ليس كل إجرامٍ شرًّا، ولا كل خروجٍ عن المألوف ذنبًا.
أحيانًا يكون الإجرام مجرّد شجاعة أن تكون مختلفًا، أن تكسر قاعدة قديمة لتصنع معنى أجمل.
قد يكون الإجرام فكرة ذكية سبقت زمنها، أو كلمة صادقة قيلت في وقتٍ يخشى فيه الآخرون الكلام.
قد يكون طبيبًا “أجرم” حين خالف البروتوكول لينقذ روحًا،
وأديبًا “أجرم” حين كتب ما لم يُكتب،
هو إجرام لطيف…
إجرام لا يؤذي، بل يوقظ.
لا يهدم، بل يعيد التشكيل.
إجرام يزعج السكون، لا القلوب.
في هذا المعنى، يصبح الإجرام ذكاءً جريئًا، وتمردًا أنيقًا، وخروجًا محسوبًا عن النص حين يكون النص ضيقًا.
هو المسافة بين الجرأة والذنب، بين كسر القاعدة وصناعة الجمال.
نعم، قد نُتَّهم بالإجرام لأننا لم نشبههم،
ولأننا اخترنا الطريق الأصعب…
طريق الصدق.
وهنا فقط،
يصبح الإجرام وسامًا، لا تهمة.
الإجرام الجميل
