يسجل التاريخ الناصع للمملكة مواقفها العروبية الأصيلة تجاه لبنان في دعم أمنه واستقراره في ظل تحديات داخلية واقليمية كبيرة تسعى للنيل من هويته العربية وسيادته واستقراره ، خاصة المخاطر التي تفرضها عليه الأزمات المشتعلة في الجوار السوري ومحاولة توريط لبنان من جانب ميليشيا حزب الله الخارجة عن سياق الدولة اللبنانية ، وتؤدي دورا خطيرا كرأس حربة مسمومة لأطماع النظام الإيراني الراعي للإرهاب في العالم عبر أذنابه ومخططه المذهبي التدميري في المنطقة.
إن المواقف السعودية الداعمة لتطلعات لبنان الشقيق في الاستقرار والتنمية ، تمثل ثوابت أصيلة في سياسة المملكة ، مثلما هو حرصها على أن يظل شعبه وقواه السياسية والفكرية على اصطفافهم الوطني دون الانجرار إلى مشاريع الفتنة والانقسام ، وهو ما عبّر عنه ثلاثة من رؤساء الحكومة اللبنانية السابقين يمثلون قامات سياسية مؤثرة في لبنان ، واعتزازهم بالدور الرائد للمملكة ومواقفها الكبيرة في دعم استقرار بلادهم وانتمائها العربي ، والوقوف معها خلال الأزمات التي مرت به ، ولاتزال تواصل دعمها للاقتصاد اللبناني من خلال المنح والبرامج والمشارع التنموية ، وهذا هو الفارق الشاسع بين من يبني ويعمر ويدعم استقرار لبنان ووحدة شعبه الشقيق ، ودول راعية للإرهاب والفتن وطامعة عبر ميليشياتها المسلحة التي تنفذ الأجندة الإيرانية التدميرية في المنطقة.