اجتماعية مقالات الكتاب

أيها الماعز كم أتعبت الرعاع

فيلم (حياة الماعز) بطولة عربي خدعوه بأنه سيكون بطلاً، وصوروه في أراض عربية لا أدري بم خدعوهم؟ وجميعهم أرادوا الشهرة، وحقّ لهم، فمن أين تأتيهم الشهرة المزيَّفة، إذا لم يقفزوا على أسوار (السعودية)؟ هذا الإسم مجرد ذكره، وجع في قلب كل عدو، وحاسد، وحاقد، ومغفل، سمح للمغرضين باستغلاله. إن أرادوا تحقيرنا، قالوا :(رعاة الغنم) ردّدوها كثيراً، وغاب عنهم أننا نعتز بأننا رعاة غنم، مهنة الأنبياء والرسل، الذين اختصهم الله بقيادة الأمم من الضلال إلى الهداية، وآخرهم وسيدهم محمد بن عبدالله عليه أتم الصلاة والتسليم، الذي خرج من قلب الجزيرة العربية وغمر نور هديه العالم، والذي مازال أكثر من 2 مليار مسلم يردِّدون الصلاة عليه، مرات عديدة في اليوم.

هذا البلد الطاهر منبع خير دين، وأحسن رسالة، وخاتم النبيين، واختاره الله لمقدساته، أمر الله أن تتوجه له القلوب خمس مرات في اليوم، ففيه قبلة المسلمين، بلد معظَّم، أكرمه الله بقادة مخلصين، وأهل كرماء طيبين، حيَّروا الأعداء والحاسدين، فمن أين يأتون، وكيف ينفثون سمومهم؟ ثم وجدوا أن الغنم ترقى لأهميتهم وعقولهم، وأنها تستحق أن ينتج باسمها فيلم، يأخذ رحلة خمس سنوات من التخطيط والتفكير، فكان فيلم (حياة الماعز)، اصطادوا حادثة فردية نادرة وقديمة جداً، ونمقوها بإضافات الكراهية غير المبررة للإساءة لدولة عظيمة شامخة معطاءة خيرها طاف ويطوف العالم العربي والإسلامي بلا حدود، دولة يجب أن تكون خطاً أحمراً عند كل مسلم وعربي عموماً والخليج بشكل خاص، كيف يجرؤ ممثل عربي على الإساءة لبلد هو يدرك تماماً أنها ضاربة في عمق الإنسانية والطيب والكرم؟ألم يعتمر يوماً؟ألم يحج؟ ألم يشاهد ويسمع ويعايش حفاوة السعودية بالحجاج والمعتمرين؟ كيف تسمح دول عربية بتصوير الفيلم المسيء أو مقاطع منه في أراضيها؟ أليس لها علاقات بالمملكة وتعرف وزنها وأهميتها؟ البعض وصف الممثل الذي يمثل نفسه فعلاً وليس بلده، وصفه بالنكرة، ولا يستحق اللوم، فقد انساق وراء حلم الشهرة على حساب القيِّم. لكن لا، بل هو مسؤول عمّا تقبّله وتقمّصه ليسيء للمواطن السعودي وسمعته، وهو والقائمون على الفيلم، تجاهلوا عدد المقيمين في المملكة والبالغ عددهم تقريبا أربعة عشر مليوناً ومعظمهم تحت كفالة سعوديين وجدوا منهم المعاملة الحسنة والود والمحبة حتى أصبح كثير منهم مع السعوديين كالأهل، وكثير منهم ظلوا تحت هذه الكفالة عشرات السنين. القائمون على هذا الفيلم تغذُّوا على كراهية ما وصلت إليه السعودية من تقدم وازدهار، وعوضاً عن منافستها بشرف لتحقيق ما يصبو إليه كل مواطن عربي، لجأوا لاصطياد خطأ فردي يحدث في كل الدول، وقد يتكرر يومياً، لكن في السعودية له طعم آخر، ونتيجة مختلفة، فالنيل من الشجرة المثمرة، حتماً ليس كالنيل من الشجرة الجدباء.

كل دول العالم فيها عمالة (خدم)، كثير منهم يعاملون معاملة الرق الذي نبذته السعودية منذ عهد الملك فيصل، مع أن الدين الإسلامي لم يحرِّمه، لكنه حبَّب حسن معاملتهم وعتقهم، ومنعته السعودية خوفاً على انتهاك البعض لحقوقهم.
معظم البيوت السعودية فيها عمالة بين سائقين وعاملات منزليات ورعاة، وكثير منهم مستمرون بالسنوات، ومن يتعرَّض لمظلمة، يلجأ لمكاتب العمل فيولونه رعاية تامة، حتى لو وصل موضوعه للقضاء، يتقاضى مع كفيله السعودي تحت طائلة العدل والمساواة وإحقاق الحق.

وتحدِّثنا الوقائع عن مكفولين أساءوا لكفلائهم السعوديين، ثم نالوا منهم السماح وغادروا لبلادهم بأمن وسلامة، كم من سعوديين زوّجوا مكفوليهم، وبنوا لهم بيوتاً في بلادهم، وساعدوهم.

دائماً الحاقد والحاسد لا يرى المزايا، ولا يحب أن يراها، أو يسمع عنها، يعرفها تماماً، لكنه يغضّ الطرف عنها، ويلجأ للتشويه، وما عرفوا أن السعودية بلد شامخ أشم لا تؤثر فيه زوبعة قصة بالية، لكنها باتت تشكِّل رعباً للحاسدين، ولو أراد منتج سعودي أن يصطاد في تواريخ الدول، لوجد في دول من شاركوا في هذا الفيلم الكثير والكثير، لكن سمو أخلاق رفيعي الشأن، ونزاهة نفوسهم، لا تتغذّى على الشر، وبالذات على إخوة وأشقاء.

السعودية -حفظها الله-، سائرة قدماً بقيادتها، وأهلها، ضاربة عرض الحائط بكل حاقد وحاسد، مؤمنة بما قال عزّ وجلّ :( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)، لكنني مع هذا، أتمنى مقاطعة، ومعاقبة كل من له يد في الإساءة إلينا، ومن ذلك المنصّات الإعلامية التي لو قاطعتها السعودية، لأعلنت إفلاسها ودمتم.(اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً).

@almethag

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *