Page 5
P. 5
محليات
ال�سبت5 ربيع الأول1441 هـ املوافق 2 نوفمرب2019 م ال�سنة89 العدد5 2 2806
تقترح إنشاء مراكز عالج لمدمني األجهزة الذكية
مختصون: ال مفر من التقنية واألهم القدوة واإلشباع العاطفي
جدة– فاطمة حممد
�سهد العامل نقلة تقنية هائلة، كان من نتاجها التطور املذهل يف جمال الت�سالت التي مهدت لهيمنة الهواتف اجلوالة بكل ما حتتويه من مهام تتجدد بني كل فرتة واأخرى لي�سبح هذا اجلهاز ال�سغري اأكرث قدرة
على فر�ض� سيطرته على الإن�سان، وبغ�ض النظر عن اإيجابياته واإ�سهامه يف ترقية احلياة الإن�سانية، اإل اأن الن�سغال به اأ�سحى م�سكلة لدى الكثريين يف جميع بقاع العامل حتى و�سل حد الإدمان، الذي ميثل حالة
من ال�سطراب النف�سي الذى ي�سعب على ال�سخ�ض النف�سال والبتعاد عنه. لقد بلغ الإنفاق ال�سنوي العاملي على� سراء الهواتف الذكية مليارات الدولرات فيما� سرقت الزمن من م�ستخدميها خا�سة يف الدول النامية
ً
وعر�ست حياة الأطفال وال�سباب لال�سطراب والبلبلة واأحيانا التاأثر ال�سديد بالأ�سعة ال�سادرة عنها( .البالد) ا�ست�سعرت خطورة ال�ستخدام املفرط لهذه الأجهزة فطرحت على عدد من املخت�سني فكرة اإيجاد مراكز
خا�سة لعالج املدمنني من الأجهزة الذكية، الذين اأكدوا افتتاح مثل هذه املراكز يف عدد من الدول الغربية؛ باعتبارها م�سكلة ذات انعكا�سات� سحية واجتماعية، واأو�سوا بتخ�سي�ض عيادات لفئة مدمني الأجهزة
والألعاب الإلكرتونية وتكثيف املعاجلات الوقائية وحمالت التوعية فيما عار�ض الفكرة اآخرون.
ربا الأحمدي، اأم لأربعة اأطفال، اأيــدت فكرة وجود هذه
املــراكــز؛� سريطة األ تتعار�ض مع مواعيد درا�سة الطالب، دراسات حديثة
ُ
وترى اأنها يف حال طبقت� ستجعل الطفل ينتقل اإىل مرحلة
التعود على تركه. اأما نرميان عبدالله، فتعاين من ارتباط
اأبنائها بهواتفهم الــذكــيــة، وتــوؤيــد ب�سدة الفكرة مبوجب قالت تو�سيات اأعدها خرباء يف طب ل�ستخدام الأطــفــال لل�سا�سات يف بحث
ً
جدول تخ�س�سه هذه املراكز لالأطفال. املحا�سر يف الإدارة الأطــفــال: اإن العتقاد ال�سائد بــاأن هناك ن�سر تزامنا معها، ما اأثــار جــدل حول ما
ً
والتخطيط الرتبوي واجلودة الأكادميية ماجد احلقيب تقبل خطرا على الأطفال من ا�ستخدام الأجهزة اإذا كان ينبغي و�سع قيود على ا�ستخدام
فكرة وجود مراكز خا�سة ملدمني الأجهزة، قائال: يف بع�ض الإلكرتونية ذات ال�سا�سات امل�سيئة ل الأطفال لالأجهزة ذات ال�سا�سات.
