السياسة

خطوة روسية – أمريكية نحو حل سلمي للأزمة الأوكرانية

البلاد (موسكو)
وصف اجتماع الكرملين بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمبعوث الأمريكي الخاص لشؤون أوكرانيا، ستيف ويتكوف، بالخطوة المهمة، إذ ترى موسكو أنه”مرحلة محورية” نحو تحقيق حل سلمي للصراع المستمر منذ سنوات بين روسيا وأوكرانيا.
وأعلن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن الاجتماع تناول نتائج المحادثات الأمريكية مع كييف خلال الأيام الماضية، إضافة إلى مقترحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب التي قدمها ويتكوف. وأكد بيسكوف أن روسيا منفتحة على محادثات السلام، لكنها مصممة على تحقيق أهدافها الإستراتيجية المحددة في إطار”العملية العسكرية الخاصة” على الأراضي الأوكرانية، مع تأكيدها على رغبتها في حل النزاع بطريقة تحمي مصالح الأجيال القادمة.
وفي الوقت ذاته، أصدر جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي تحذيراً شديد اللهجة بخصوص أي مشاركة محتملة لشركات عسكرية فرنسية خاصة في أوكرانيا، واعتبر موسكو ذلك”عملاً عدائياً”، موضحاً أن هذه الشركات ستصبح هدفاً مشروعاً للقوات الروسية. وأشار البيان إلى أن باريس قد تحاول الالتفاف على المسؤولية باستخدام شركات خاصة، لكن موسكو لن تقبل بأي شكل من أشكال المشاركة المباشرة في النزاع، معتبرة أن ذلك يمثل تهديداً مباشراً لأمنها القومي.
ويأتي هذا التحذير بعد تصريحات قائد القوات المسلحة الفرنسية، الجنرال فابيان ماندون، الذي شدد على ضرورة استعداد فرنسا لتحمل خسائر بشرية محتملة إذا اندلع صراع مباشر مع روسيا، مشيراً إلى أن المعلومات الاستخباراتية الفرنسية تشير إلى استعداد موسكو لمواجهة محتملة مع الغرب بحلول عام 2030، واعتبار روسيا أن خصمها الوجودي هو الناتو والدول الأوروبية.
وعقد الاجتماع في ظل توترات دولية متصاعدة، حيث تتزايد المخاوف من أن أي تدخل عسكري خارجي، سواء من شركات خاصة أو جيوش أوروبية، قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة وتعقيد فرص التوصل إلى حل سلمي. وتعمل واشنطن على تقديم مقترحات للحل مع كييف، في حين تؤكد موسكو تمسكها بمصالحها الاستراتيجية.
ومع استمرار الأزمة، يبرز اللقاء الروسي–الأمريكي كاختبار حقيقي لإمكانية التوصل إلى تسوية تفاهمية، وسط متابعة دقيقة من القوى الإقليمية والدولية، التي تعتبر أن نجاح المحادثات قد يخفف التوتر، ويضع الأساس لحل طويل الأمد للنزاع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *