•• أثق كما يثق الكثيرون غيري يا أمير منصور، أن الأهلي بالنسبة لك حياة، وأنك لم تعد بعد هذا الغياب الطويل إلا عشقًا ورغبة في خدمته، وإسعاد جماهيره، ومن ينسى عبارتك الشهيرة: ” عار علينا ترك الأهلي”. لكن يا سمو الأمير، من العشق ما قتل، وعليك الحيطة والحذر، وأعني هنا بالقتل، الفشل في تحقيق ماسعيت من أجله؛ بسبب أخطاء كنت قادرًا على تلافيها؛ لولا إن العزة أخذتك بالمال،
واعتقدت أنك بالمال وحده ستكون قادرًا على تحقيق ما تسعى له، وتناسيت يا سمو الأمير، أن كرة القدم اليوم لم تعد كما كانت سابقا “شدوا حيلكم يا شباب وأبشروا” ـ بل باتت اليوم علمًا لا يجيده إلا من صقلتهم ميادينه، وهم من أبعدتهم بشعار “اللي ماعندوش مايلزموش ” وليتك عندما فعلت ذلك استأجرت القوي الأمين، لكنك لم تفعل، بل جئت بأشخاص يتعاملون معك كأمير..
كل ما تقوله صحيح، والويل كل الويل لمن يقول: هذا خطأ؛ ولهذا حدث ماحدث، وكانت البداية قاصمة، لكن البعير قد ينجو منها متى ما وجد العلاج الصحيح، ولو استدعى الأمر الكي. فالخسارة يا سمو الأمير في كرة القدم واردة، وليست عيبًا؛ لاسيما أنها أمام فريق كبير ومنافس، فكما خسر الأهلي قد يفوز ويتأهل. لكن بعيدًا عن الفوز في مباراة، أو الخروج من بطولة، أنت شخصيًا يتوجب عليك أن تعيد النظر فيمن حولك، وتحاول جاهدًا وضع الماضي؛ مهما كان قاسيًا خلف ظهرك، وتستبدل القول بالفعل، وحتما أفعالك ستتحدث عنك، وسيرى بها الركبان، وستبقى على كل لسان.
•• عليك أيضًا أن تعطي الخبز خبازه، ولو أكل نصفه، بدلًا ممن أكلوه كله، وتركوك وحيدًا تواجه العاصفة، مع أول تعثر، كما أنصحك أن تسعى لتقريب الشرفيين البارزين، وأضع 10خطوط تحت البارزين، وتستبدل المادحين بالناصحين الصادقين، وتحثو في وجوه المداحين بالتراب، وتستبدل وصف كل من ينتقدك بالخفافيش، بالمخلصين، وخذ منهم ماتراه يخدم عملك، وأعد البقية لأصحابها، مع بطاقة:” شكرًا”. وأخيرًا ياسمو الأمير: من رحم الفشل يولد النجاح، وأنا واثق أنك، بقوة الله، قادر على وضع الأمور في نصابها، وتصحيح المسار، وبناء فريق يأكل الأخضر واليابس- كما وعدت. متمنيًا أن تتعامل مع كل ماكتبته على طريقة ” طوبى لمن أهدى إليّ عيوبي”.. وليس كخفاش.