منذ تأسست المملكة ، والركيزة الأولى ،هي المواطن، وخدمته وراحته ، فكان هو المحور المهم والأهم لدى قيادة الدولة -حفظها الله- ، وظل المواطن واستمر ومازال ، هو القضية التي من أجلها تستنفر الجهود، وتسخر الإمكانيات ،وليس من ملك من ملوك هذه البلاد الطيبة، إلا وله كلمات سجّلها التاريخ حول هذا الموضوع، ومن هذا المبدأ ، كانت الجهات التنظيمية والخدمية ممثّلة في الوزارات المختلفة وإدارات عمومها، تعنى بشؤون الوطن والمواطن ،وتسعى لبذل أقصى الجهود، ليحيا حياة آمنة مطمئنة ،تتحقق فيها حقوقه ،وخدماته على الوجه الأكمل والأفضل بكل دقّة وأمانة.
ومن خلال تعاملاتنا كمواطنين مستفيدين، لابدّ أن يأخذنا تفكيرنا في الخدمات المقدمة من مختلف الجهات الخدمية التي ارتبطت بمصالح المواطن بشكل أو بآخر، فهناك من هو راضِِ ،وهناك من هو عاتب ،أو ساخط ،حسبما وجده من تعامل وعناية هذه الجهة أو تلك بالمستفيدين ، وهناك من الوزارات وإدارات العموم والجهات الخدمية المختلفة ، من انتهجوا الحرص على تقّييم المواطن للخدمة التي تلقاها، عن طريق استفتاء أو تقّييم آلي ، وهذا أسلوب حضاري جيّد تطّلع بواسطته الجهات الرقابية على مستوى الخدمة ودقّتها ، وهنا أتذكر كلام سمو ولي العهد -حفظه الله- عن الموظفين وضرورة تصّنيفهم في نطاقات ( أخضر أصفر أحمر).
ودعوني أطلعكم على ما دار في تفكيري، وأنا أسترجع أو أعيش واقع خدمات بعض الجهات المرتبطة بالمواطن ، وأتخيل أن مسؤولاً رقابياً على هذه الجهة ، طلب تقّييمي (مجرد خيال)، فتبادرت إلى طاولة تفكيري وفي النطاق الأخضر وزارة الداخلية. وكمواطنة ، أعطي هذه الوزارة أعلى تقّييم ،وأمنحها الأولوية في حصد الإيجابية ، وأتوقع أنه لا يختلف إثنان على امتياز وتقدم وزارة الداخلية بجميع أجهزتها ، ولعل تطبيق ـأبشرـ ، العنوان الأبرز على تميُّز هذه الوزارة التي تعمل ليل نهار على الحفاظ على الأمن وراحة المواطن، وأكيد لا يمكن للمواطن السعودي أن يتغاضى عمّن يدافعون عن حدودهم (سمائها وجوها وبرها) ،جنودنا البواسل ـ وفقهم الله ـ ،الذين يسهرون ونحن نيام ، ويبتعدون عن عوائلهم ونحن وسط أهلنا. ولو أردت التحدث عن أجهزة الوطن العسكرية وجيشنا لما كفتنا الحروف ، لكن لا نملك لهم إلا أطيب الدعوات ، والفخر بما وصل له الدفاع في وطننا وما يخطط له من وصول ، ولعل معرض الدفاع العالمي في نسخته الثانية ، والذي أقيم في الرياض ما بين 4 فبراير الجاري إلى الثامن منه كشف عن ذلك ، وعن القدرة العسكرية المتقدمة للمملكة ،وقد تألقت في هذا المعرض وزارة الداخلية بشكل خاص تألقاً مبهراً، فقد لفت جناح وزارة الداخلية انتباه الزوار وأشاد به الجميع.
كما لا يخفى على أحد سواء كان سعودياً أو مقيماً، ما حقّقه ويحقّقه التطبيق المتفرّد بالتميُّز (أبشر)، والذي حاز على جائزة الأمم المتحدة للخدمة العامة ،وبالفعل من منا لم يؤدِ خدماته وهو في بيته أو مقر عمله ولم يُثنِ ويمتن لهذه الخدمة الرائعة ، والتي سهَّلت على الناس وأراحتهم من المراجعات وطوابير الإنتظار. خدمات الداخلية وإنجازاتها المتميزة عديدة ، ومامن منصف إلا وانبهر بالخدمات المتميّزة في موسم الحج والعمرة ، وكم سمعت وعايشت مواقف لأشخاص مع الشرطة والجوازات والمرور وغيرها من أجهزة الداخلية كم أشادوا بالتعامل وسرعة الحضور والإنجازات.
وزارة الداخلية بحق تستحق أن نفتخر بها وبوزيرها وجميع العاملين فيها على مستوى المملكة -وفقهم الله-. ولن نتوقف عندها ، فلدينا أيضاً وزارة الصحة التي تعتمد بدرجة كبيرة على تقّييم المستفيد، وليس من زيارة لي للمستشفى إلا ورسالة استبيان دقيق تصلني فوراً لتقّييم الخدمة المقدمة ناهيكم عن التعامل الراقي من موظفين وأطباء وممرضات ومن الجنسين بالإضافة لتميُّز الخدمات التقنية.
أشعر كلما زرت المستشفى بأن هناك رقابة ومتابعة جيّدة وهذا لا يعني أنه ليس هناك سلبيات لأنه ليس من عمل في الكون إلّا وله سلبيات ، لكن شتّان بين جهات تتابع وتعالج وجهات تنتهج التغاضي ليحدث التمادي.
لهذا، فالسلبيات ليست المشكلة ، بل المشكلة فيمن يغضّ الطرف عنها رغم علمه بها.
وزارة الداخلية والصحة ببساطة : في حالة صحو تام ممّا يمكنهما من ملاحظة السلبيات والمتضررين منها، ويمكنهما من متابعتها والقضاء عليها، وإيجابياتهما أكثر بكثير من سلبية تذكر. فشكراً لوزارة الداخلية ممثَّلةً في جميع أجهزتها بالطائف ، وشكراً لوزارة الصحة ممثّلة في الشؤون الصحية بالطائف ، وإلى تقييم قادم في مقالات قادمة ومع جهات أخرى.
(اللهم زد بلادنا عزاً ومجداً وزدنا بها عشقاً وفخراً) ودمتم.
@almethag