البلاد (واشنطن)
تواجه الإدارة الأمريكية أسابيع توصف داخل واشنطن بأنها “الأكثر حساسية” منذ سنوات في ما يتعلق بإيران، مع تأكيد مسؤول أمريكي رفيع أن طهران أعادت بالفعل تفعيل برامجها الصاروخية بعد الضربات الواسعة، التي نفذتها الولايات المتحدة وإسرائيل في يونيو الماضي ضد مواقع نووية وعسكرية داخل إيران. وبرغم أن تلك الحملة أحدثت خسائر كبيرة في البنية النووية والصاروخية الإيرانية، فإنها لم تتمكن من القضاء على القدرات الأساسية، وفق تقديرات أميركية.
وتشير المعلومات الأمريكية إلى أن البرنامج النووي بدا متوقفاً خلال الأشهر الماضية، إلا أن إيران ما زالت تحتفظ بأكثر من 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصّب بنسبة 60%، وهي كمية كافية لصنع ما يقارب 12 قنبلة نووية إذا تم تشغيل منشآت بديلة أو سرّية. أما على مستوى الصواريخ، فيؤكد المسؤول الأمريكي أن طهران شرعت بالفعل في إعادة بناء منشآتها المتضررة، وتطوير صواريخ باليستية وكروز وطائرات مسيّرة، معتبرة هذا المسار “ركيزة للردع” ولتسليح وكلائها في المنطقة.
وأوضح المسؤول أن إيران تواصل تهريب الأسلحة وتكنولوجيا الصواريخ والطائرات المسيّرة إلى ميليشياتها في العراق ولبنان واليمن، مشيراً إلى أن الحرس الثوري تمكن رغم الرقابة الأميركية والتدابير البحرية من إيصال قطع صاروخية إلى حزب الله عبر البحر والحدود السورية اللبنانية، إضافة إلى استمرار خطوط التهريب عبر العراق وسوريا. كما تواصل طهران دعم الحوثيين لتعويض خسائرهم خلال الحملة الأميركية، في وقت تسعى فيه للحفاظ على نفوذها داخل العراق عبر تعزيز القدرات الصاروخية للفصائل التابعة لها.
ورغم مراقبة واشنطن الدقيقة لهذا النشاط، فإن الإدارة الأمريكية تتجنب التصريح علناً بشأن وضع البرنامج النووي الإيراني أو مدى قدرة طهران على إعادة تشغيل منشآتها المدمّرة في نطنز وأصفهان وفوردو، فيما تشير تقارير غير رسمية إلى أن إيران لم تُرمم معظم تلك المواقع حتى الآن، لكنها تمتلك ما يكفي من المواد الانشطارية لإنتاج رؤوس نووية إذا ما لجأت إلى منشآت سرية.
واشنطن تراقب عودة برنامج الصواريخ الإيراني
