المتابع للساحة العربية يلاحظ (بعضاً) من كتابها عندما يتناول موضوعاً ما ،تجد استشهاداته من مقولات فلاسفة غربيين فقط، وكأن عالمه العربي والاسلامي العريض عقيماً ليس فيه فلاسفة ولا مفكرين. وربما أنه يعتقد أنه ليس للتراث الإسلامي والعربي أي إسهامات في تطور الحضارات والعلوم المختلفة لنصل الى مانحن فيه اليوم.
الحقبة الاسلامية والعربية امتدت لقرون وانتجت آلاف الكتب في شتى العلوم وهناك الكثير من المقولات والأسماء من الفلاسفة والعلماء والمفكرين، ولكن هذه الحقائق تبدو غائبة عن ذهن أولئك الكتاب للأسف، ولا أعرف السبب حقيقة؛ هل هو الجهل أم الهوى؟
ويقودني التأمل في هذه المفارقة ، إلى النظر في فكر أحد أشهر فلاسفة الغرب المعروفين (فيكتور هوجو) صاحب كتاب “البؤساء”، قال عندما ارتكبت فرنسا مذابحها في الجزائر عام 1830 ، قال علنية: “فلندمِّر الأمة الملعونة.. أمة القرآن “.
من يجهل حقيقة أفكاره يلقب “هوجو” بـ”كاتب الإنسانية”.
والحضارة الانسانية مليئة بالذين يمكن الاستشهاد بهم من الصين شرقا ذات التاريخ الأقدم، مروراً بتراثنا الأوسط الكبير، وحاضرنا الأجمل بكل زواياه وصولاً إلى الغرب المُنار، ولكن التركيز في استشهادات بعض الكتاب على بقعة جغرافية محددة، يجعلنا نعتقد أن أولئك واقعون ربما في دائرة الاستعمار الفكري، أو أنهم يعيشون الصدمة الحضارية بسبب دراستهم أو عيشهم في تلك البقعة.
التنوع مطلوب وفي تاريخنا وحاضرنا ماهو أجمل طرحاً وأكثر عمقاً وملامسة للواقع وللفهم العربي وللإنسانية عموماً.