البلاد – رام الله
رفع قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القاضي بتأجيل إطلاق سراح الدفعة الـ 7 من الأسرى الفلسطينيين، منسوب الشكوك حول مصير اتفاق التهدئة في غزة ومفاوضات المرحلة الثانية، في ظل صراع إرادات بين الاحتلال وحركة حماس، بينما يبذل الوسطاء المصريون والقطريون جهودًا حثيثة لتجنب انهيار التهدئة، فيما تنتظر الأطراف وصول الموفد الأمريكي ويتكوف إلى المنطقة.
وأعلن مكتب نتنياهو أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي قررت إرجاء الإفراج عن أكثر من 600 من الأسرى الفلسطينيين، حتى تنهي حماس “الاحتفالات المهينة” التي تقيمها أثناء تسليم المحتجزين، واتهم نتنياهو الحركة بأنها تتعمد إهانة كرامة المحتجزين لديها، وتحاول استغلالهم من أجل بث رسائل سياسية والترويج لها.
وقال باسم نعيم القيادي بحماس، إن الحركة لن تجري محادثات مع الاحتلال الإسرائيلي من خلال وسطاء بشأن أي خطوات أخرى في اتفاق وقف إطلاق النار الهش ما لم تطلق سراح سجناء فلسطينيين مثلما هو متفق عليه.
أيضا، استنكرت حركة حماس تذرع الاحتلال بمراسم التسليم للتهرب من التزامات الاتفاق، ووصفت التحفظ على الأسرى الفلسطينيين بأنه “انتهاك صارخ ولا إنساني”، وأكدت أن حجج الاحتلال واهية وباطلة، تدحضها مراسم التسليم بحد ذاتها وتفاعل المحتجزين معها، والتي تعكس التعامل الإنساني الكريم مع الرهائن.
وألقت حماس بالاتهام على الاحتلال بانتهاك الاتفاق، داعية المجتمع الدولي والوسطاء إلى الضغط على حكومة نتنياهو لتنفيذ استحقاقات الاتفاق واحترام العهود والاتفاقيات.
ويبدو أن نتنياهو أخّر إطلاق الأسرى في إطار الضغط لتمديد المرحلة الأولى لإطلاق سراح المزيد من المحتجزين الأحياء، وللحصول على تأييد الموفد الأميركي ويتكوف، الذي يصل إلى المنطقة غدًا الأربعاء على الأرجح، في هذا الاتجاه.
ويتوقع مراقبون إطلاق الاحتلال الإسرائيلي دفعة الأسرى الفلسطينيين، الأربعاء أو الخميس، بالتزامن مع تسلم 4 جثامين لمحتجزيه في غزة، ومع وصول ويتكوف إلى المنطقة.
ويضغط الوسطاء المصريون والقطريون على الطرفين من أجل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، وتخفيف حماس من استعراضها ورسائلها خلال تسليم المحتجزين، ولتسريع المراحل وعمليات التسليم والإفراج بين الجانبين.
وتتسبب مراسم تسليم المحتجزين الإسرائيليين، التي تقوم بها حماس، في إحراج شديد لنتنياهو من حيث أعداد المسلحين وعتادهم وسياراتهم، الأمر الذي يلقي شكوكًا على صورة النصر التي يروجها نتنياهو، إلا أن فلسطينيين وعربًا ينتقدون هذه المراسم باعتبارها تؤدي لتصلب مواقف الاحتلال وتنعكس سلبًا على إمداد القطاع بالمساعدات الإنسانية والمعدات ومتطلبات رفع الأنقاض وتسهيل الحياة اليومية للمواطنين.
وفي فيديوهات حماس الأخيرة، ظهر شابان من المحتجزين تم جلبهما إلى الميدان لمشاهدة مراسم الإفراج عن زملائهم، ووجه المحتجزان رسالة إلى نتنياهو تتهمه بمحاولة قتلهما، ودعا الشارع الإسرائيلي إلى الاستمرار في التظاهر للضغط على حكومة نتنياهو إلى حين الإفراج عن كافة المحتجزين. كما ظهر أحد المحتجزين يقبل رأس مسلح من حركة حماس أثناء عملية التسليم، وتمت مشاركة المقاطع على نطاق واسع في الإعلام الإسرائيلي والعالمي.
ويحاول نتنياهو تهديد مصير اتفاق وقف إطلاق النار باستمرار، ولن تكون مراسم التسليم الذريعة الأولى والأخيرة له، بل سيحاول أن يبحث عن مبررات جديدة لتعطيل الذهاب لمفاوضات المرحلة الثانية التي كانت من المفترض أن تبدأ في 3 فبراير الجاري.
أجل إطلاق سراح الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين.. قرارات نتنياهو تزيد غموض مصير «اتفاق التهدئة»
