اجتماعية مقالات الكتاب

معرض جدة للكتاب يعود

قمت بتوقيت إجازة استجمامي الخاصة بالوقت الذي بدأ فيه معرض جدة الدولي للكتاب، فلا يوم واحد يكفيني لزيارته، والذي تزامن مع العديد مع الفعاليات في هذه المدينة العريقة محبوبة القلب، لكن مع ذلك فإن معرض الكتاب هو حدثي المنتظر كل عام.
قد يعتقد البعض أن معارض الكتب، يكون الذهاب لشرائها فقط، لكنها عكس ما اعتقدوا، فهي في الحقيقة حدث ثقافي ضخم هدفه تنوير العقل من نواحِ عدة، فمن خلال اطلاعي على جدول الفعاليات، -وظهر ذلك في الإعلان عنه الذي أسعدني جدًا- رأيت عددًا من الندوات والنقاشات التي لا تتعلق بالكتاب فقط، إنما تخص الأدب كافة وصناعة الحدث، وتُلبي كل تطلعات القُراء مهما كانت توجهاتهم، ما بين حب الرويات، وتطوير الذات، والثقافة العامة، والفلسفة والموسيقى كذلك، بل إن للأطفال كتبهم وأركانهم الخاصة بهم، ما يعني أن تعزيز رغبة القراءة، يبدأ منذ الطفولة ويكبر معهم.
ولو نظرنا لفوائد الكتب من جهات عدة:
تنمية وتشجيع القراءة منذ الصغر فإن معرض الكتاب فرصة جيدة لتشجيع الأبناء لبناء مكتبات منزلية، وتعزيز مهارات القراءة والفهم لديهم، حيث تمكِّن هذه الممارسة العائلات من جعل زيارة المعرض حدثًا عائليًا، عندما يشارك الأطفال عائلاتهم شراء الكتب، فإن هذا يعزِّز العلاقة بينهم، ويجعلها أكثر تواصلًا عندما يتشاركوا ما قرأوه وتناقشوا فيما بينهم عنه.
كذلك تكمن فائدة معارض الكتب للمؤلفين، والتي تمكِّنهم من التواصل مع القراء، وأصدقاء الكتابة، والناشرين، وتعزيز العلاقات التي يمكن أن تؤدي إلى التعاون أو فرص النشر، بالاضافة إلى أنها فرصة للظهور، ممّا يسمح لهم بعرض مؤلفاتهم أمام جمهور واسع، وأما نحن كقراء، فإنها تعدّ فرصًا رائعة للتعلُّم، فهي مكان رائع لمشاركة الأفكار وجمع المعلومات، حيث أن الأجواء في كل معرض للكتاب، تكون مفعمة بالحيوية والطاقة، بالاضافة إلى تواجد الكثير من الناس، صغارًا وكبارًا، شغوفين بالقراءة، يجعلنا ندرك أهمية الكتب في حياتنا العملية والشخصية. القراءة لا تعزز معرفتنا فحسب، بل تحفز أيضًا خيالنا ومهارات التفكير النقدي.
وهذا العام قررت أن تكون زيارتي لمعرض جدة الدولي لكتاب بصورة مكرره وفي أوقات متفرقة، لأني قمت بتجهيز قائمتي الخاصة بالكتب، بل أطمح أن أتعمق في كل دور نشر هناك، أناقش الناشرين والمؤلفين، أحضر النقاشات الأدبية، واستمتع فيه بكل دقيقة برفقه حين اخترتها، حرصت على أن نترك لنا ذكرى لاتنسى فيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *