يسعى الفرد في هذه الحياة ،إلى تحسين صورته الذاتية تجاه نفسه ،فيجد ذاته يتخطّى الصعاب و يحارب من أجل تحقيق ذاته ، وتحقيق النجاحات المتعدِّدة على الصعيدين الشخصي والإجتماعي، ويستمر بحصاد ما زرعه ليحقق ذاته، ذلك أن الرغبة المُلحّة والدافع الحقيقي وراء النجاح هو تحقيق الذات.
و لا ننسى أن للمعنى الحقيقي لتحقيق الذات، عوامل عديدة، أهمها وأولها حب الذات، و حيث أن تحقيق الذات مرتبط إرتباطًا مباشراً بحب الذات ، لا يمكن للفرد أن يحقق ذاته دون أن يحب ذاته أيضًا، و ذلك بسبب أن الفرد في رحلة تحقيق ذاته ، قد يخسر وقد يفشل ، وهنا يأتي دور الحب الذي يكون دافعًا حقيقيًا للعودة والبدء من جديد .
قد يعتقد البعض أن حب المحيطين به ، هو الحب الأساسي أوالذي ينتظره، ولكن إذا لم يستطع أن يمنح الفرد الحب والتقدير لذاته، فلن يمنحه الآخرون شيئًا ، كذلك إذا لم يستطع الفرد أن يمنح الحب لذاته ،يصبح غير قادر على عطاء الحب و التقدير للآخرين وهذه علاقة عكسية مستمرة.
من الخطأ ربط حب الذات بحب الآخرين، فالآخرون لا يعيشون المعاناة الذاتية التي يتلقاها الفرد في الفشل و المِحن والأوقات الصعبة،ومن الخطأ أن يحب الفرد ذاته فقط، فإن هذا يؤول إلى الأنانية وإلى إلغاء وجود الآخرين و الذين هم بحاجته كما هو بحاجتهم ،و هنا يأتي دور التوازن الذي يجعل الفرد يمنح و يستقبل مشاعره بإتزان.
إن فسيولوجية حب الذات تتمحور حول معرفة الذات و تقبل عيوبها و تقديرها وعدم السماح للذات بشعور الدونية لأي سبب محبط ،و اتخاذ قرارات تدعم صحة الفرد نفسيًا وصحيًا، والوعي حيال إدارة الأزمات التي يمرّ بها في مراحل الفشل، كما أن الإعتزاز بالذات والافتخار بها ومكافأتها، من عوامل تحّفيز حب الذات، الحب الذي يجعله يواجه الصعوبات بثقة تامة في قدراته و مكنوناته التي وهبها اليه الله عزّ وجلّ.
fatimah_nahar@