكان اأي�سا": اإال اأن هناك فتحات تنت�سر هنا وهناك على طول
ال�سور: حائط املدينة ، مذكر� . سمال البحر( االأح��م��ر) ، وفيها اأ���س��واق جميلة ، وقبلة بكثافة. )9( " ال�سور املهرتئ ، وخا�سة يف اجلنوب ال�سرقي حيث توجد
وينقل ابن منظور قول جرير عندما هجا ابن جرموز فقال: م�سجدها اجلامع ناحية امل�سرق ، ولي�س بخارجها عمارات وبعد زي���ارة علي ب��ك العبا�سي اإىل ج��ده ب��ح��وايل ثمانية بع�س االأحجار املنثوره على االأر�س كاأثر على املكان الذي
ملا اأتى خرب الزبري توا�سعت اأب��داً ، عدا امل�سجد املعروف مب�سجد ر�سول الله� سلى الله اأعوام و�سل اإىل جده اأول رحالة� سوي�سري يزورها وهو كان يوجد فيه� سور املدينة قدميا.)13(
�سور املدينة واجلبال اخل�سع عليه و�سلم. ولها بوابتان اإحداهما� سرقيه توؤدي اإىل مكة ، الرحالة ال�سهري جون لوي�س بريكهارت قادماً من م�سر ول��روؤي��ة�" سور جده" ب��اأع��ني عربية فاإننا� سن�ستعر�س
يقول ابن منظور: فاإنه اأنث ال�سور الأنه بع�س املدينة ، فكاأنه والثانية غربية توؤدي اإىل البحر. )3( " عام1814( م. ) حالة ال�سور واملدينة بح�سب و�سف الرحالة العربي"
قال: توا�سعت املدينة ، واالألف والالم يف اخل�سع زائدة اإذا ويبدوا اأن املدينة قد� سغرت وانكم�ست وتهدم� سورها وق��د ق��ام بريكهارت خ��الل االأرب��ع��ني يوماً التي مكثها يف البتنوين" الذي زار جده عام1909( م) يف معية خديوي
كان خرباً كقوله: نتيجة ظروف طبيعية واقت�سادية وغريها خالل املائة عام جده بت�سجيل م�ساهداته عن هذه املدينة واأ�سواقها واأهلها م�سر( عبا�س حلمي با�سا الثاين)وكتب كتابا عن رحلته
لقد نهيتك عن بنات االأوبر. التي تلت زيارة نا�سر خ�سرو علوي لها. لذا فاإن الرحالة وم�ساكنهم وعاداتهم وطبائعهم تلك، وو�سف فيه املدينة ومن�سئاتها و�سورها.
كما و�سف اأع��داد الدكاكني واملحالت التجارية واملقاهي يقول البتنوين وا�سفا� سور جده يف كتابه:
ال��ع��رب��ي اب���ن ج��ب��ري ال���ذي زار ج���دة يف ال��ق��رن ال�����س��اد���س واخل��دم��ات وغ��ريه��ا و�سجل ك��ل ذل��ك ت�سجيالً تف�سيلياً" يحيط بجده� سور له خم�سة اأ�سلع. فالغربي منها على
الهجري ع��ام578( ه1082( / )����م) بعد ح��وايل مئة عام رمب��ا ك��ان غ��ري م�سبوق. ل��ذا ف���اإن رح��ل��ة ب��ريك��ه��ارت اإىل البحر وطوله576 م��رتا ، وال�سرقي اجلنوبي315 م��رتاً ،
م��ن زي���ارة نا�سر خ�سرو لها ق��د وج��ده��ا ب��خ��الف م��ا رائ��ه جده( وغريها من مدن وحمطات احلج) تعترب اإحدى اأهم واجلنوبي810 مرتاً. وهذا ال�سور بناه ال�سلطان الغوري
بالبلدي البنت ت�شوق عندنا نا�سر خ�سرو فاأعطى لنا و�سفا للمدينة و�سورها يختلف الرحالت امل�سجلة اإىل هذه املدن املختلفة وقد� سمن كل ذلك ملك م�سر يف� سنة915( ه)����� ملنع االف���رجن ال��ذي��ن كانوا
كثرياً عما قاله خ�سرو حتى ان ابن جبري قال عن جده: انها يف كتاب معروف عن رحلته. وقام بريكهارت بو�سف ابتدئوا يف ا�ستعمار ال�سرق من طلوعهم اإىل جده وقد اأفاد
"قرية" يقول اإبن جبري– رحمه الله� : -سور جده وحت�سيناته و�سفاً دقيقاً. فائدة تذكر يف منع الربتغاليني من الدخول اإليها يف� سنة
ي���ق���ول���وا م��اي�����س��ر ال��ب��ن��ت ت�����س��وق ع��ن��دن��ا" اأما جُ��ده فهي قرية على� ساحل البحر امل��ذك��ور ، اأك��رث ويخربنا بريكهارت اأن ال�سور الذي بناه ح�سني الكردي948( ه)� واأ�سلتهم قلعتها هذه ال�سغرية ناراً حامية فروا