ً
ُ
الــدول الغربية مت افتتاح بع�ض الأق�سام ملعاجلة الإدمــان ي�ستند على اأدلــة علمية كافية. واأ�سارت يف غــ�ــســون ذلـــــك، نــ�ــســرت درا�ـــســـة
على الأجــهــزة؛ باعتبارها م�سكلة ذات انعكا�سات� سحية اإىل اأنه لي�ض على الوالدين القلق ب�ساأن منف�سلة رجحت اأن فر�ض ظهور اأعرا�ض
واجتماعية، وعليه فاإنني اأو�سي وب�سدة يف اأن تخ�س�ض ماجد احلقيب� سوزان� سنبل� سجاع القحطاين ا�ستخدام الأطفال لل�سا�سات؛ طاملا اأنهم الكتئاب لــدى الفتيات يف� سن الرابعة
عــيــادات نف�سية و�سلوكية لفئة مدمني الأجــهــزة والألــعــاب ت�سري اإىل اأن الأطفال غالبا ما يتاأثرون بالقدوة والقتداء يتابعون اأوقــات ا�ستخدام الأطفال لهذه ع�سرة ب�سبب ا�ستخدام مواقع و�سبكات
ً
الإلكرتونية وتكثيف املعاجلات الوقائية من خالل و�سائل وجود األهل يغني عن المراكز اأكـــرث مــن الن�سيحة وتوجيه الــكــالم، مبعنى على� سبيل الأجــهــزة. ورغــم اأن هــذه التو�سيات مل التوا�سل الجتماعي ت�سل اإىل� سعف تلك
الإعالم ومناهج التعليم وحمالت التوعية املوجهة وبخا�سة عفاف احلربي، طالبة جامعية عار�ست الفكرة، ول تعترب املثال دوري كــاأب اأن اأعطي ن�سائح عن ال�سالة وال�سدق حتــدد مــدة زمنية معينة للجلو�ض اأمــام الفر�ض لدى الفتيان.
لفئة ال�سباب واملراهقني." واأ�ساف: ل� سك اأن الأمر ي�سكل ارتباط الطفل بالأجهزة اإدمانا، وترى اأن وجود الأهل بجانبه والأمانة وال�سلوك ال�سليم ولكن لن توؤثر فيهم اإل يف حالة اأجهزة احلا�سب الآيل والأجهزة اللوحية من جانب اآخر، حذرت درا�سة حديثة
خطورة� سحية واجتماعية حيث بلغت التاأثريات جمالت وتقدمي الن�سح له يغنيه عن تلك املراكز، ومن وجهة نظرها اإذا راآين طفلي واأنا اأطبق تلك الن�سائح كذهابي اإىل امل�سجد والــهــواتــف الذكية، فاإنها ن�سحت بعدم مــن تــاأثــري الــهــواتــف الــذكــيــة على� سحة
وا�سعة� سملت ال�سحة النف�سية وكذلك اآلم الرقبة والفقرات باأنه اأمر غري� سحي� سواء للطفل اأو املراهق واأنه ي�ستحيل اأن واللتزام مبكارم الأخالق ، لذلك اإذا اأراد الآباء تغيري� سلوك ا�ستخدامها يف ال�ساعات التي ت�سبق وقت الأطــفــال، وقــال الأطــبــاء: اإن ال�ستهالك
وتقو�ض الظهر وغــريهــا، كما اأن الأ�ــســرار� سملت ال�سحة ي�ستغني الأطفال عن هذه الأجهزة اأو التكنولوجيا، فقد باتت اأبنائهم عليهم اأن يوؤمنوا باأن القدوة والقتداء هي اأف�سل النوم مبا�سرة. املــفــرط لــالأجــهــزة الــذكــيــة لـــدى الأطــفــال
ً
ً
الجتماعية واملتمثلة يف العالقات الجتماعية والأ�ــســرة اأمراأ رئي�سا ومهما يف حياتهم. طريقة لتغيري اأبنائهم، وذلك ينطبق على الأجهزة الذكية. وقــال خــرباء: اإنــه من املهم األ ياأتي يبطئ تطور اللغة ولــه� سلة با�سطراب
واخــتــالل القيام بــالــواجــبــات الأ�ــســريــة كــالأمــومــة والأبـــوة ا�ــســتــخــدام هـــذه الأجـــهـــزة عــلــى ح�ساب نق�ض النتباه مع فــرط الن�ساط، ،بينما
والإ�سراف الأبوي، وغري ذلك من مظاهر التفكك والختالل استراحة قصيرة� ساعات النوم، والتمرينات الريا�سية، اأو حتذر درا�سات اأخــرى من تاأثري الأجهزة
الأ�سري والجتماعي، ومل تقت�سر الأ�سرار على ذلك بل تعدت ويقرتح اخلبري التقني نزيه مكوار ا�سرتاحة من تلك ق�ساء الوقت مع الأ�سرة. الذكية على� سلوك ال�سغار.
