يُعدّ التعليم عن بُعد من أحدث الوسائل التعليمية التي ظهرت في السنوات الأخيرة، ويعتمد على استخدام الإنترنت والتقنيات الحديثة، مثل الأجهزة الإلكترونية الذكية، لخلق وسيلة تواصل فعالة بين المعلم والطالب. من أبرز مميزاته أنه لا يتطلب حضوراً في موقع جغرافي معين، ولا يلتزم بوقت محدد، خاصة عند استخدام تقنيات تسجيل المحاضرات.
يحصل الطالب أو الطالبة على المواد التعليمية من خلال المنصات الإلكترونية، التي توفّر أدوات تقنية متعددة تُساهم في دعم العملية التعليمية بشكل فعّال.
إيجابيات التعليم عن بُعد:
1. المرونة والسلامة: يتيح التعليم عن بُعد إمكانية التعلم من أي مكان وفي أي وقت؛ ما يعزز السلامة خصوصاً في أوقات الأزمات مثل الجوائح.
2. تنوع الموارد التعليمية: تتيح المنصات الإلكترونية الوصول إلى مصادر متعددة من الكتب والمراجع والفيديوهات التعليمية.
3. الاستعداد لسوق العمل: يُنمّي مهارات استخدام التكنولوجيا، وهي من المهارات الأساسية المطلوبة في سوق العمل العصري.
4. مراعاة الظروف الاجتماعية والصحية للطلاب: يمكن للطالب متابعة دراسته من المنزل في حال وجود ظروف صحية أو نفسية تمنعه من الحضور.
5. توفير الوقت والجهد: يُجنّب الطالب عناء التنقل اليومي من وإلى الجامعة.
6. خفض التكاليف: يقلل من المصاريف المرتبطة بالسكن أو المواصلات أو الطباعة والكتب.
سلبيات التعليم عن بُعد:
1. العزلة الاجتماعية: يفقد الطالب فرصة التفاعل المباشر مع زملائه وأساتذته؛ ما قد يؤثر على مهارات التواصل الاجتماعي.
2. انخفاض الحافز الدراسي: قد يشعر الطالب بالملل أو قلة الحماس لعدم وجود بيئة تفاعلية حقيقية.
3. الغش الأكاديمي: يُعد من أبرز التحديات، خاصة في الاختبارات غير المراقبة.
4. محدودية التخصصات العملية: لا يُناسب التعليم عن بُعد التخصصات التي تتطلب تدريباً عملياً مباشراً مثل الطب والهندسة.
5. المشاكل التقنية: يعتمد بشكل أساسي على توفر الإنترنت وأجهزة إلكترونية جيدة، وهو ما قد لا يتوفر لجميع الطلاب.
معايير الجودة في التعليم عن بُعد:
رغم التطور الملحوظ في أنظمة التعليم عن بُعد، إلا أن هذا المجال لا يزال في طور النمو، ولم يصل بعد إلى مستوى معايير الجودة العالمية المعتمدة مثل تلك التي تصادق عليها منظمة المعايير الدولية (ISO). فالمتبع حالياً هو مواصفات وإرشادات عامة، لكنها لم تترسخ كمعايير ثابتة ومُعتمدة بشكل رسمي.
يشترط في المعايير أن تكون ثابتة ومستقرة، وهي خصائص لم يتحقق منها التعليم عن بُعد بشكل كامل حتى الآن.
الخلاصة:
يمكن القول إن التعليم عن بُعد يُعد خياراً أساسياً للطلاب الذين لم يُتاح لهم الالتحاق بالتعليم الجامعي الحكومي المنتظم، حيث إنه لا يشترط معدلاً موزوناً معيناً. ورغم التحديات التي يواجهها، إلا أن التعليم عن بُعد يمثل فرصة تعليمية مرنة وملائمة لظروف كثير من الطلبة، ويُتوقع أن يتطور مستقبلاً ليواكب معايير الجودة العالمية.
drsalem30267810@