لقد عاشت الأمة الإسلامية قروناً سابقة لديها الدخل الكبير والموازنات المالية الكافية بسبب الوقف، حيث أثبتت التجارب العملية ،أن الوقف أحد الأسس الهامة للنهضة، حيث ساهم الوقف في العصور الوسطى في بناء الحضارة الإنسانية والإجتماعية في المجتمعات الإسلامية، ولقد وثّقت العديد من الدول الإسلامية، ومن بينها المملكة العربية السعودية ، تاريخ الوقف لديها، وأنشأت مؤسسات وقفية اقتصادية متعدّدة من خلال اهتمام الدولة المستمر بمجالات الوقف المختلفة.
إن مفهوم استثمار الوقف ،أصبح من المفاهيم الإقتصادية التي أخذت في الإنتشار في المجتمعات الإسلامية، حيث وجد إهتماماً كبيراً من الباحثين في الإقتصاد الإسلامي والمتخصصين بشوؤن الأوقاف، ويتميز الوقف بأنه أصل إستثماري مستديم يتحقق من خلاله مفهوم التنمية المستدامة من خلال صفة الدوام، بالإضافة إلى كونه دعامة اقتصادية للفقراء والمساكين والمحتاجين.
وقد برزت الأوقاف كمورد هام وفعّال، يمكن أن يساهم في تحقيق التنمية المستدامة التي تهدف إليها المملكة العربية السعودية وفق رؤية 2030م، فالأوقاف مصدر اقتصادي يهدف إلى توليد دخل مستمر ومستديم، وخاصة أن الأوقاف في المملكة العربية السعودية يعدّ الأكبر في العالم الإسلامي.
ونظراً لاهتمام الدولة بالأوقاف، تم التنسيق بين هيئة الأوقاف وجامعة الملك عبدالعزبز ممثلاً في معهد الإقتصاد الإسلامي وتم فتح برنامج في مجال إدارة واقتصاديات الأوقاف، وفي 1/11/1445 تخرجت أول دفعة من هذا البرنامج، وهو الأول من نوعه في العالم ، وكان ذلك برعاية كريمة من الهيئة العامة للأوقاف للبرنامج عبر تقديم المنح الدراسية، وهي شراكة مابين معهد الاقتصاد الإسلامي والوقف العلمي بالجامعة، هذا البرنامج يعدّ أحد المخرجات الإستراتيجية الناتجة عن اتفاقية التعاون بين الجامعة والهيئة العامة للأوقاف.
ولذلك أنصح بتشجيع ثقافة الوقف ببن أفراد المجتمع من خلال تفّعيل دور وسائل الإعلام لاستقطاب
الأوقاف وحثّ الأفراد على المساهمة فيها ، سواء كان الوقف بناء مسجد ،أوحفر بئر، أو بناء دور لسكن الأرامل والمطلّقات اللائي ليس لهن عائل ، أو وقف علمي مثل وقف مبلغ معين لدعم الأبحاث العلمية مثل الكراسي العلمية في الجامعات .
drsalem30267810@