هــذا كله اإىل الأ�ــســرار الأمنية والتي اأ�سبحت تهدد ال�سلم التقنيات التي ن�ستخدمها؛ اإمــا للمعرفة اأو للرتفيه وتـــنـــاولـــت الــتــو�ــســيــات والكثري من الدرا�سات الأخــرى التي
ً
الجتماعي وتف�سي الأفكار الهدامة واجلرمية والرتويج لتلك والتي ت�سكل� سغوطا نف�سية واجتماعية وتكون بــالــنــقــد مــراجــعــة لــالأدلــة اأجريت يف جمال تقييم املخاطر لألعاب
ويــرى احلقيب اأن اخلطر لي�ض حم�سورا على العائلة، معتربا اأن وجود التكنولوجيا بات% 53 والــفــهــم، بــالإ�ــســافــة اإىل نــ�ــســوء بع�ض
الــعــلــمــيــة عــلــى
الأطــفــال الإلــكــرتونــيــة حـــذرت مــن تاأثري
ال�سرتاحة من3 اإىل5 اأيام، حتى ي�ستطيع
ال�سلوكيات املنحرفة واملوؤذية".
الأ�ـــــــــــســـــــــــرار
الإ�ــســعــاعــات الكهرومغناطي�سية التي
الإنــ�ــســان ممــار�ــســة حــيــاتــه الطبيعية،
جيل صامت
ً
املـــحـــتـــمـــلـــة
تنبعث منها عــلــى الأطـــفـــال عــلــى املــدى
الطويل، وبينت تلك الدرا�سات اأن لهذه
ً
مـــن الــ�ــســروريــات يف حــيــاة كل
ً
الأ�ــســعــة تــاأثــريا على حــالتــهــم النف�سية
�ــســخــ�ــض. ويف ذات الجتــــاه
بل ت�سل هذه امل�ساوئ اإىل املجتمع كافة، ليقع العبء على
وال�سحية وال�سلوكية، اإذ ميكن اأن ت�سبب
تـــرى املــ�ــســتــ�ــســارة الــرتبــويــة
الأ�سرة وهي املت�سرر الأول؛ اإذ اإنها متثل خط الدفاع لن�ساأة
ً
مــ�ــســاعــب يف قــدراتــهــم عــلــى الــتــعــلــم من
والتعليمية الدكتورة وفاء
املجتمع، وا�سفا جيل اليوم باأنه اجليل ال�سامت الــذي ل
خالل انخفا�ض م�ستوى الرتكيز و�سعف
ً
الطجل، اأن حتديد� ساعات
يجيد لغة احلوار داخل حميط الأ�سرة، مُعتربا اأن مايعانيه
ً
الــذاكــرة ونق�ض القدرة على ال�ستيعاب
ً
اأفــ�ــســل احلـــلـــول� ــســواء
اإىل اأن احلل ياأتي من الأ�سرة التي يفرت�ض اأن تكون وطيدة
الأطفال و�سباب اليوم ناجتا عن قلة توجيه الأهل لهم م�سريا خــا�ــســة لــال�ــســتــخــدام، هو ال�سلوكيات العدوانية غري املربرة.
لالأطفال اأو املراهقني.
من خالل عالقة الطفل بوالديه، مع احلفاظ على حماورتهم
با�ستمرار؛ كــون الطفل يحتاج فعليا اإىل اإ�ــســبــاع عاطفي ال�ـــــســـــتـــــ�ـــــســـــاري يتفقدون هواتفهم الذكية دراسات حديثة للمخاطر الصحية
من المستخدمين
ً
واقع يجب تقبله
وروحي الذي بالكاد يحد من ارتباطه بالأجهزة الذكية لفرتة
طويلة.
