نرمين عباس
يأتي شهر سبتمبر بذكري عيد الميلاد الـ200 لملحنة اسمها مألوف ، لكن ميراثها الإبداعي يستحق اعترافًا أكبر بكثير
روبرت شومان من بين أكثر الأسماء شهرة في الموسيقى الكلاسيكية بالنسبة لمعظم الناس الذين يحبون الإستماع للأعمال الشعرية
لكن لمن لا يعرف فإن كلارا شومان هي زوجة روبرت شومان!
والتي يحل عيد ميلادها الـ 200 في 13 سبتمبر القادم
وهي عازفة بيانو مشهورة في وقتها، والموسيقي التي كتبتها كانت جزءاً معترف به من قصة الرومانسية الموسيقية في القرن التاسع عشر
ولكن حتى يومنا هذا ، تركزت الإشارات إلي أن كلارا لم يكن لها تأثير في حياة زوجها روبرت والموسيقي التي يقدمها
ناهيك عن تكهنات وثرثرة حول علاقتها مع برامز ، وهي الصديقة المقربة للزوجين
توقفت كلارا عن التأليف بعد وفاة زوجها روبرت المبكرة في عام 1856
وكان عمره 46 عامًا وكان عمرها 37 عامًا فقط! ، بالنسبة لعمرها كانت أعمالها صغيرة نسبيًا
فهي قدمت 23 عملاً منشوراً فقط! ، وتتألف من مقطوعات بيانو منفردًا
وموسيقى الحجرة أو موسيقي الصالون ، وكتاب الأغاني
قدمت كلارا فيهم الرومانسية بنظرة عامة جذابة علي أسلوبها كملحنة موسيقية
بدءاً من سرد شخصي حار لبيانو كونشيرتو وهي القصة التي لعبتها السيدة داونز والتي كتبتها كلارا في سن المراهقة
وظهر هذا العمل لأول مرة متأخراً في مهرجان الحفلات الموسيقية لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في 18 أغسطس
ولكن بالرغم من ملاحظة لمسة كلارا شومان في أعمال زوجها روبورت
إلا أن الإعتراف بوجودها كعازفة للبيانو لم يكن بالقدر الكافي الذي يسرد روعة أعمالها
فموسيقي كلارا تعبر عن شخصية ماهرة عظيمة وشخصًا متحمسًا للغاية
ولمن تابع أعمال زوجها يجد حتى في الأجزاء المبكرة لشومان إحساسًا كامنًا بالحزن كالحزن منذ الطفولة المبكرة
وبدأت كلارا في التأليف المبكر في شبابها قبل زواجها
حيث دهشت الجماهير بمؤلفاتها وأثارتهم بعزفها ، الأمر الذي جعلها تحصل على سمعة دولية جيدة
حتي دخل روبرت حياتها لأول مرة عندما أصبح طالبًا لوالدها
وركز مؤلفاته الأولية على الموسيقى من أجل البيانو المنفرد
وكانت كلارا هي أول من شجعت زوجها والذي تزوجته رغم معارضة والدها لتلك الزيجة
علي كتابة بيانو كونشيرتو الذي عرضته ولعبته كثيرًا
عموماً ، كانت كلارا شومان امرأة عصر النهضة فهي امرأة ذكية للغاية يمكنها القيام بأعمال كثيرة
فهي ليست ملحنة ومؤدية فقط ، ولكن أيضًا لها لمسة في تشكيل أجيال من عازفي البيانو وكذلك جهودها في تحرير أعمال زوجها الراحل
المثير للدهشة أن تلك المرأة الرائعة في الوقت نفسه
كانت تتولي تربية ودعم سبعة أطفال توفي الثامن منهم وهو رضيع!
بالنهاية يبقي إسم كلارا شومان مرتبط بشعور بالحزن
لأن كلارا لم ينتهي بها الأمر إلى تأليف وتقديم أعمال بقدر ما تستطيع
لأن كان لديها الكثير من الأشياء الأخرى التي كانت مكرسة لها وآمنة بها جعلتها تبتعد وتتخلي عن التأليف