اجتماعية مقالات الكتاب

فلسفة اختيار الحبحب في حياتي

عندما تذهب الى سوق النفع العام، وتتجه الى المكان المخصص لبيع الجح (البطيخ)، راغب في شراء جحه (حبحب) يكون لبها أحمر اللون وطعمها لذيذ، تسأل البائع ان يختار لك جحايه (بطيخايه) تحمل مواصفات اللون والطعم المرغوبة لديك.

يقوم البائع بالنظر إلى أكوام الجح الموجودة لديه، يقوم بالتقاط حبة معينة ويحملها بين كفيه، يضرب بأحد كفيه على الجحة (البطيخة) ويقربها من أذنه، يقول لك هذا هو طلبك احمر بشرط على السكين ولذيذة الطعم (على كيف كيفك). توافقه على السعر الذي يطلبه، تأخذها وتذهب بها الى البيت. تنادي أبناءك ليكونوا من حولك، وأنت تقوم بتقطيع البطيخ. طبعا، إذا كان البائع موفقا في اختياره، سوف تجد بطيخة ذات لون احمر ولذيذة الطعم، يدخلك السرور والتباهي امام زوجتك وابنائك بأنك احضرت لهم بطيخة على ذوقك المذهل، وتقوم أم عيالك بمدحك امام ابنائك وتقول: هو في زيك في الدنيا يستطيع ان يحضر جحاية (بطيخة) بتلك المواصفات المميزة، وقتها تقول (في نفسك) الحمد لله. في المقابل، إذا قطعت البطيخة، ووجدتها ذات لون احمر باهت، ولا تمتلك أي طعم، كان الله في عونك امام ابنائك، وما تسمعه من أم عيالك من نقد جارح لك عن البطيخة التي لم تحسن اختيارها!

لماذا ذكرت المثل أعلاه؟ كنت يوما في السوبرماركت واقفا امام كومة بطيخ، تذكرت وقتها، كيف يتعامل بائع البطيخ مع حبة البطيخة من النظر أولا، ثم اختيار واحدة منها والضرب عليها بطريقة معينة والاستماع الى صوت (ترنيمه محددة) الذي يصدر منها. قمت بنفس الخطوات تماما مع حبة بطيخ من الكوم (اضحك وانا أتذكر ما حدث معي)، وضعتها في سلة المشتريات. عندما هممت بالذهاب، سمعت امرأة تقول لبعلها (الزوج) كاتا واقفين امام كوم البطيخ، اسال هذا الرجل (مشيرة الي) لكي يختار لك حبة بطيخة فهو خبير في البطيخ! اتى الى الزوج مسرعا يطلب مني بكل ذوق ان اختار له بطيخة ذات لون وطعم مميز فهو يجدني (كما يقول) خبيرا في اختيار البطيخ الطيب الطعم واللون! وانا في هذا الحال (اضحك في قرارة نفسي)، وقفت امام كوم البطيخ وكررت الخطوات التي تعلمتها من بائع البطيخ، اخترت حبة بطيخ، وبعد ضربها بكفي (مرتين او ثلاث) قدمتها للرجل، شكرني وذهب الى زوجته وهو يحمل بين يديه البطيخ، مبتسما ابتسامة الرضا (تمنيت من صمصوم قلبي ان تكون البطيخة حمراء ولذيذة الطعم)!

باختصار، الهدف من ذكر ما سبق، الكثير من الاحداث التي تجري لأي شخص (ذكرا كان ام انثي) في هذه الحياة، قد يكون سيناريو مشابها لما ذكرت (فلسفة اختيار الحبحب) مع بعض الاختلاف في الابطال والمحتوى، للعقول الناضجة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *