السياسة

الاحتلال يقصف حي الشجاعية.. تصعيد إسرائيلي مستمر في غزة

البلاد (غزة)
على الرغم من دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر الجاري، استمر التصعيد العسكري في قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي. واستهدفت غارات إسرائيلية شرق حي الشجاعية، ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة آخرين في حي التفاح شرقي المدينة، في حين ألقى الجيش الإسرائيلي مناشير على مناطق عدة مثل دوار بني سهيلا بخان يونس، محذراً السكان من الاقتراب من الخط الأصفر وموضحاً أن أي تجاوز سيعرضهم للخطر.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن إطلاق النار كان رداً على”مسلحين اجتازوا الخط الأصفر” في الشجاعية، بينما جدد وزير الدفاع يسرائيل كاتس تحذيره لحركة حماس، مشدداً على أن قادة الحركة سيتحملون مسؤولية أي حادث وأن كل عنصر خلف الخط الأصفر يجب أن ينسحب فوراً. وشدد كاتس على أن الحركة ستدفع “ثمناً باهظاً” عن أي خرق للهدنة.
في المقابل، نفت كتائب عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحماس، أي علم لها بوقوع اشتباكات في رفح، مؤكدة التزام الحركة باتفاق وقف إطلاق النار. وأوضح شهود عيان أن مقاومين تابعين لحماس استهدفوا مجموعة تابعة لياسر أبو شباب في جنوب شرق رفح، قبل أن يتفاجأوا بوجود دبابات للجيش الإسرائيلي، ما أدى إلى تنفيذ غارتين جويتين على المكان.
ويشير اتفاق وقف إطلاق النار، الذي جرى التوصل إليه بعد مفاوضات غير مباشرة برعاية أميركية ومصرية وقطرية مع مشاركة تركية، إلى وقف الأعمال القتالية، وتبادل الأسرى، وانسحاب القوات الإسرائيلية إلى “الخط الأصفر”، إلى جانب فتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية. ومع ذلك، شهدت الأيام الأخيرة استمرار غلق معبر رفح الحدودي مع مصر، بالإضافة إلى معبري كرم أبو سالم والعوجة، قبل إعادة فتحهما اليوم.
وتعكس التطورات الأخيرة التوتر المستمر في القطاع رغم الاتفاقات الرسمية، حيث يسعى الجيش الإسرائيلي إلى الحفاظ على السيطرة ومنع أي اختراق للخطوط المتفق عليها، بينما تؤكد الفصائل الفلسطينية التزامها بالهدنة. ويظل الوضع في غزة هشاً، مع مخاوف من انهيار الهدنة إذا تواصلت الخروقات أو تكثفت الغارات الإسرائيلية، ما يعيد المنطقة إلى دائرة الصراع المفتوح، ويهدد الجهود الإنسانية لإدخال المساعدات إلى السكان المدنيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *