السياسة

وسط انخراط إقليمي ودعم روسي.. إيران تتحرك لاحتواء التوتر بين كابل وإسلام آباد

البلاد (طهران)
دخلت إيران بقوة على خط التوتر المتصاعد بين أفغانستان وباكستان، معلنة بدء جهود تحضيرية لعقد اجتماع إقليمي؛ يهدف إلى تخفيف الاحتقان بين البلدين، في وقت تتزايد فيه المخاوف من تداعيات أمنية واقتصادية أوسع على المنطقة.
وزارة الخارجية الباكستانية رحّبت بالمبادرة، وأكد المتحدث باسمها طاهر حسين أنداربي دعم إسلام آباد لـالحلول السلمية عبر الحوار والدبلوماسية، معتبراً الوساطة الإيرانية”خطوة إيجابية”. وأشار إلى امتلاك باكستان”أدلة قوية” على أن بعض الانفلاتات الأمنية مصدرها الأراضي الأفغانية.
في المقابل، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي خلال مؤتمر في طهران، أن بلاده “منخرطة خلال الأيام الأخيرة في جهود لإرساء الهدوء”، وأن العمل جارٍ على التنسيق لـ”اجتماع إقليمي” يجمع الأطراف المعنية. بينما لم يصدر عن حكومة طالبان موقف رسمي حتى الآن، غير أن شخصيات من الحركة شددت مراراً على التزامها بمبادرات الحوار.
وترى طهران أن استقرار أفغانستان وباكستان ضروري لتفعيل مشاريع إقليمية حيوية، أبرزها ميناء جابهار وممرات التجارة نحو آسيا الوسطى، في ظل اعتمادها المتزايد على تجارة الجوار بعد العقوبات الدولية. وقد أكد عراقجي سابقاً أن حجم التبادل التجاري مع أفغانستان تجاوز نظيره مع أوروبا، ما يعكس أهمية كابل في الحسابات الاقتصادية الإيرانية.
وفي سياق متصل، كشفت وسائل إعلام باكستانية عن مطالبة وزير الدفاع خواجة آصف حكومة طالبان بتقديم تعهد كتابي يضمن الاستقرار، على أن يحظى هذا الالتزام بدعم من دول صديقة تشمل السعودية والإمارات وقطر وتركيا وإيران والصين.
على الضفة الأخرى، تتبادل كابل وإسلام آباد الاتهامات منذ سنوات بشأن دعم جماعات مسلحة على الحدود، إذ تؤكد باكستان أن الأراضي الأفغانية تُستخدم لتنفيذ هجمات داخلها، بينما تنفي طالبان ذلك وتتهم إسلام آباد بمحاولة تغطية الإخفاقات الأمنية الداخلية.
وفي خضم هذه التحركات، برز تطور يُظهر عمق التقاطع بين المسارين الإقليمي والدولي في الاستراتيجية الإيرانية، مع إعلان مساعد وزير الخارجية الإيراني سعيد خطيب زاده أن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طهران؛ للمشاركة في قمة الدول المطلة على بحر قزوين باتت”مطروحة على جدول الأعمال”.
وتستعد طهران حالياً لاستضافة اجتماع دول جوار أفغانستان بمشاركة روسيا والصين، في خطوة تؤكد رغبتها في تعزيز حضورها كلاعب محوري في أي تفاهمات تتعلق بأمن المنطقة واستقرارها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *