لأني إبنة لإمرأة تنتظر عودتي من مقر عملي، حين أقوم بأداء واجبي تجاه هذا الوطن حتى منتصف الليل أحيانًا، ولأن “زهاء حديد” جعلت من الفن واقعًا على أرض البناء، وحلّقت “ريانه برناوي” بالحلم إلى الفضاء، أسطّر الكلمات عن المرأة في يومها الذي يوافق 8 مارس من كل عام، هذا اليوم الذي خُصص للإحتفال بركيزة المجتمع وبإنجازاتها، أحتفل بي وبالنساء كافة بطريقتي في الكتابة عنا جميعًا بقدر الحب الذي أحمله لنفسي كوني إمرأة.
فلا يمكن أن يخلو عمل أدبي نال شهرته في أقاصي الأرض ،أو حصل على جائزة عالمية، من ذكر المرأة، فمن الروايات التي عُنونت بأسماء نساء ،وتحدثت عن معاناة المرأة في البقاء على قيد الكرامة والأمان، روايتا “سمراويت” و”مرسى فاطمة” للكاتب حجي جابر، والمقاربة لهن رواية “لا تقولي إنك خائفة” للكاتب جوزيه كاتوتسيلا، التي كلما تذكرتها عاد إليّ الحزن الأول لقراءتها لأنها مبنية على أحداث واقعية، والتي تحكي قصة العداءة الصومالية سامية يوسف التي انتهت أحلامها في البحر، لكنها ألهمت الكثير من النساء، ليس هذا فحسب، بل في الشعر ،جئن ملهمات خفيفات كهواء ما بعد المطر ،حين ألهمن “مساعد الرشيدي” و”غازي القصيبي” في الحب والشعر والأغنيات، أو كن بأسمائهن على أغلفة الكتب ،بالحكايات “كرجاء عالم” و”هناء حجازي” اللتيْن أخبرت والدي ذات يوم بأني أود أن أصبح مثلهن.
في يوم المرأة العالمي ، لا نحتفل لوحدنا كنساء، بل يشاركنا الرجل بذلك، لأننا نبني معًا بيدٍ واحدة هذا الوطن والمجتمع، فلا كمال إلا بالتناغم فيما بيننا، لذلك نجدهم أكثرنا سعادة بنا، فكل رجل نجد له أمًا أو شقيقة أو زوجة لها من حديثة على مواقع التواصل الاجتماعي، أو من الحديث ما يجعله فخورًا بها، داعمًا مشجعًا لها، ولذلك نجد المرأة في هذا الوطن ،قد وصلت لأحلامها حين كان لها رجل في حياتها ساعدها لإيجاد السبيل الأول لشقّ طريق تلكم الأحلام.
لكن ، وبعيدًا عن الأدب والأقلام والمثاليات، فإن اليوم العالمي للمرأة ، لا يكون بذكر الإنجازات وتعداد أسماء البطلات، بل بمد ذراع الشكر ورفع راية الحب، لكل للأمهات اللاتي كُن درعًا يحمينا من تحمل أوجاع الحياة، وللمعلمات اللاتي تركن أطفالهن لتنشئة جيل يسير على درب النجاح، والمساهمة في ازدهار البلاد، ولكل الطبيبات اللاتي يمسحن بأيدي الحنان على آلامنا فتشفى، وكافة النساء، فنحن ليس لنا يوم واحد لنحتفل به، بل طيلة العام لأننا استثنائيات.
@i1_nuha