الجــتــمــاعــي والأ�ـــســـري
المراكز ضرورة� سجاع القحطاين اأكــد اأن فور االستيقاظ من النوم
وترى امل�ست�سارة النف�سية� سوزان� سنبل اأن فكرة اإن�ساء من تقبله، قــائــال: يفرت�ض على% 50 % 66
وجـــود هــذه الأجــهــزة بات
ً
واقـــعـــا، ولمـــفـــر مــنــه ولبـــد
هــذه املراكز على غــرار م�سحات املعاجلة من الإدمـــان على
ً
ً
املــخــدرات مــن الــ�ــســروريــات، وقــالــت: اإن كــثــريا مــن الــدول
الآبــــــاء والأمــــهــــات والــرتبــويــني
ً
اجتهت لإن�ساء هذه املراكز ومنها كوريا، التي وجدت بعد م�ساعدتهم على ا�ستخدام الأجــهــزة
اأبــحــاث اأن هناك� سبابا مدمنون على ا�ستخدام هواتفهم،
الأمر الذي اأ�سعف من اإنتاجهم ومن اقت�ساد البلد، وجنحت الــذكــيــة بطريقة� سحيحة، وتخ�سي�ض يصابون بالتوتر من المراهقين والشباب
جزء من وقتهم ملمار�سة الأن�سطة الريا�سية
بنتائجها.
وا�ستطردت قائلة: الأمــر لي�ض جمرد اإدمــان معنوي اأو وم�ساعدتهم على ذلـــك، مــن خــالل احلــر�ــض على والذعر عند فقدان اعترفوا بإدمانهم على
ً
جمــازي هو اإدمـــان اإذا مور�ست خطوات غري مدرو�سة من احت�سانهم اإىل عــوامل حركية ذهنية؛ حتى ن�ستطيع اأن هواتفهم الذكية هواتفهم الذكية
اأن يكون املحتوى مفيدا، ويف اجلانب الآخر حماولة
الأ�سرة اأو املجتمع قد توؤدي اإىل نتائج غري حممودة، فوجود
هــذه املــراكــز� ــســرورة لأنــهــا� ستكون مفعلة مــن قبل جهات جنعلهم يعي�سون الواقع واكت�ساب مهارات جديدة وعدم% 77 % 49
ً
امليل للعزلة. وا�ستطرد القحطاين قــائــال: التكنولوجيا
خمت�سة لديها طرق� سحيحة للعالج ب�سكل منظم و�سحيح.
والــثــورة املعلوماتية لها دور كبري يف عملية التوا�سل
وتعرف الدكتورة� سوزان اإدمان الأجهزة، باأنها حالة من
بني اأفــراد الأ�سرة ولكن الدرا�سات النف�سية والجتماعية
ال�سطراب النف�سي، حيث ي�سعب على ال�سخ�ض النف�سال
ً
اأو البتعاد عن ا�ستخدام الهاتف املحمول، م�سرية اإىل
اأن ال�سخ�ض قد ي�سل اإىل مرحلة الإدمان عندما ليكون اعترفوا أنهم ال من المراهقين واألهالي
بحاجة اإىل الــهــاتــف ولكنه ي�ستخدمه يف اأي وقــت، يمكنهم العيش دون تجادلوا حول استخدام
وتندرج حالة الإدمــان من املر�سية اإىل اخلوف
من فقدان الهاتف وترى اأن ت�سبق اإن�ساء املراكز هواتفهم الذكية الهواتف الذكية
حملة توعوية لفعالية واأهمية الــعــالج؛ كون
اأن هناك� سبابا� سيعار�سون الأمر ب�سدة لعدم% 10 % 75
اإميانهم باأن لديهم م�سكلة.
األعراض االنسحابية
واأ�سافت": الذي ليعرفه البع�ض اأن الأعرا�ض
الن�سحابية الناجتة من اإدمــان الأجهزة الذكية هي يتصفحون اإلنترنت من شديدي اإلدمان
ذات الأعــرا�ــض الن�سحابية مــن اإدمـــان املــخــدرات،
لأننا عندما مننع الطفل بطريقة غري مقننة� سي�سعر ويجرون محادثات يلمسون هواتفهم
باأعرا�ض م�سابهة وهي� سداع، ارتعا�ض، تعرق، غثيان، نصية مع آخرين5427 مرة في اليوم
نق�ض يف الوزن، قلق وخوف، وا�سطراب وعزلة� سديدة
2617
توؤدي اإىل الكتئاب وقد تهدد حياته فيما بعد لت�سل اإىل يلمس المستخدمون هواتفهم بمعدل مرة في اليوم
النتحار.