القاهرة – عمر رأفت- البلاد – وكالات
بعد أن أصابها اليأس والإحباط لعدم وجود مخرج لها من المأزق الذي أدخلت نفسها فيه بالاعتداء على المنشآت النفطية السعودية، اتجهت إيران إلى خيار التصعيد ضد أمريكاً بتهديدها مباشرة، بأن الرد الإيراني سيكون أكبر على الولايات المتحدة وحلفائها حال أصاب طهران مكروه.
وفيما يدرس الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الخيارات العسكرية المقدمة له من البنتاغون للرد على اعتداءت إيران على المنشآت النفطية السعودية، هدد أحد القادة العسكريين الإيرانيين بالرد على أي استهداف، حسب وكالة الأنباء الإيرانية، التي نقلت عن مستشار المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، الجنرال يحيى رحيم صفوي أمس (الجمعة) قوله: “إن إيران سترد من البحر المتوسط إلى المحيط الهندي على أي مؤامرات أمريكية”، في ظل تفاقم التوتر بعد الهجوم الذي طال منشأتي نفط بالسعودية يوم السبت الماضي.
ونسبت الوكالة إلى الجنرال صفوي قوله: “سنرد على الأمريكيين من البحر المتوسط إلى البحر الأحمر والمحيط الهندي”. وعُرضت على ترمب أمس قائمة بالأهداف المحتملة للضربات الجوية داخل إيران، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المجتمع الدولي إلى التحلي بـ”أعصاب حديدية”؛ بغية تفادي اندلاع حرب مدمرة في الخليج، على خلفية التوتر الإقليمي المتصاعد.
وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون، وفقا لوكالة “أسوشيتد برس”: إن البنتاغون وضع مجموعة من الخيارات العسكرية على طاولة الرئيس الأمريكي، بينما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن المسؤولين العسكريين قولهم: إن البنتاغون يدرس خيار إرسال المزيد من بطاريات الدفاع الجوي، فضلا عن طائرات ومعدات مراقبة إلى منطقة الخليج لتعزيز دفاعاتها بعد هجمات أرامكو، كما يدرس من بين عدة خيارات أخرى، الإبقاء على حاملة طائرات واحدة على الأقل في المنطقة بالمستقبل المنظور.
وأكد السيناتور الجمهوري ماركو روبيو، أن إيران تقف- بلا شك – وراء الهجوم الذي استهدف منشأتي نفط تابعتين لشركة أرامكو في السعودية، مبيناً في لقاء مع “العربية”، أن “الرد الأكثر تأثيراً وفائدة يكمن الآن في انتزاع حالة النكران التي يسعون للتذرع بها بشأن دورهم في هذا الهجوم”. وتابع: “إنها إيران بكل تأكيد، والدليل دامغ لا محالة، ونأمل أن نستطيع تقديمه، وكنت قد أخبرت الرئيس هذا الصباح عن أملي بأن نميط اللثام عنه للعالم ليرى ذلك”، فيما يتوقع خبراء أن تكون هناك 5 أهداف رئيسة يمكن توجيه ضربات عسكرية إليها حال إصدار قرار بذلك. إلى ذلك، كشف مسؤول تنفيذي في شركة “أرامكو” السعودية، أمس، معلومات جديدة عن الهجوم الذي استهدف منشآت نفطية في السعودية السبت الماضي، وأدى إلى خفض إنتاج المملكة بنحو النصف.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول تنفيذي في الشركة السعودية، أن الهجوم على منشأة خريص النفطية استهدف 4 مواقع في مصانع إنتاج النفط، مشيراً إلى أنه في الوقت الذي كان فريق من “أرامكو” يتعامل مع الحرائق الأولى توالت المزيد من الضربات وجرى إجلاء 110 موظفين فوراً.
في السياق ذاته، أكد سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني حق السعودية الكامل في الرد على استهداف أراضيها، مشيراً إلى أن الهجوم على معامل شركة “أرامكو” السعودية يعد حدثاً خطيراً. وأضاف الحريري، خلال لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس في قصر الإليزيه، أن باريس تعمل على خطة لتهدئة الوضع في الشرق الأوسط.