المحليات

خطيب المسجد الحرام يشدد على حرمة الدماء والأموال

البلاد- مكة المكرمة – المدينة المنورة

أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامه خياط، أن الحجة التي حجها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وسميت بحجة الوداع، لها آثار جليلة، ما جعلها بمثابة جامعة سيّارة، ومعهدًا رحَّالاً، ومدرسة متنقلة، يتعلم فيها من جهل، و يتنبه فيها من غفل، وينشط فيها من كسل، ويقوي فيها من ضعف، ويجدد العهد بما اندرس من معالم الهداية، ويستبين بها ما خفي والتبس من مسالك الرشد وسُبُلِ السعادة.

وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس: لقد كان لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، في هذه الحجة الشريفة مواقف إرشاد للأمة، يبصرها بما فيه خيرها في العاجلة، و ما تكون لها به حسن المآب في الآجلة، ورسم لها خطط السير الراشد السديد.

وبين فضيلته أن حرمة الدماء والأموال هي من الدعائم الخمس الضروريات، التي لابد منها ولا قيام لحياة الخلق إلا بها، ففي تقرير حرمة الدماء بيَّن ربنا، عز اسمه، عِظَم جُرم من اجترأ على الدم الحرام بغير حق، وتوعده بالوعيد الصارخ المرعب للقلب الحي الواعي وأكد أنه في تقرير حرمة الأموال التي جاءت بها هذه الخطبة الجامعة العظيمة، كفلت الشريعة المباركة المطهرة للإنسان حرية التملك بالوسائل المشروعة، والسبل المباحة، و حرية التصرف في ماله على الوجه المأذون فيه، وبيَّنت طرق التملك وشروطها التي تتحقق بها العدالة بين الناس، في تعاملاتهم، وقررت أن مع حقه في هذا التصرف المشروع بماله واجب مراعاة حق غيره، فلا يجوز الإضرار بهم بأي لون وفي أي تعامل، وألزمته إن أخلَّ بذلك بالتعويض أو ردِّ البدل عما تعدَّى عليه أو أتلفه أو أخذه بغير حق، وأساس ذلك وقاعدته.

وقال فضيلته : إن الرسول، صلى الله عليه وسلم، ختم هذا الجزء من خطبته بقوله مستجيشًا في النفوس عوامل الرهبة من لقاء الله، تعالى، والخشية من مناقشة الحساب عنده فقال: (وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم، وقد بلَّغت..).

ثم انتقل -بعد ذلك- إلى الحض على أداء الأمانات، ورعاية حق المؤمن، وفاءً بالحقوق الفردية، وحفاظًا على الذمم، واستدامة للثقة بين المسلمين.

خطبة المسجد النبوي
وفي المدينة المنورة تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ في خطبة الجمعة، عن التفكر في تعاقب الأزمان واختلاف اليل والنهار ,موصياً المسلمين بتقوى الله، عز وجل، سرا وجهداً.

وقال : “في تعاقب الأزمان معتبر وفي اختلاف الليل والنهار مدكر، قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرادَ شُكُوراً ) والمراد بقوله: خلفة، أي كونا وقدرا بأن أحدهم مخالف للأخر وكل منهما يخلف الأخر هذا بعد هذا يتعاقبان في الضياء والظلام والزيادة والنقصان كما قال جل وعلا: (فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً) وكما قال جل وعلا: (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ).

ودعا فضيلته المسلم إلى اتخاذ اختلاف الأزمان موعظة وذكرى، وأن يكون في أحواله كلها لله شاكرا وبطاعته عاملا ولمعاصيه مجانبا لقوله تعالى: (وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )، لافتاً إلى أن من عبر واختلاف صفات الأزمان ما يجده العبد في فصل الصيف من شدة الحر فيبتغون السبيل إلى الظل والظليل والهواء العليل فيتذكر المسلم بذلك نار جهنم وحرها.

وحث إمام وخطيب المسجد النبوي المسلمين بالمبادرة بكل عمل صالح يقرب الى الله عزوجل، واجتناب المعاصي، مشيراً إلى أن للسلف الصالح في الاعتبار باختلاف الأزمان شأنا أعظم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *