حين تختلط الأوراق السياسية في أروقة الأمم المتحدة على طاولة تخضع بعض مقاعدها لانتماءات خارج إطار الواقع.. في حالة من عواصف تخطف الحالة إلى ما هو أبعد من تفاصيل الطرح.
فإن كل هذا وذاك ينعكس على مسارات تتقاسم الأمن والغذاء والحروب في بوتقة من المؤثرات التي تتحرك بعضها نحو مصالح استثمارية لا تنطلق من أخلاقيات العمل الإنساني لدى البعض من أولئك الذين يعطيهم العالم ثقة المعالجة لقضايا تتفق في مضامينها مع الميثاق الدولي في صياغة القرار.
وتختلف في جانبها الآخر مع الالتفاف الذي تحاول من خلاله بعض العناصر أو المنظمات أو حتى الأطراف الدولية أن تراهن على اختراقه لمصالح ذاتية يتم توظيفها واستغلالها بما لا يخدم الشعار الدولي ولا مفرداته داخل المنظمة الدولية.
هكذا تبدو الصورة في بعض القضايا الدولية ومنها الحالة اليمنية التي مازالت بحاجة إلى تحرك ينطلق من نيويورك في تلك المنظومة التي يعلق عليها عالم اليوم آماله وسط أجواء ملتهبة في المنطقة العربية ، وتداعيات أفرزتها تطورات عاشتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن على مدى السنوات الأخيرة.
وهنا تبرز إشكالية تفاصيل مواقف خارج سياق المشهد الذي فرضه المبعوث الدولي مارتن جريفثس في تلبية رغبة المليشيات الانقلابية في اليمن.
والتي خرجت برفقة المندوب الدولي من اتفاق استوكهولم.
لتفرض حلولا على الأرض من جانب واحد.
وذلك في الشروط الخاصة ببنود الاتفاق وهي الانسحاب من ميناء الحديدة ورأس عيسى وصليف.
وهي موانئ تغذي الآلة العسكرية للميليشيات الإيرانية.
كما أنها مكان لخطف ومصادرة المساعدات الدولية التي يتم نصبها تحت مرأى ومسمع المندوب الدولي الذي كان واضحاً في عدم نقل الحقيقة لممارسات تلك المليشيات ومحاولة إخراج الشرعية من معادلة أوسلو والتعامل مع الانقلابيين على أنهم بمثابة الأمر الواقع.
وإذا كانت الممارسات قد فرضت غطاءً من العلاقة المشبوهة مع مندوبين سابقين ايضاً منذ أكثر من 4 سنوات فإن ذاك يكرس التأثير الواضح في مصادره التي تنتمي لها منظومة تلك المليشيات الإرهابية التابعة لإيران.
وهو ما يدركه الجميع.
ومن ثم فإن محاولة ردم الهوة بين المبعوث الدولي والشرعية اليمنية لابد ان ينطلق من أسس ومقومات ترفض قبل كل شيء “شرعنة” المليشيات إلى حكم أمر واقع..
وذلك لن يكون ولن يتحقق في اليمن وفي الوقت نفسه لم يحصل في تاريخ الأمم المتحدة أن فرضت حلولا لصالح مجموعات إرهابية ارتكبت جرائم حرب ودمار وأضاعت الكثير من مكتسبات الشعوب بعد أن خطفت أنظمتها وأسقطت مقوماتها.