لم يكد سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ـ يحفظه الله ـ يعلن عن “رؤية 2030” في 25 أبريل 2016، ويؤكد أنها عبارة عن مسيرة وليست وجهة نهائية، ويشترك في تحقيقها كل من القطاع العام والخاص وغير الربحي ، حتى شاهد الجميع محلياً وإقليمياً وعالمياً أن الرؤية تسير يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر وعاما بعد عام بخطى حثيثة نحو مستقبل مشرق ومزدهر قدمًا إلى الأمام، مضيئة طريقًا جديدًا ينمو فيه الوطن والمواطن،
ويُسهم في توفير فرص النجاح للأجيال القادمة، مُنطلقة من ركائز ثلاث هي مواطن قوتها، تمثلت أولى ركائزها في أن المملكة عمق للعالمين العربي والإسلامي، ما منحها مكانة ثقافية أصيلة ضاربة جذورها في عمق التاريخ، وثاني الركائز قدراتها الاستثمارية الهائلة، التي تُمكّنها من الانطلاق نحو آفاق اقتصادية جديدة بتنمية الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل، مُعتمدة في ذلك على طاقات أبنائها وبناتها، الذين يمثلون أكثر من نصف المجتمع السعودي، إضافة إلى ذلك، تُعد المملكة محورًا يربط بين ثلاث قارات، ويمر بها طرق بحرية هي من الأكثر أهمية على مستوى العالم، ما يجعلها تتميز بموقع جغرافي إستراتيجي ومكانة عالمية مرموقة ، وأكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أل سعود ـ يحفظه الله ـ ، أن السعودية تشهد حراكاً تنموياً شاملاً ومستداماً، وهي تسير في المرحلة الثانية من «رؤية 2030» التي تستهدف تطوير قطاعات واعدة وجديدة، ودعم المحتوى المحلي وتسهيل بيئة الأعمال وتمكين المواطن، وإشراك القطاع الخاص، وزيادة فاعلية التنفيذ؛ بهدف تحقيق المزيد من النجاح والتقديم وتلبية لتطلعات وطموحات البلاد، وجاءت كلمته ـ حفظه الله ــ ، ضمن إصدار التقرير السنوي لرؤية المملكة في عامها الثامن ـ ومنذ إطلاق الرؤية والمملكة تشهد تحولًا تاريخيًا ، ونموًا ملحوظًا يدعم غاية الرؤية التي تكمن في بناء مستقبل مزدهر ومبشر، من خلال تحقيق النمو الاقتصادي وتحسين جودة الحياة ، وأكد سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية ـ يحفظه الله ـ ، في كلمته ضمن التقرير نفسه، التطلع لتحقيق المزيد من الإنجازات التنموية الضخمة على مختلف الصعد، والتي تحققت خلال العام الماضي بشكل خاص والعقود الماضية بشكل عام، وهناك ضرورة للمحافظة على تلك المكتسبات من أجل الجيل الحالي والأجيال القادمة ، وها هو العالم اليوم يشيد بالنتائج التي تحققت على أرض الواقع ، وأن المملكة تشهد تحولاً تاريخياً ونمواً عظيما في الاقتصاد وتواصلاً أكبر مع العالم، وفقاً لما كشفه التقرير، والذي أظهر تمكيناً واضحاً للمواطنين كافة للمشاركة في تشكيل مستقبل مزدهر ــ وللحديث بقية ــ .