لن تعرف قيمة الحياة والصحة، وأنك بنعمة محروم منها كثير من الناس، وأن الله تعالى قد أنعم عليك بنعم كثيرة،وأن الصحة تاج على رؤو س الأصحاء، إلّا عندما تكونعلى السرير الأبيض بين رحمة الله وأيدي الأطباء،والأجهزة في كل جزء من جسمك، وطبيب داخل وطبيب خارج، وكل طبيب يقول :ننتظر نتائج التحاليل والأشعة،عندها ستقول: الدنيا لاتساوي شيئاً .
لن تنفعك كثرة فلوسك، ولا كثرة أولادك،ولا قوة جسمك، ولا طول لسانك، ولا أن تكون في وضع اجتماعي مرموق، هى لحظة يخطتفك التعب فيها بدون سابق إنذار،من كرسى الحلاق في الصالون،إلى غرفة الطوارئ في المستشفى على السريرالأبيض،بدون إنذار ولا إشعار ولا تنبيه،مهّما بلغت لتكون مثل الفراشة.
الحياة لا تساوي شيئاً، ومهّما بلغت من الغطرسة، سيأتى شخص بسيط، يدخل إبرة داخل جسمك مهّما تألمت، وآخر يضع الكمامة والأوكسجين على وجهك، لتُحرم من متعة التحدُّث من الآخرين، هذا الشخص يحاول إعادة التنفُّس لوضعه الطبيعي، حتّى تنعم بعودة الحياة إليك مرة أخرى.
إنتبه، لا تركض وراء غرورك، ولا تركض لترفع “خشمك” لن ينفعك أنك أحسن، ولا أكرم شخص، لا تصدِّق المقرَّبين إليك، أنك متواضع وهناك من يشكو من سوء تعاملك معه.
لن ينفعك كبر قصرك وكثرة مالك،فمالكً سيتركك ويكون خارج غرفة الطوارئ.
سينفعك ماقدمت للآخرين من معروف، وأعمال خيرية، وأفعال طيبة،وحسن تعامل مع من هم أقلّ منك شأناً،ودعواتهم الصادقة بأن يشفيك الله.
الحمدلله على نعمة الصحة والعافية،وصلاح الأبناء ووجودهم حولك،وأنك تعمل للآخرة.