بيوتها اأخ�سا�س ، وفيها فنادق مبنية باحلجارة والطني عام915( ه)� باأمر ال�سلطان قان�سوه الغوري كان قد تهدم منها اإىل مراكبهم تاركني ما كان معهم من الذخائر. )14("
وان�������ه دا���� س���ي م����و م���ق���ب���ول يف ع��رف��ن��ا ويف اأعالها بيوت من االأخ�سا�س كالغرف ،ولها� سطوح ودمر تقريباً واأن ال�سور الذي راآه بريكهارت كان قد بني وقبل هدم� سور جده بحوايل ع�سرة اأعوام زارها الطبيب
ومل����ا ت�����س��األ��ه��م.. ه�����و ح�����رام يف��� س��رع��ن��ا؟ ي�سرتاح فيها بالليل من اأذى احلر. وبهذه القرية اآثار قدمية باأيدي� سكان جده قبل عدة� سنوات من زيارته للمدينة عام اللبناين الدكتور عبدالغني� سهنبدر على راأ�س بعثة حجاج
�سارة بن ح ِ مد تدل على انها كانت مدينة قدمية ، واأثر� سورها املحدق بها1229( ه1814/�م. ) طبية لبنانية عام1936( م) ووثق رحلته يف كتاب خمت�سر
ي��ق��ول��وا ل..ب�������س م��ان��ق��ب��ل��ه اب����دا لأخ��ت��ن��ا! باق اإىل اليوم.)4( اأي اأن هناك� سور اآخر مت بناوؤه حول جده مما يعني اأنه� سجل ف��ي��ه م�����س��اه��دات��ه ع��ن ج���ده واأه��ل��ه��ا ك��م��ا حت���دث عن
ي��ع��ن��ي ع�����ادي ت���ك���ون م���ع اإن�������س���ان غ��ري��ب اإذاً فاإبن جبري يذكر اأنه راأى يف القرن ال�ساد�س الهجري كان قد بُني جل ُ ده اأربع اأ�سوار على االأقل منذ ال�سور الذي� سورها فقال" :وهي( جده) اأمام� سواكن االأفريقية تقريبا
م��اه��و م حَ��� رم ل��ه��ا ول ح��ت��ى ب��ال��دم ق��ري��ب! ت����را ه���و اخ��ت��ي��ار م���اه���و اج���ب���ار وال�����س��ام اأث���ر ال�����س��ور ال���ذي ك��ان مبنيا و���س��اه��ده ك��ل م��ن املقد�سي قيل اأن ال�سحابي� سليمان الفار�سي- ر�سي الله عنه- هو حماطة ب�سور قدمي له اأبواب� سته وهي ، باب املدينة ، وباب
وم���اي���خ���ال���ف اأي اأم�����ر يف دي����ن الإ����س���ام ون��ا���س��ر خ�سرو يف ال��ق��رن��ني ال��راب��ع ال��ه��ج��ري واخلام�س واأهله كانوا قد بنوه قبل االإ�سالم عندما ا�ستوطنوا جُدة. مكة ، وباب ال�سريف ، وباب البحر وباب املغاربة ، وباب
امل��ه��م ع��ن��ده��م ان���ه ك��ام��ه��م ه��و ايل ي�سيب امل���و����س���وع م��اي��ح��ت��اج زي������ادة ولت��ط��وي��ل الهجري عندما زارا جده مما يوؤكد رواية كل منهم. وقال عن هذا ال�سور اجلديد" : اأما بنية احلائط احلالية ال�سهداء.)15( "
ح��ق��ي��ق��ي م���ااأق���در اأق�����ول اإل��� س��ي ع��ج��ي��ب! ويف ال��ق��رن ال�سابع الهجري ق��دم الرحالة امل�سلم اإب��ن فاإنها تعترب ح��اج��زاً كافياً للعرب ال��ذي��ن ال ميتلكون اأي هكذا بدى� سور جده للرحالة الذين� ساهدوه وو�سفوه
ح��كِ��مّ��وا ع��ق��ول��ك��م ق��ب��ل م��ات��ن��ط��ق��وا ال��ك��ام ب��ب�����س��اط��ة ك����ل���� س���ي مم���ك���ن ي���ك���ون ج��م��ي��ل املجاور اإىل جده ور�سم لها اأقدم خريطة معروفة وما زالت مدفعية. " لنا اأو غاب عن الذين زاروا املدينة يف اأوقات واأزمنة كان
ون����ق����در م��ان��خ��ل��ي ل��ل��م�����س��اك��ل اأي��� س��ب��ي��ل هذه اخلريطة موجودة( يوجد ذكر خلرائط اأقدم من خريطة وي�سف بريكهارت ال�سور ومن�ساآته فيقول" : وق��د مت ال�سور متهمدماً فيها فوثقوا ذلك وبينوا اأنه مل يكن جلده
وت���ب���داأوا ب��ال��ن��ق��د ال��ك��ت��ر وت���زي���دوا امل��ام اذا ك��ل واح���د فينا ال��ت��زم ب��اخلُ��ل��ق النبيل ابن املجاور اال انها فُقِدت ومل تكت�سف اىل اليوم.) تدعيم احل��ائ��ط عند ك��ل اأرب��ع��ني اأو خم�سني خطوة لدعم� سور يحيطها اإبان زيارتهم لها.